10

3.7K 125 1
                                    

شهد حياتي - الجزء ١٠


لقد تمادى كثيراً.... يومين إضافيين تمكثهم هنا معزوله عن العالم... حتى الاب توب الخاص به قد أخذه معه.
طفح الكيل يونس... انت مصر على إخراج اسواء ما بها. حتى لم يحاول أن يأتي خلال هذين اليومين... اهى بقره ام ماذا... يتركها هنا ولا يسأل عنها... لا هاتف لا مال. فالح فقط في أن يقول اصبحتى زوجة مليونير.... اى مليونير هذا ها.. تمام هى لا تريده ولا حتى تريد سؤاله او اهتمامه لكن اقل شيء فليحضر لها ابنتها.... اين أباه... اين والدته... اين الجميع من ما يحدث معها... ألا يستحون من انفسهم.. لقد كانت تعتبرهم بمثابة والديها... لطالما اهتمت بهم... ماذا حدث... لما لا يتخذ شخص منهم اى موقف.... حسنا يونس انت جنيت على نفسك جراء أفعالك معى... لن اظل تللك الشهد التى عهدتموها... لابد لكل شئ وأن يتغير.... واهم شئ هو ان ارسم طريق لنفسى بعيدا عنهم... واستقل بنفسى انا وابنتى بعيدا عنهم.... يالله... احلامى بسيطه... فقط عمل ومسكن وابنتى باحضانى... لا أريد رجل ولا أريد مال وفير... لكن اعلم الطريق امامى طويل وشاق فاى عمل يحتاج لشهاده وانا لا املك حتى الآن مازالت فى اول اعوامى الدراسية... لن ألومك سعد... اعلم كل شئ كان بتخطيط من الله. تماسكى شهد... لابد وان تكونى قويه بعض الشئ.
تذكرت انها عليها العيش معهم فى الفيلا الجديدة.. وكيف ستعيش معهم مره اخرة وهى حقاً غاضبة من كل شخص فيهم.. تحيرت كثيرا وهى تتذكر ذلك اليوم اللذى اصر فيه يونس على شراء ملابس جديدة كليا لها من ماله حتى الملابس الداخلية.. وكم اشعرها ذلك بالحرج منة.. أيضاً تذكر كيف طلبها منها بحرج وتلعثم وارتباك.
تتحير جداً فى أمره ولا تدرى لما كل هذا... ولما كل هذا الحقد الذى تراه بعينيه على سعد... هى تعلم علم اليقين وكذلك الجميع أنه يعشق اخيه سعد وكان له كابنه... مالذي حدث.
تريد الحديث مع احد والا حقاً ستصاب بالجنون... لسوء الحظ هى من الأشخاص الذين لا يستطيعون حفظ ارقام الهواتف... الرقم الذى كانت تحفظه وعن ظهر قلب هو رقم رجلها الأول سعد.
وعلى سيرة سعد ادمعت عيناها تقارن حياتها معه وحياتها الآن.. اى جحيم القت بنفسها فيه.
بينما هى تفكر بهذا الشكل وبهذه الافكار تتهم يونس باشياء كثيره كان هو يجلس على كرسى مكتبه فى شقته جسده يرتعش وهو يتذكر لحظتهم وهى بين يديه ذائبه تتاوه بخفوت.
يجاهد ويجاهد نفسه على الا يذهب لعندها... يعلم لن يقدر على الابتعاد.. يعلم سينقض عليها كرجل بربرى متخلف... لا يريد أن يخفيها... لا يريدها عنوه رغم حاجته المرضيه ناحيتها.. لو فقط تعلم كم يجاهد جسده على الا يفتك بها بين ذراعيه... فقط لو تعلم كيف يجاهد على الا يأخذها عنوه... ايضا لا يريدها ان تعتقد انها بالنسبة له مجرد جسد ووجه جميل... هو حقاً يعشقها... منذ ان اصبحت زوجته وسمح لنفسه بالتركيز معها ومع تصرفاتها.. تابع حنانها على الجميع... حياءها... خجلها... هدوؤها.. نفسها السمحه وطيبة قلبها.... عيونها وربااااااه من عيونها القاتله.. جسدها وو.... ابتلع ريقه وهو يشعر بالرجفه فوق معدته وهو يتذكرها عندما سقط الطعام واعتلاها وتاهت قليلاً معه فى دوامته.
اااااه شهد ماذا ستفعلين بى أكثر.... أكاد اجن.... أشعر بالغيره من الجميع... أشعر بنار تشتعل داخلى... سامحك الله سعد.. لا أريد أن أكون ذلك الشخص السئ الذى يحقد على أخيه الميت ولكن فكرة أنها كانت بين ذراعيك حقا تذبحنى... فكرة ان...... قطع كلامه لا يريد التفكير اكثر.
قطع وصلة أفكاره دقات على باب المكتب فاذن للطارق بالدخول ولم يكن غير كامل والده.
كامل:يالا يابنى... كل حاجه جهزت ولازم نتحرك على الفيلا.
يونس:حاضر يا بابا... انا نقلت كل حاجتى امبارح.
كامل :انت متأكد أن شهد كويسه وهى اللى طلبت تبقى بعيد اليومين دول على ماننقل.
يونس :احممم.. ايوه طبعاً.
كامل:مش قادر اصدقك بصراحة... شهد روحها في بنتها... مستحيل تقدر تقعد كل الفتره دى بعيد عنها.
يونس بغيره :وفيها ايه يعني.سيطر على نفسه وحاول التحدث من جديد قائلاً :وبعدين ماهو اللى حصل معاها مش شويه.. رجاله العماره كلها شافوا وهى ب.... قطع كلامه وهو يصك أسنانه بغضب على ماحدث معها. ولكن اكمل قائلا :ومن بعد اللى حصل وفى رجاله اشكال والوان بيسالوا عليها.. اكيد مش هتقدر تستحمل كل ده.
نظر له كامل بقوه والان فقط ان ابتعاد شهد ليس بخاطرها وانما بسبب غيره ابنه المجنونه... لقد شك في الامر من البداية ولكن يونس دائما يؤكد أن هذه هى رغبتها.
كامل:يونس... انت ايه اللي جرالك... عمرك ماكنت كده.... ده انت كنت بستغرب معانا ازاى ابنك كده... ماكناش نعرف انه مش جايبه من برا وأنه طالع لابوه.
يونس:قصدك ايه.
كامل بقوه :قصدى واضح يا دكتور.
يونس :اه طالما قولت يادكتور يبقى في حاجة كبيرة.
كامل بحزم:فى أن انت طابق على نفس البنت ومتحكم فيها وباعدها عن بنتها... انا مش متخيل... انت مش واخد بالك... انت بتغير من بنتها.
يونس بارتباك يخفيه بالقوه:للا.. لا طبعا ايه الكلام ده.
كامل:امال باعدها عن بنتها ليه... ماخدتش جورى تقعد معاها مكان ماهى موجودة ليه... طب هنقول مكسوفه من الناس اللي فى العماره... ايه هتتكسق من بنتها بردو.
يونس :ما.. احمم.. مانت عارف مالك ماكنش.
قاطعه كامل:ماكنش هيوافق عارف ابنك نسخه منك بس انت اصلاً ماحاولتش... ولا انت فاكرنى مش واخد بالى.
زفر بقوه قائلا :خلاص يا بابا لو سمحت... وخلاص هى تروح الفيلا كمان النهاردة وهتفضل مع بنتها.
كامل:يونس... بلاش تخنق البنت... بلاش... لو فاكر إنها هتتقبلك كده تبقى غلطان... بالعكس انت بتبعدها عنك اكتر.
قال ما قاله وانصرف. وظل يونس ينظر لاثره بغموض قائلا :هنتقبلنى... لازم.
رفع هاتفه إلى أن جاء الرد ولم يكن غير السائق الذى سيقود بمروه من منزل والدها إلى الفيلا الجديده.
يونس:ايوه.. وصلت.
السائق:ايوه يا يونس بيه... البواب بينزل الشنط... اصلها كتيره اووى.
يونس بتهكم:عارف عارف... مانا عشان كده خليتك تروح توصلها.
وبعد دقيقة كان يغلق الهاتف ويلتف وهو يبتسم بعبث. فالظاهر امامهم أنه اعادها لعصمته من أجل مالك ولكن الحقيقة لا يعلمها غيره هو... فهو يعتقد انه سيثير غيره شهد بها... كم انت مخطئ وغبى أيضاً يونس.
تجلس بسيارتها بالخلف بكل غرور.. فبعد كل مافعلته هاهو اعادها له من جديد ورد لها اعتبارها... وليس هذا وحسب.. بل إنه قد اخبرها انهم سينتقلون للعيش بالفيلا الجديدة خاصتهم... ارجعت رأسها للوراء وهى تبتسم براحه وهدوء. لا تعلم ماينتظرها... وماهى حقيقه انتقالهم لهناك.
اتصال من الفندق يخبرها انه ينتظرها بالاسفل. فقط هذا كل شئ لقد اتعب نفسه كثيرا والله.
وقفت امام السياره واسغربت كثيراً من وجود سائق يقود بالامام. وقام هو بفتح الباب الخلفى لها لتجلس بجواره بعدما بالطبع القى نظره شمولية على ماترتديه كى يطمئن قلبه الغيور وهو حقا لا يكتفى بنقابها.
جلست بجواره وما ان فعلت حتى تسلل عبيرها الناعم إليه... نظر لها باعين محمره. ثم نظر للسائق قائلا بعضب:استنانا برا العربية شويه يا وائل.
امتثل وائل لامره بينما هى التفتت له باستغراب. فاقترب منها هامسا من بين اسنانه:ايه اللي انا شامه ده.
توسعت عينيها بحرج فهل رائحتها سيئه للغايه هكذا فقالت يعفويه وبراءه :شامم ايه... والله لسه مستحميه.
تفاقم عضبه وقال :اعمل فيكي انا ايه دلوقتي... ها... فى واحدة محترمه تحط بيرفم والرجاله تشم ريحتها... ده انتى حتى منتقبة وعارفه انه حرام.
شهد بقوه :أولاً انا محترمه غصب عنك وعن اى حد. ثانيا انا مش حاطه بيرفم ولا حاجة... ده كريم بعد الدش عشان الجسم يبقى متعطر وريحته خفيفه جدا مش فواحه يعني تنتشر وتوصل للرجاله... انا فاهمه أمور دينى كويس اووى وعارفه أن حرام راجل غريب يشم ربحتى بس كمان ريحة الكريم دى مايشمهاش غير حد قريب منى اووى يعني لو قربت جدا وانا مش بعمل كده غير مع ستات يعني لو قربت اسلم على واحده او حضنت واحده وسط السلام وبوستها تشم منى ريحه طيبه مش ريحة عرق وقرف.. فهمت.
رغم كل ما قالته إلا أن غضبه لم يهدأ.
نظر عبر النافذة وبدون كلام نظر لوائل وأشار له بالصعود للقيادة.
طوال الطريق ينظر إليها بجانب عينيه يراها لا تكلف حتى نفسها النظر ناحيته. وقد اعضبه هذا جدا خصوصا وعبيرها الهادئ يتسلل لاعماقه ولكن عزة نفسه وكبريائه يمنعانه.
وصلا اخيرا إلى حيث الفيلا وحيث ينتطرهم الجميع.
دخل هو وهى بجانب تسير سريعا وبفرحه إشتياقا لابنتها حتى لم تنبيه على معالم الترف والثراء الواضحه بقوه على المكان ولكن اتجهت للداخل بسرعه وهو بجانبها وبسبب طوله الفارع كانت خطواته سريعه تجارى خطوات تلك القصيره زوجته.
لم تنتبه لأحد او بالأحرى لم يعد يهمها احد منهم جميعهم... الان كل ما يهمها هو ابنتها.. ابنتها فقط.
التحمت الاثنتان باحضان بعضهما غافلين عن الاب وابنه اللذين ينظرون تجاههم بغيره واعين مشتعله.
ولكن حالوا التماسك... حسنا يكفى هذا.
_:ماخلاص بقى.
نطق بها مالك ويونس فى صوت واحد بغضب شديد.
ابتمست عزيزه وريهام اما كامل هز رأسه بيأس.
ثواني وكانت الصدمه بالنسبه لشهد. حين رفعت عينيها عن حضن جورى تستمع لأصوات كعب عالى على الدرج ولم تكن غير مروه التى لم تكن صدمتها اقل منها.
التفت شهد برأسها بحدة ناحية يونس وناظرته بكره شديد.
للحظة ندم يونس على اعادة مروه لعصمته واستخدامها فى التقرب من شهد فبنظرتها هذه علم أنه لم يزيد الأمر إلا سوءاً
تقف مروه عينيها تشع حقداً فيوم ان انتقلت الى الفيلا الجديدة كما أرادت تكن هذه الفلاحة معهم أيضا... ارادة ان ترى نفسها على شهد ببيتها الجديد ولكن للقدر رأى آخر. حسنا هى للان لا تعترف ابدا او حتى لم تستوعب بعد أن شهد اصبحت لها نصيب أيضا في ثروة يونس.. للان تراها زوجة سعد ولا تملك إلا راتبه الشهري فقط.. حسنا مروه ظلى هكذا لا تعين ان شهد اصلا اصبحت تملك اكثر منكى فى ثروته.
نظرت شهد لهم جميعاً بينما عزيزه وكامل حاولوا التحدث معها وهم يرون نظرات الاتهام فى عيونها لهم خصوصا بعد أن عادت مروه من جديد وكأنها لم تفعل شئ.. نعم لم تشأ ان يطلقها نهائيا ولو انه أقل شئ لما فعلته ام كانت حقاً فعلت كل ذلك دون علمه كما زعم ولكن على الاقل لا تعود بهذه السرعة وكل هذا التأنق. فمروه بالطبع لم يفت عليها ان تبالغ وتيالغ فى تأنقها كرساله واضحه ومباشره للجميع.
قطعت حديث عزيزه وريهام قائله بجمود:فين اوضتى انا وبنتى.
يونس بغيره :اوضتك انتى لوحدك.... جورى ليها اوض.... قاطعته بحده اتسعت لها عينه وعين الجميع حتى مروه وهى تقول بحزم وقوه :بنتى هتفضل معايا مكان ما اكون... لا هبعد عنها ولا هتبعد عنى... وماحدش هيقرر اى حاجة فى مصيرها غيرى يا يونس بيه.
ابتسمت مروه بجانبيه وخبث وهى ترى الأجواء تشتعل والابتعاد سزداد اكثر واكثر.
يونس بغضب وكذلك مالك :يعني إيه.
شهد بغضب وكره:زى ما قولت بالظبط... هتتفضل وتقولى اوضتنا فين ولا انت جايينا هننا نتهان تانى ولا ننام فى اوضه الجناينى مثلاً.
يونس بغضب :لا طبعا ايه اللي بتقوليه ده.
شهد بكره وحزم:يبقى ياريت تتفضل وتتكرم وتقولى اوضتنا فين.
أشار لها بالتقدم امامه وسار هو وبالطبع معهم مالك الغاضب بشده تحت أنظار مروه الحاقده وهى تراه يوصلها لغرفتها بنفسه.
بالاعلى توقف امام الغرفه التى أعدها خصيصاً لها واهتم بها اهتمام بالغ. وحرص على ان تكون مقابل غرفته مع مروه كى تصاب بداء الغيره والجنون الذى اصابه.
يونس وهو يفتح باب الغرفه لها:اتفضلى انا اهتميت بكل حاجه بنف.... قاطعته بقوه :شكراً ليك.
بينما مالك ينظر بغيره وغضب لجورى السعيدة جدا وقد نست أمره منذ قدوم والدتها.
يونس بغيره وهوس:هخلى حد من الخدم ينقلوا سرير جورى عندك عشان...
قاطعته بجمود:مالوش لزوم بنتى هتنام فحضنى..
اشتعلت غيرته المريضه... اى حضن.. هل جنت فقال هو ومالك بصوت واحد :نعععععععم.
قاطعتهم وهى تغلق الباب فى وجههم. فوقف الاب وابنه ينظرون للباب بحقد وغضب. نظر الاثنان لبعض يتبادلون النطرات على ما تفعله الام وابنتها بهم.
مالك لوالده :بابا.... هو ماينفعش اخد انا اوضتك وانت... قاطعه مالك وكأنه شاب متصابى قائلاً :انسى.
مالك بغضب:يابابا..
قاطعه يونس :يا بابا ايه... انت اللى اخترت اوضتك بنفسك.
مالك:اه ده بعد ما اخترت انت اوضة شهد قدامك فاخترت انا اوضه ليا وخليت اوضة جورى قدامى.
تنهد يونس ثم نظر الاثنان للباب المغلق وزفرا بصوت واحد غاضب وقال يونس :واهى جت الست شهد وقلبت كل حاجه.
مالك بترجى:بابا... الله يخليك... انا اصلاً كنت شبه متعود انها بتنام فى حضن مامتها بس انت بقى الله يسامحك اللى عشمتنى انها خلاص هتنام لوحدها لحد ما الفكرة عششت جوا نفوخى.. واهو انا اتصدمت اهو... بالله عليك سيبلى الاوضه.
يونس وهو يتحرك لداخل غرفته :انسى ماتحاولش. ثم أغلق الباب فى وجه مالك هو الآخر الذى نظر للباب بعضب وقال :هو النهاردة اليوم العالمى لقفل الباب فى وشى ولا ايه.. انا اتهزئت خالص... احمم كويس ان جورى ما شفتنيش وانا كده.
داخل غرفة شهد كانت تحتضن ابنتها التى تقص عليها كل مافعلته فى فترة غيابها وهى تقرر داخلها الخطوط العريضة التي ستسير عليها حياتها.. ستتحلى بالقوه... لن يتحكم أى شخص بشأن ابنتها... دراستها ثم دراستها وأيضا تللك كانت وصية سعد لها... ستتحلى بالقوه والحزم أمام الجميع وخصوصاً ذلك اليونس.. لن تكن تللك الشهد زوجة سعد... لكن ايضا لن تسمح لهم بتشويه روحها من الداخل ابدا ستظل شهد السمحه البريئه لكن معهم ستكشر قليلاً عن انيابها... لن تجعلهم يؤذوها ابدا واكبر أذية من وجهة نظرها هى ان بشوهوها داخليا ويحولوها لامرأة سيئه حقوده
مرت أسابيع عديدة عليهم كانت بها مروه تصدر أوامرها للخدم هنا وهناك بحزم كااثبات انها السيدة الأولى ومالكه هذا البيت وخصوصا لشهد. تحاول زيادة الغنج والدلال امامها هى ويونس.. الإفراط في التانق ببعض الملابس العارية قليلاً. وكذلك الحلى الثمينه لتتباهى بهم أمام شهد التى لا تملك اى شئ.
اما يونس يحاول الاقتراب ولكن كبرياءه يمنعه خصوصا بعد رفضها الصريح له أكثر من مره وحديثها الجارح له.
عزيزه وريهام وكامل يحاولون التقرب والاعتذار من شهد لكن دون جدوى لكن ريهام لن تيأس ابدا عن استعادة صديقتها وشقيقتها شهد.
اما بالنسبه لشهد فى طوال هذه الاسابيع تحاول التأقلم على مكانها الجديد. ترى محاولات عزيزه وكامل وريهام التبرير لها. حسنا ستسامحهم فهى ليست سيئه ابدا لكنها لن تعود معهم ابدا كالسابق. ستقف للتفرج عليهم كما فعلوا معها.
هى الان مشغوله فقط بالدراسه التى لم يبقى عليها سوي ايام.. لا تنكر أن تصرفات مروه تسير حنقها حقاً ولكن هناك أشياء اهم تشغلها عن تلك المروة التى تتعمد أن تمر أمامها ذاهبة لغرفتها التى يقبع بها يونس وهى ترتدى قمصان النوم متحججه بمالك او اى شئ كى تجعل شهد تراها هكذا.
بدأت الدراسة وبدأ معها جحيم يونس وابنة.
تستيقظ في الصباح وتبدأ بالاهتمام بتحضير ابنتها للذهاب فى باص المدرسه التى انتقلت إليها. حسنا بعد تفكير رأت أن المدرسه الخاصة بيونس والتى افتتحها قريبا جيدة جدا جدا. كذلك قريبه من فيلتهم فلما العناد إذا... اهم شئ مصلحة ابنتها... لكنها ستدفع مصاريف المدرسة خلال هذه الأيام مثلها مثل الجميع لن تسمح لأحد بالإنفاق على ابنتها.
صعدت جورى الباص ومعها مالك مضطرا بعدما أصرت شهد على الا تذهب مع مالك في السيارة التي سبق وخصصها يونس لابنه وحبيبته. وذلك لعدم السماح لمالك بفرض هيمنته عليها أكثر.
تحهزت للذهاب الى الجامعة لأول يوم تتمنى لو كان سعد معها يقف بجانبها ويدهب بها اول يوم كالاب وابنته يشد من ازرها. ويمدها بالقوة كما كان يفعل دائما.
(الله يرحمك يا سعد) تمت بها يخفوت قبل أن تتصنم وهى تستمع لصوته الجهورى.
_:استنى عندك.
كان هذا صوت يونس الذى ينزل على الدرج الزحاجى الفخم بكل شموخ.
التفتت له فشملها بنظره تقييميه لفستنانها الاسود المحتشم ومن فوقه نقابها. احتدت عينيه قائلا :ايه اللي فى عيونك ده يا هانم.
شهد :كحل.
يونس :والله كحل... وحاطه كحل ليه.
شهد :بحب احطه ايه المشكله.
يونس وهو يقطب جبينه :المشكلة إنك مش ناقصه.
شهد :على فكره انا متأخرة لوحدي يعني مش ناقصه تأخير.
يونس :روحى امسحى الزفت ده عشان تقدرى تمشى.
شهد :لا انا... قاطعها ببرود:عايزه تتأخرى براحتك... انا بالنسبه تمام اووى ياريتك ماتروحيش اصلاً.
نظرت له بحده وجمعت قوتها واستدارت بتحدى كى تذهب ولكن سحب هو كف يدها ولف جسدها له بثواني واحتجزها خلف السلم الزجاجى بغضب ورفع نقابها عنها قائلا :امسحه انا.
ظل يحاول دون جدوى ولكن كانت قوة يده تقل تدريجيا وهو ينظر بوجهها وعينيها ودون أدنى شعور منه التقطت شفتيها بنعومه كبيره وهو ذائب تماما.
استمع لشهقه صغيره فنظر لأعلى فوجد والديه وريهام كانوا يهبطون السلم لتناول الفطور وخلفهم مروه فنظر لهم بحرج على الهيئة التى رؤه بها فشفتيه مازالت مبلله باثاره مخجله تقطر شهد شفتيها وهو يحتجزها خلف السلم كمراهق وليس كرجل على مشارف الاربعين.........

شهد حياتي الكاتبة المتألقة و المميزة  سوما العربيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن