16

4.8K 133 0
                                    

شهد حياتي - الجزء ١٦


تقف بشرفة اكبر الفنادق باسوان بلد الطيبه والجمال.. تاخذ نفساً عميقا وتزفره بهدوء. هذا المكان به سحر حقا يجعلك تسترخى وتنسى اى شئ. نست هى كل ما يشغل بالها حتى أنها نست مروه وافعالها.. نست كمية الكره التى كانت بداخلها لها. نست اى مشكلة تفكر بها. المكان حقا يبعث الراحه والهدوء.
فاقت من شروها وانسجامها بالمكان بيدين غليظه تحيط خصرها بحميميه وقال :لو اعرف ان حلاوة المكان هتاخدك منى اوى كده ماكنتش رضيت اجى هنا... بس تصدقى كان عندك حق لما اختارتى نيجى هنا... المكان فعلاً مرييح جداً... والناس هنا طيبين اووى.
ابتسمت بمرح وهى تمرمغ رأسها اسفل ذقنه وقالت:المكان حلو اه.. وهادى... لكن حكاية الناس الطيبين دى والله كان نفسى اقول رائى فيها عن تجربة بس اعمل وانت مقيد حركتى وفى ممنوعات كتييره جدا.
ابتسم على فعلتها التى تطيح بعقله ولحديثها وما يفعله هو أيضا وقال:ماعلش... اصلك متجوزه واحد مجنون نعمل ايه.
شهد بحماس:طب تعالى نفطر تحت فى المطعم.... بيقولوا الفول هنا يجنن.
يونس محاولا ان يدارى غيرته بدبلوماسيه:وليه يا حبيبتي مانا اطلبه لينا هنا... مش هتعرفى تاخدى راحتك عشان بتاكلى من تحت النقاب.
شهد بمرح:لا ماتقلقش.. انا بقالى سنين منقبه وبعرف اتعامل واتبسط... ماتقلقش انت نفسك.
تنهد يخيبة امل وفكر فى حيله جديدة ولم يجد فقال بصراحة واندفاع رجل لا خبره له في النساء :بصى من الاخر مش عايزك تقعدى قدام الناس تحت.
اخذت نفساً عميقا مستعدة لاقناعه بهدوء واستدارت له فاخد يجول بعينيه عليها بعشق فقالت هى :يونس... احنا جايين يومين ننبسط وانت راجل مشاغلك كتير يعني ممكن مانعرفش نكرر الموضوع ده كتير.. واصلا نكرره ليه ونيجى ليه لما انت مش هتخلينى اتعامل مع ناس... خلينا ننبسط ونتفسح ونسى احنا مين وعمرنا ايه... خلينا نتجنن... نتجنن بعقل برضه يعني انا هفضل بنقابى برضه محافظة عليه وعلى لبسى انه يكون محتشم.. لا يشف ولا يصف.. ومعايا جوزى اللى واخد باله منى وحامينى.
ابتسم باتساع كالابله وعقله يصرخ داخله بجنون:هااااااا... جوووووزى... وحامينى.... هيييييي.
عبث من جديد وقال:بس انتى حلوه اووى اعمل ايه طيب انا.
شهد :الحلوين كتير يا يونس.
يونس وهو يضمها له :بس مش زيك... مافيش زيك اصلاً ولا زى جمالك... ده إنك زيادة عنهم بأنك حلوة من جوا كمان.
ابتسمت له بخجل وقالت:شكراً.
رفع ذقنها له وقال بهيام:بحبك.
ثم مالبس ان عاد الجمود وجهه ورفع حاجبه وقال :بس برضه هنفطر هنا.
شهد :لااااااا... مش معقول هنعيده تانى... تعالي.. تعالي معايا بس الله يهديك تعالى... تعالي انا هقنعك إن شاء الله.
قالت هذا وهى تسحبه من ذراعه وتسير به ناحية الداخل كى يرتدوا ثيابهم.
بمطعم الفندق كان يجلس هو وهى الى جواره وهو يتلفت يمينا ويسارا كى يرى ان كان احدهم ينظر ناحيتها او لا.
بينما هى تهز رأسها بيأس منه وهى تتلذذ بمذاق الطعام. نظرت لطعامه الذى لم يمسه باشفاق وقالت :يونس... يالا افطر.. الاكل بصراحة يجنن.
نظر لها بغيظ فتنهدت وقالت :حرام عليك نفسك... انت تاعب نفسك على الفاضى على فكره انا منقبه مش باين منى غير عينى.
نظر لها بهيام وقال بدون وعى :وهى عينك دى شويه... ماتعرفيش كانت بتعمل فيا.
صدمت من حديثه وقالت :عملت ايه.
حمحم وهو يعود لرشده فقالت:ماردتش عليا ليه... عملت فيك ايه ومن امتى يا يونس.
اغمض عينيه بعصبيه طفيفه وقال :انا مش كده يا شهد... مش راجل سئ كده.... عمرى ما سمحت لعيني تطول النظر فيكى غير بعد ما بقيتى على ذمتي قدام الكل... مش انا اللي هيبص على حرمات اخ.....
قطع كلامه وهو يتوقف عن تذكر انها كانت تنسب لأخيه من قبله... كلما حاول معالجة ما بقلبه ناحية اخيه تأتي غيرته وتهدم كل شئ ولكنه حقا يحاول.
اشاح بوجهه للجهه الأخرى بحزن وعضب منها. عضت على شفتيها وهى تدرك نبرة الاتهام التى كانت بحديثها.
وضعت يدها على كتفه قائله :انا اسفه ماكنتش اقصد.
نظر لها نظره علمت منها أنه يعلم أنها كانت تقصد وهى الان تبرر فقط.
التصقت به قليلا وقالت بخفوت:خلاص بقا مايبقاش قلبك أسود.
لكن هو لا يجيب
قالت:انا بس اتفاجئت من كلامك على عيونى والى عملوه فيك.. فكها.. فكها بقا.
كان يعلم أنها تقصد.. كل حديثها لاينفى ولكن إصرارها على مصالحته جعلته يرفق بها وحاول الا يضخم الموقف بتحدث اخيرا وقال بهدوء :خلاص ياشهد حصل خير.
شهد بإصرار :والله أبدا.. لازم اشوف الضحكه الحلوة.
ابتسم هو وقال :حلوة بذمتك.
شهد بتأكيد :والله حلوه.
ثم أكملت بمرح وهى توكظه بكتفه وقالت:مش هتقولى عيونى عملت فيك ايه.
تنهد بقوه وقال:هقولك... هقولك كل اللى فى قلبى... وكمان مش ناسى إنك طلبتى منى ايام امتحاناتك اننا نتكلم وانا اجلتها... النهاردة هنتكلم فى كل اللى انتى عايزه تقوليه.. وانا كمان هقولك حاجات كتير فى قلبى.
صمت قليلا وقال:انا عملت بروجرم هايل لينا طبعا بالأماكن اللى انتى قولتى عليها ليا... وفى مكان حلو اوى بيقولو هادى اووى هنروح هناك كمان شوية ونتكلم فى كل اللى احنا عايزينه.
ابتسمت له بحماس وقالت :اوكى... يالا كمل اكلك بقا عشان شكله يوم طويل.
ابتسم لها بحب وقال :حاضر يا مجننانى.
ابتسمت هى وشرعت معه باكمال طعامها مع كوب النسكافيه الساخن وهو كذلك.
توقفوا امام مرسى المراكب الشراعيه. وهى سعيدة سعادة طفله صغيره تتمسك بيد والدها الحنون ليصطحبها لنزهة عمرها. يدها الموضوعة بيده كانت تزيد فرحته واستعادة شبابه وهو يرى الحماس في عينيها ممزوج بالامان لأنه معها... حاميها كما قالت منذ قليل.
حاول جاهدا وبصعوبه التخلى عن غيرته قليلاً مع وجود المراكبى كى يقود بهم... حاول أن يجعل استمتاعه بالمكان ومياه النيل والصخور الجميله الأشكال وروعة ودفئ الجو ان ينسوه وجود ذلك الرجل الاسمر ذو الملامح الطيبه. ساعده على ذلك ايضا سحر وروعة المناظر الطبيعية الخلابة حوله وطيبة وشيم الرجل الطيبه الذى لم يرفع عينه ابدا ناحية زوجته. بدأ الرجل ان يتحدث وكأنه احسن من احسن مرشد سياحى يعرفهم على الاماكن واسامى بعض الصخور الضخمه التى يمروا بها.. يقترح عليه اروع الاماكن التى لا يجب الا تفوته زيارتها. تحدث عن بعض الأماكن الاثريه وهو يشير لهم على بعض المعابد التي مروا عليها من بعيد.
جلست هى الى جواره محتضنه كفه بكف يدها. نظر لها وابتسم بحب على فعلتها فقالت :المكان تحفه يا يونس.. شامم ريحه الهوا نفسه تنعش ازاى... وكمان الناس هنا طيبين فعلاً.. وطيب اووى الراجل ده.
رفع حاجبه بغضب ثم ابتسم قائلاً :لأ ياحبيبتى انتى بس بيتهيئلك... أصلاً مافيش رجاله طيبين غيرى.
ضحكت بقوه وهى تهز رأسها بيأس منه ثم ضحك هو الآخر على حاله وما وصل له.
نظر لهم المراكبى وابتسم على هذا الزوج المحب وزوجته.
وصل المركب أخيراً الى وجهتهم فوقفوا مبهوتين من جمال المكان.
يونس بإعجاب :مش معقول... ماكنتش اعرف ان المكان تحفه كده... لما قولتيلى على مكان اسمه جزيرة النباتات هنا ماكنتش اعرف انها هتبقى تحفه كده.
شهد بانبهار ردت ببلاهه:ولا انا.
نظرت له وقالت بحماس وهى تسحب يده وتتحرك معه للداخل بمرح وحماس :تعالى نجرى ونطنطط ونتفرج على كل شبر فيها.
قهقه عاليا وهو يشعر بعوض الله له ويتمتم بالحمد لله.... الف حمد والف شكر ليك يا رب.
تجولوا كثيراً وذهبوا لكل جزء بها... التقطوا العديد من الصور لهم. كانوا ينظرون بإعجاب للاشجار والنباتات من اندر الانواع فى العالم يتخطى عمرها سنين عديدة وكل شجرة او نبته ملصق عليها عمرها واسمها ومن اى منشأ هى وهل يوجد مثلها بالعالم ام لا. حقاً كانوا يتعجبون من وجود مثل هذه الأشياء بمصر ولا يعلم بها الكثير. حقاً مصر ام الدنيا
على حافه النهر وبمكان منعزل ورومانسى جدا جدا.. جلسوا وامامهم سلسلة من الجبال تضم مقابر الاشراف بمنظرها الاثرى الذى اكمل اللوحه روعه.
الصقها به وهو ينظر لها بحب فقال:مافيش اهدى ولا احلى من المكان ده عشان كل واحد يقول اللي جواه براحه وهدوء وكل واحد يشرح للتانى هو عايز يقول ايه... انتى كنتى طلبتى منى نتكلم... ايه يا روحي كنتى عايزه تقولى ايه... انا سامعك وعايز افسرلك اى حاجة انتى فهمتيها غلط.
تنهدت بقوه وهى تستعيد شريط الالم والافعال المهينه التى حاولت نسيانها فتحدثت قائله:يونس... احنا في مكان حلو وبنقضى وقت حلو.. خلينا ننبسط احسن.. مش عايزه افتكر حاجه تضايقني.
يونس بإصرار :مش هسيب اى حاجة تضايقك صدقينى... الى فات اساس للى جاى ماينفعش نخيط الجرح من غير مانطهره.
ابتسمت بمرح قائله:ههههه.. دكتور بقا وكده.
يونس بمرح جديد عليه:علىَ ايدك انتى بلاقى نفسى راجع للطب شويه بشويه.. من يومين اعملك دكتور ودلوقتي امثال عن الجراحة.
شهد :بس ماتفكرنيش بالى عملته فيا.
تخضبط وجنتيها بخجل فابتسم هو بخبث وقال:مش هفكرك دلوقتي وهحاول امسك نفسي بس اول ما نوصل السويت بتاعنا ونقفل الباب ه... قاطعته:بسسس.. بس.. ايه.. والله مانت متكلم.
هز كتفيه بلا مبالاة وقال:عموما أحسن برضه مش بحب الكلام بحب الفعل.
ضحكت بقوه ثم تبعها هو الى ان صمت قائلاً بتصميم:قولى كل حاجه يا شهد.. قولى.
حبست نفساً عميقا وزفرته على مهل وقالت:انا اتعرضت لابشع مواقف فى حياتى من يوم جوازى منك.. من اول يوم.
يونس بحزن:من اول يوم.. لدرجة دى ياشهد.
شهد بحزن :ايوه.. اول يوم لما اخدتنى معاك انت ومراتك وانتو رايحين تتعشوا.. كان موقفى زباله جدا.
يونس :لا طبعا العشا ده كان ليا انا وانتى مش مروه أساسه خالص.
شهد :ده أسوأ.. أسوأ بكتير.. لما تكون واخدنى لعشا بمناسبة كتب كتابنا وتقوم تخلى مراتك تلبس وتتشيك وتيجى معانا ده يبقى عزر اقبح من ذنب.
يونس:انا ماقولتش لمروه اى حاجة واتفاجئت بيها زيى زيك بالظبط وماعرفتش احرجها لانى عذرت موقفها وشعورها ان جوزها بيتجوز عليها وخارج مع مراته الجديدة... ده غير انها اصلاً ماسبتليش فرصه اتكلم وركبت العربية على طول.
شهد :ولما هو كده اخدتنى ليه المطعم المفضل ليك انت وهى.
يونس:ده مش مفضل لينا ولا حاجة انا حبيت اخدك المكان ده لأنه اشيك واغلى مكان في القاهرة بس مش اكتر بس الى عرفته بعد كده ان مروه كانت بتروح هناك كتير بعد ما جت معايا عشا عمل فيه مره عشان كده صاحب المكان كان عارفها.
ابتسمت هى فقال:اخدت بالى لما بصيتى وبرقتى بعينك اووى لما لاقتيه عارفنا.
تنهد طويلا ثم قال :ايه تاني يا شهد.
شهد :أهم وأصعب حاجة... ذل مروه ليا.. ولما قالت إنها اوامر منك.
يونس :مش معقول يا شهد.. انتى فعلا لحد دلوقتي فاهمة انى قولت كده فعلاً... ده أنا كسرت الدنيا عليها وعلى الكل ورميت يمين طلاق عليها قدامك بعد ماضربتها عشانك وانا الى عمرى ما رفعت ايدى عليها او على اى واحده ست او بنت.
شهد :تقوم تاخدنى انا وتحبسنى فى اوضه فى فندق ومن غير بنتى وكأنى انا الجانيه مش المجنى عليها.
يونس بغضب وغيره وقد تذكر:انتى مش فاهمة... مش فاهمة حاجة ياشهد... لحد دلوقتي ماتعرفيش البواب قالى ايه.. وحتى من غير مايقول.
شهد بتساؤل:قالك ايه.
اغمض عينيه وقال:شهد اللى لازم تعرفيه انى ماكنتش هسمح انك تقعدى في العماره دقيقة واحدة كمان وانتى لو لاحظتى انى خرجتك من الفندق للفيلا على طول.
شهد بحيره:ايوه ليه.
يونس:عشان الناس الى شافوكى وانتى.. وانتى كده.
فهمت عليه وقالت:بس انت كمان ماسبتليش ولا فلوس ولا موبيل اكلم حد.
يونس :خوفت.. خوفت بالفلوس تقدرى تمشى وتروحى حته ماعرفش اوصلك فيها لانى كنت شايفك اد ايه مجروحه ومدمره... انا حالى ومالى وكل ما املك تحت امرك فى لحظة الا لحظتها لأنى كنت متأكد انك هتكونى عايزه تبعدى عنى وعننا كلنا حتى خوفت احيبلك موبيلك لاحسن تكلمى اخوكى او اختك او اى حد من صحابك ويجيلك وتبعدى عنى... غلط بس غصب عنى... السبب الأكبر في أنى ماجبلكيش بنتك طبعاً بعد غيرتى هو انى كنت بضمن إنك عمرك ماتروحى مكان من غيرها ولما تفكرى تسبينى اول حاجة هتعمليها إنك تاخدى جورى معاكى.. اتصرفت غلط وبانانيه بس من عشقى ليكى خصوصاً انى مظلوم وانتى كنتى لسه مدبوحه فاكيد كنتى هتتصرفى بجنون وتهور.
كانت تستمع له بصدمه... ما كل هذا.. هل يوجد رجال تعشق هكذا.. الان فقط تشعر بأنها أكثر النساء حظا كى تنال أولاً زوج حنون مراعى كسعد... ومن بعده زوج مهووس متيم كيونس.
مالت برأسها على كتفه العريض وهى تتمسك بذراعه وقالت :انا اسفه.. أسفه انى فهمتك غلط... بس كان غصب عني صدقتى.. وكل حاجه كانت ملغبطه.. اخو جوزى الراجل الكبير المحترم بقا جوزى.. فجاءه بقا بيتعصب ويغير وكل ده انا مش فاهماه... افهم ازاى وانت اخو جوزى دكتور يونس اللى كنت بقول قبل اسمه الف لقب ولقب عشان مراتك كانت بتضايق... مافيش حد بيحب حد بالسرعه دى خصوصا انى كنت مرات اخوك الصغير والى دايما كنت بتقول عليه ابنك.. وبعدين كل الاحداث الفظيعه دى... كله جه ورا بعضه خلانى ولا عارفه اشوف ولا احكم صح... غصب عني صدقنى.
كان يستمع لها وهو يضغط على اعصابه بقوه يحاول السيطره على حاله كى لا يغضب عليها وهى تعيد الحديث عن أنها كانت زوجة اخيه... تركها تتحدث قائلاً لنفسه :خليها تقول كل اللى فى نفسها وتطلعه مره واحده وتهدا عشان بعد كده مش هسمح أبدا تجيب سيرته تانى.
صمتت هى بعد أن ارتاحت وهدأت كثيراً جدا وقد تحدثت بما يضيق به صدرها فقالت:لسه زعلان من كلام الصبح.
صمت قليلاً ثم قال بهدوء:مش زعلان خلاص... بس عايزك تعرفى انى ماسمحتش لنفسى ابص عليكى غير وانتى حلالى ومن حقى.. حقى اللى حطيتى شرطك للجواز انك تمنعينى عنه.
ابتسمت قائله:كان عصب عنى صدقنى.
يونس :كان... كان وخلص... واللى جاى كله ليا.. صح يا شهدى.
شهد :ههههههه صح.
بعدما انتهت جولتهم فى هذه الجزيرة وعادوا بالقارب مثلما جاءوا وذهبوا للعديد والعديد من الاماكن الاثريه ولكن قطع هو برنامجهم لبقية اليوم وعاد بها سريعاً الى الفندق.
دلف هو على عجل وهى بعده واغلقت باب الجناح وقالت:مالك يا يونس... رجعنا ليه حصل حاجة.
ذهب تجاهها وهو يتحدث بجديه ويخلع عنه سترته:فى حاجة مهمة جدا لازم اعملها.
شهد بجديه :حاجة ايه.
فتح ازرار قميصه على عجل وهجم عليها بجوع ونهم فسقط بها على الفراش الملكى وقال برغبة :لازم اعمل كده... لو ماكنتش رجعت كنا هنتقفش بوضع مخل فى الطريق العام.
شهد بخفوت :كده يا يونس... ده أنا قولت حصل كارثه.
يونس من بين قبلاته على عنقها بصوت مبحوح من الرغبة :احتياجى ليكى اكتر من الكارثه.. تعالي يا شهد.. قربى ليا.
شهد :يا يونس... جعانه.
يونس وهو يلتهم عنقها صعودا وهبوطا:وانا كمان.. انا كمان يا روحى.
رفع رأسه ونظر الى عينيها ثم مال عليها يبلها بتلذذ وهو يعيد مابدأه من ايام.
بعد فتره كان يحتضنها بقوه وهى متعبه نوعاً ما بين احضانه.
نظر لها وهو يزيح شعرها من على وجهها المرهق وهى تلهث بتعب قائلاً :والله حاولت يا روحى... بس غصب عني انتى بتجننينى خالص... ببقى عايزك بطريقه مش طبيعيه.
ابتسمت بوهن قائله:عارفه إنك بتحاول... وكمان المره دى كان عنفك اقل شويه من قبل كده... بس عارف كمان انا بدأت اتعود على كده.
يونس مبتسما وهى يضع يديه على جسدها بثقه:تتعودى على ايه.
شهد بخجل من لمساته الوقحه مع طريقة حديثه فقالت بخفوت شديد:على طريقتك معايا.
ابتسم بوقاحه ويديه تفعل ماتفعل ثم قال:هطلبلك الغدا... لازم تتغذى كويس لاحسن يجرالك حاجة بين ايديا.
التف ليلتقط الهاتف فسحبت هى الفراش وضعته عليها مخبئه رأسها أيضا معهم وهى جالسه.
قهقه هو على فعلتها وقال قبل أن يهاتف الفندق:اختفيتى انتى كده يعني... هجيبك برضه.
قبضت على الفراش بقوه أكبر وهو يقهقه عاليا اكثر ثم هاتف الفندق لطلب الطعام لهم. وبعدما اطعمها جيدا جدا بيديه وفمه أيضاً. اتصل لها على ابنتها كى تطمئن عليها.
أسبوع أروع من الخيال مر عليهم وهم يتقربون من بعضهم اكثر ويونس يتخلى عن كبر رجال الأعمال ويحاول الاستمتاع معها اكثر واكثر فروحها البسيطة والجميلة اعادت لروحه الحياة والحيوية فانعكس ذلك بشده على مظهره العام واصبح فى تلك اللحظه العمر مجرد رقم فقط
فى حديقة فيلا العامرى تجلس مروه بغضب وحقد تتذكر هيئه زوجها حينما عاد من رحلته وهى ترى وجهه ينبض بالشباب والحيوية. قطع شرودها صديقتها ماهى قائلة :بس يونس بيه مش باين عليه السن خالص تشوفيه ماتديلوش اكتر من 28_29سنه... مش مصدقة بجد عمره الحقيقى اللى انتى قولتيهولى.
نظرت لها مروة بحقد ولم تجيب فلم يكن ينقصها حديثها هذا أيضاً. جذبها حديث الفت حمة ماهى ووالده عز الفيومى التى تجلس معهم على نفس الطاوله تحادث عزيزه وهى تنظر باتحاد شهد قائله:مين البنت دى ياعزيزه هاانم.
عزيزه:دى شهد.
الفت تزامنا مع قدوم شهد فاستمعت لهم :مرات الشهيد سعد.
عزيزه:الله يرحمه.
الفت :بس دى صغيرة وحلوه ماينفعش... قاطعتها عزيزه وقالت :ما يونس اتجوزها من بعد اخوه.
الفت بقسوة غير مراعيه لمشاعر احد:اااااه... كتر خيره والله اهو يلم لحم اخوه... بس على الله بس ما تقلش باصلها وتخرب عليه مع مروه... وتبقى خرابة بيوت
قالت هذا غير واعيه لتلك المسكينة التى وكأن سكينا انغرس بقلبها. ولا لتلك الحقيره التى التمعت عينيها بخيث.
لفت نظر شهد من بعيد قط جميل يقف بسكون ثم جرى بخوف وواضح ام احدى قدميه مصابه.
ركضت خلفه بخوف وهى تراه يخرج من باب الفيلا الرئيسي بسرعه وهناك سياره مسرعه فى الطريق الفارغ قادمه عليه.
وقفت هى بسرعه وتوقفت السياره على بعد انش واحد منها وهى تلتقط القط لتتاكد من سلامته.
هبط من السيارة رجل مهيب يفوح عطره في الأجواء وبيده سيجارة الكوبى.. نظر لها نطره تفحصيه شملت سائر جسدها بملابسه المحتشمه وقال:انتى يا انسه ولا مدام ينفع الوقفه الى وقفتيها فجأه دى كان ممكن تتأذى.
استدارت له فانزعج هو من ذلك النقاب الذى اخفى عليه وجهها.
قالت بخفوت :أنا اسفه فعلاً الغلط غلطتى.. بس القطه كانت هتموت.
نظر مباشرة الى الشئ الوحيد الظاهر منها وياليتها لم تكن ظاهره أيضا. اغمض عينيه يهدم هذا الشعور ثم قال بجفاء:طب اتفضلى خدى القط بتاعك عشان انتى عطلتينى زيا..... صمت وهو يراها تفر للداخل بسرعة. نظر لاثرها بغضب فمن هذه التى لا تتوقف احتراما حتى ينهى حديثه ويذهب هو أولاً.
صعد الى سيارته ودلف الى بيته وهو يسب ويلعن بها فهى قد كدرت صفو يومه
اما هى دلفت للقصر سريعا وهى تحمل هذا القط الجميل وذهبت كى تداويه. ثوانى من بعد دخولها واستمعت لصوت سياره يونس الذى جاء سريعاً مشتاق. فابتلعت ريقها وحمدت الله انها ولولا خجلها من نظرات هذا الرجل التى شعرت بأنها تعريها فذهبت سريعا لكان يونس قد رآها وهى تقف معه وقلب الدنيا فوق رأسها فهى باتت على علم تام بجنونه وهوسه بها
دلفت مروه خلف يونس بغنج قائله: يونس.. انا عزمت ماهى وجوزها عندنا على العشا بكره... لازم تبقى موجود من بدرى.. ثم أكملت بكبر وحقد لن تتخلى عنهم:عايزاك تمن عليهم بشغل جديد عشان ماهى دى تعرف ان جوزى اجمد من جوزها وبيفتحله شغل وو
كان يستمع لها وقد بدأ كرهه لها ولطريقتها ينمو. خصوصا وأنه اثناء حديثها الحاقد المتكبر هذا جاءت شهد شهد سريعاً تركض بخفه كطفله تستقبل والدها بعد عمل يوم مرهق. قاقبلت عليه ببشاشه وخفة طفله وضمته لها بشقاوه غير مهتمه بخطتها على مروه فهى فعلت هذا بصدق وعفويه. ضمته قائله بفرحة :يونس.. حمد الله على السلامة.
ابتعدت عن حضنه بخفه فنظر لها بفرحه شديدة ظاهرة جداً لها جعلتها تقسم على فعلتها يوميا كى تفرحه فقال لها:الله يسلمك يا روحى... تعالي جايبك حاجة حلوة معايا.
شبك يده بيدها فسارت معه بحماس ولكنه توقف بتأنيب ضمير لمروه وابتسم قائلا :حاضر يا مروه هكون موجود... وهفتح معاهم شغل كمان ياستى.
ابتسمت مروه بنصر لم تبالى له شهد كثيراً وذهبت بحماس مع يونس لغرفتهم التى ما ان اغلق بابها حتى اخذ يقبلها بجنون ولهفه حتى توقف قبل أن تتحول لرغبة مهلكة وقال :وحشتيني... طول اليوم مش عارف اشتغل منك... ينفع كده... عمرها ماحصلت دى.
شهد بمشاغبه:امممم... ماتزوغش.. فين الحاجه اللي جايبهالى.
ابتسم لها ثم اخرج من حقيبة عمله مغلف شيكولا من النوع الفاخر ولوح به لها فقفزت بفرحه كبيره ثم ضمته بقوه وطبعة قبله جميله على وجنته قائلة :شكرا اوى يا يونس.
يونس:ماكنتش اعرف انك هتفرحى اوى كده بحاجة بسيطه زى دى.
ثم أخذ يقارن بينها وبين مروه التى لا يملئ عينيها الا جوهرة ثمينة او عقد الماسى نادر.
ابتسمت بحب وقالت :على فكره فى تحت فى التلاجه كتير... بس دى انت افتكرتنى بيها.. وقفت بعربيتك ونزلت بنفسك واختارتها واشتريتها ليا... معناها كبيييير او وغالى اوى.
ملس على وجنتيها بحب ثم قال:كل يوم ليكى شوكلاته منى... بس ابقى أدى جورى.
عبست كطفله قائله:تاخد من التلاجه... دى انا هاكلها كلها لوحدي... عشان هى من يونس لشهد.
ظل يغمض عينه ويفتحهم وهو ينظر لها بفرحه كبيرة.
فى مساء اليوم التالى حاءت ماهى وزوجها وكذلك الفت للعشاء كما وعدتهم مروه.
هبط يونس الدرج بهيبه تليق به جدا وخلفه مروه التى بالطبع جلبت للبيت احسن ميكب ارتست وارتدت افخم طاقم الماظ لديها مع فستان سنييه.
وقف الضيوف يتحدثون ويتعارفون ثم صافح يونس ضيفه قائلاً :أهلاً عز بيه.. نورت بيتى.
عز :ده الشرف ليا أنى اقابل حضرتك طبعا.. صيتك مسمع فى مصر والشرق الأوسط كله يا يونس بيه ده غير عضوية مجلس الشعب.
ابتسمت مروه ورفعت رأسها وانفها عاليا بغرور. ونظرت ثانيه لماهى وزوجها الذى نظر ناحية تلك الفتاه المنقبه التي تضمض الجرح لنفس القط صاحب حادثة امس... تقابلت الأعين فصرخ عقله:هياااااا.....

شهد حياتي الكاتبة المتألقة و المميزة  سوما العربيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن