9

3.2K 113 0
                                    

شهد حياتي - الجزء ٩


يجلس في سيارته مغمضا عينيه يريح رأسه للخلف وهو يراجع نفسه من جديد.ابنه لن يتقبل بالأمر مطلقا وهو ابنه الوحيد.
ولكنه غاضب منها جداً بسبب مافعلته بشهده. وعلى سيرة شهد حياته ابتسم بتلقائيه واقشعر جسده. يتذكر طعم شفيتها الذائبه كالحلوه بين شفتيه. جسدها الناعم الذى اشعل به رغبه قاتله كادت ان تزهق روحه حقاً. اه منكى شهد ماذا نفعلى بى.
نسى غضبه... نسى ماقالته او سينسى وسيذهب لها يملى عينه منها... يروى ظمأ قلبه العاطش لها... يعطى لرئتيه هوائها الذى سحب منه على مدار يومين وهو بعيد عنها. أدار محرك سيارته بسرعه وفرحه كبيره ليذهب إليها وهو يستمتع بهواء الصيف المنعش من النافذة ويستمع لأغنية عمرو دياب ويدندن معها لاول مره منذ سنوات تقريبا منذ ان تخرج من الجامعة.
ده لو تساب لا ده انا يجيلى تعب أعصاب ده لو اتساب ليله لليلتين انا اعيش في عذاااااب طب اعمل.
فى دقيقتين ياخد القلب وياخد العين ليلى ياعين... ولم يستطع مجاراة الاغنيه فهذا فقط ماحفظه منها لأنها تعبر عن ما يشعر به فهو منذ مدة لم يتابع الاغاني الجديده ولكن هذه منذ الامس عالقه معه بعدما استمع لها بالراديوا ووجدها تعبر عن حالته واشتياقه المريب لها ووقعه صريعا فى عشقها بسرعه او كما يقال فى النو تايم.
وصل إلى الفندق حيث طرقها بقلب يرقص سعاده بطريقه حقاً مخجله.. حتى هو يشعر بالحرج من نفسه وما اصابها.
ذهب سريعاً إلى الاستقبال كى يتأكد من عدم دخول او خروج احد لغرفتها.
ولكن اخبروه انها لم تقم بطلب طعام مند ان غادر تقريباً. حتى أن القلق قد أصاب قلبه ان يكون قد حدث لها شئ ولكن اخبروه ان خدمه تنظيف الغرف تذهب عندها باستمرار ويجدوها بخير.
اغمض عينيه بقوه وغضب فكيف لها الا تاكل لمدة يومين هكذا.... كيف لها ان تجعل قلبه ينخلع عليها هكذا.
وقف امام الجناح الخاص بها وهو حقا يهتز شوقا... شعيرات جسده ترقص من فرط القشعريره التى تسرى بها.
دلف بسرعه واشتياق جحيمى وجدها جالسه على احدى الأرائك متكومه على نفسها رافعه ركبتيها حتى وجهها وتضع مرفقيها عليهم وفوقهم راسها دافنه اياه على ركبتيها وذراعيها. شعرت بوجود شخص معها في العرفه فرفعت عيونها له. وياليتها لم تفعل.... اااه من تلك العيون القاتله.. نظر لهم باشتياق ولوع بينما هى تناظره بكره وغضب شديد.
اقترب مبتسما ومد يده ووضعها عليه ليخبرها عن مدى إشتياقه. لكنها من شدة عضبها تجرأت ولاول مره ونفضت يده عنها فاتسعت عينيه حتى استدرات وأكثر عندما وجدها تصرخ فيه بغضب :ابعد إيدك عنى... انت ليك عين كمان.... حابسنى زى العبيد... زى المجرمين... انا عملت ايه عشان يتعمل فيا كده.... مافكرتش فيا.. طب مافكرتش فى بنتى ازاى عايشه من غير امها يومين... مافكرتش انها اكيد خايفه... عايزه تغير لبسها.. تاكل... تستحمى.. تحس بالأمان ان امها جنبها... وانا مافكرتش ان قلبى واكلنى وهموت من القهره عليها.... مافكرتش ازاى ممكن اقعد من غير بنتى... انت فاكر الناس كلها مروه مراتك.
كان يستمع لها بذهول فقد اعماه العضب والغيره عن كل هذا.
حاول الحديث قائلاً :اسمعينى بس انا....
قاطعه بصراخ اكبر:انت ايه.... انت ايه يا اخى... معقول في حد كده... انت بتعمل معايا كده ليه... انا عملت ايه... انا طول عمرى فى حالى... عمرى ما اذيت حد... انت بالذات عمرى ما اذيتك ولا قربت منك... وكنت دايماً بعيده عنك.
اشتعل بغضب وصرخ بجنون :لييه... كنتى بعيده ليه... كنتى بتتجنبينى ليه... كل السنين دى معاه... وفى حضنه... ليه ما حستيش بيا... ليه... ليه ماحبتنيش وانا من اول ماعينى وقعت عليكى حا(سكت ولم يستطع الاعتراف اكثر) ... ليه... فيه ايه هو زيادة عنى... المفروض كنتى تحبينى... ليه.. ليه.
نظرت له بعدم تصديق قائله :انت بتقول ايه... انت مستوعب... فى حد يقول او يفكر كده اصلاً... هو فى حاجة فى الدنيا إسمها كده... لا انت أكيد اتجننت.
هز رأسه بهزيان وابتسامه مختله قائلاً بإصرار :اه... اه... اه اتجننت خلاص... وانتى السبب... انتى اللى عملتى فيا كده... وإلى عملتيه يستاهل عقاب اكبر من كده... عارفه يعني ايه واحدة تبقى فى حضن رجالها وتقول اسم راجل تانى.
اغمضت عينيها بحياء عن ماحدث بينهم وما كان قد اوشك أن يحدث. ولكن لابد ان تتجرد من الحياؤ قليلا كى ترد على ماقاله فقالت بغضب به بعد الحياء والتلعثم:انت مش فاهم حاجه... دول اربع سنين وسعد اول راجل فى حياتى... طبيعي ان اى وضع زى.. زى... كده لسانى ينطق بالى متعود عليه... ده جوزى.
قاطعها وهو يقبض على رسغها بعنف قائلاً :انا اللى جوزك... اسمه لو جه على لسانك تانى مش عارف ممكن اعمل ايه... ماتختبريش صبرى اكتر من كده.
نفضت يده بغضب وقالت وهى تنظر له بقوه:سعد هو اللى جوز..... قاطعها وهو يجذبها له بعنف قائلا من بين اسنانه:جربى تقوليها كده.... وشوفى انا هعمل ايه.... انتى بتاعتى يا شهد... مافيش رجاله على الكوكب ده غيرى.
شهد بغضب:مش عارفه ازاى قادر تقول كده.... انت مش واخد بالك انت عملت ايه... انت حابسنى هنا ومش سايب معايا اى فلوس اقدر ارجع بيها للبيت ولا حتى موبيلى اطلب حد ييجى ياخدنى زى ما اكون انا الغلطانه... مش الهانم مراتك. الى ذلتنى وبهدلتنى وخلتنى اشتغل خدامه عندها... بعد ما انت روحت تقولها إن أنا كنت عايزاك تبوسنى وانا اللى طلبت منك ده ووقفت قدامك عريانه... انا.. انا قولتلك انى عايزه احس انى ست ومتجوزه وفى فحياتي راجل انا؟انا قولت كده يابنى آدم يامحترم انا؟
انا اللى من يوم ماتجوزتك واسمى بقى جنب اسمك ما اخدتش غير البهدله والذل.... دى خلتنى امسح سلم العماره قدام كل الرجاله والستات الى ساكنين... وانت انت كنت فين.... بتتكلم عن سعد... ايامى كلها مع سعد كان بيعاملنى زى الملكه... عمر ماحد كان يجرؤ بس يعمل فيا ربع إلى اتعمل معايا لما مات وسابنى ليك... بتقولى ان انت غير سعد... طبعاً انت غيرو... انت فين وهو فين.... تيجى انت ايه اصلاً فى سعد... سعد مافيش منه.... هو اللى جوزى وخيفضل لحد ما اموت جوزى... وانت انا اتجوزتك عشان بنتى... عشان بنتى اللى انت حابسنى بعيد عنها دلوقتي.
ينظر لها بوجه محمر غضبا وحقدا... لهيب الحقد اصبح فى ازدياد يوماً بعد يوم.... صدره يعلو ويهبط من شدة العضب.... القت حديثها مره واحده فى وجهه. عيونه تطلق لهبا واحمرار.
نفض يدها بعيدا عنه حتى وقعت على الاريكه خلفها من شدة الدفعه. واخذ يكسر كل شئ حوله بجنون تام. حتى أنها وضعت يديها على اذنيها كى تصم نفسها عن هذه الاصوات... لا تنكر انها قد شعرت بالارتياح بعض الشئ عندما قالت مافى نفسها... وايضا لا تنكر انها اشفقت على حالته تلك وهى تراه هكذا لأول مرة. ولكنها ظلت بعيده ولم تحاول الذهاب اليه او تهدئته فابالاخير هى معها كل الحق... لم يفكر بها احد.. كل فرد منهم حسب حسبته بناء على مايوافق هواه وراحته... اما هى فلم يفكر بها احد.. ولكنها هى من وافقت بنفسها على هذه الزيجه ولم يجبرها أحد.
بعد وصله من التكسير بجنون والذى التف له كل العاملين فى الفندق وقام هو بإلقاء فى وجههم شيك من المال بمبلغ ضخم جداً يكفى ويزيد على تكليف مع دمره هو.. وقف فى شرفة الجناح يدخن بشراهه وهو الذى لا يدخن كثيرا من الاساس.
وهى لم تبرح موضعها ابدا... خوفا منه ومن هيئته ولكن قلبها يتأكلها على ابنتها... لا تستطيع الصبر او الانتظار أكثر... هى بالأساس تتحمل كل هذا من اجل ابنتها.
حسمت امرها وقوة من قلبها واتجهت إليه.
وقفت على باب الشرفه قائله :احمم.. عايزه اكلم بنتى.
لم يجيب او بالأحرى لم ينتبه. فتقدمت أكثر قائله :دك... احمم... يونس.
التفت إليها وقد بتفاجئ وبصيص من الفرحه لثانى مره تنطق بها اسمه بدون ألقاب.
نظر إليها قائلاً :نعم.
شهد بجمود:عايزه اروح لبنتى.
يونس:شهد... انا ماقولتش لمروه كل الكلام اللي انتى قولتيه ده.... مش عارف هو واصلك منها ولا من مين بس انا ماقولتش كده... وعمرى ما اقول كده... مش يونس العامرى اللى يتكلم عن مراته بالطريقه دى.
شهد :طب هى ليه قالتلى كده.
يونس بغموض:يمكن شايفه حاجة انتى مش قادرة تشوفيها... بس انا عاذرك.. احنا ماكملناش كتير متجوزين.
شهد :ايه اللي انا مش شايفاه يخليها تعمل كده... دى.. دى.. خلتنى. اغمضت عينيها بقوه لا تريد التذكر. فتحدث هو وقال :كلامك وحعنى اووى يا شهد... وانا ماتعودتش اتوجع... ولا اترفض... ولا عمرى مهما حصل هفرض نفسى على حد
.. حتى لو الحد ده انا......
سكت ولم يستطيع الاكمال.
بعد دقيقه ينظرون لبعض بقوه تحدث وقال :احنا هننقل الفيلا اللى كنت اشتريتها فى الكومبوند... اللى كنت اتكلمت قبل كده مع بابا و.....
اغمض عينيه وحقده منعه من نطق اسمه وهى لاحظت هذا واستغربت بشده ولم تجد تفسير لذلك.
اكمل بعد ثوانى من قطع كلامه وقال :هنروح نعيش فيها كلنا....هتفضلى هنا يومين كمان لحد ماكل حاجة تجهز.
انهى كلامه ونظر للجهه الاخرى على الفور فنظرت له بغضب قائله:ده اللى هو ازاى يعنى ماعلش... هو انا مش بنى آدمه... ازاى تقرر بالنيابه عنى.
يونس بقوه:ايه مشكلتك مش فاهم... حد يرفض يعيش فى فيلا... انا مش فاهمك.
شهد بغضب :انت بجد مش شايف ان فى مشكله... ازاى اروح اعيش فى بيت حد تانى.... انا مش معايا فلوس اقدر ادفع تمن مكان زى ده... او حتى تكلفة الاقامه انا وبنتى حتى لو قسمتوا تمنه انا مش هقدر ادفع نصيبى فيه.
قام من مقعده قائلاً :تمن ايه وتدفعى نصيب ايه... البيت ده بيتى وملكى.
شهد:اديك قولت بنفسك... بيتك انت وابنك ومراتك... هسكن فيه انا إزاى وباى حق... انا عمرى ما هعيش عاله على ح.... قاطعها صارخاً :البيت ده ملكى... وانا جوزك دلوقتي وانتى مراتى... انتى مراتى... مراتى... كل فلوسي هى فلوسك... افهمى... انتى مرات مليونير... مش واحد بياخد ملاليم كل اخر شهر.
قال الاخيره باحتقار يقصد سعد به وقد فهمت هى عليه فقالت :مش بكتىر الفلوس... ده بالحب والاحتواء يا يونس بيه.
انزعج كثيراً من حديثها فقبض على رسغها مجدداً وقال:قصدك ايه... ها.. انا مش هعرف احتويكى... مش هعرف افهمك.... هو انتى سا.....
قطع كلامه وقد غرق في ملامحها الجميله عن قرب وشفتيها التى تدعوه بالحاح وإصرار لتقبيلها فاقترب منها بانجذاب مع أن عقله ظل يدق ناقوصه ويفكره بما قرر بشأنها والا يقترب منها ولا يفرض حاله عليها وكل قوه الانجذاب كانت أقوى.
لكن هى من ابتعدت على الفور وهى تشعر بخطر ماكان سيفعله مجدداً.
احتدت عينيه فاغمضهم بقوه وقال وهو على حالته تلك:لو سمحتى... ادخلى نامى... دلوقتي حالا.
نظرت له بذعر وخوف وقالت يتلعثم طفولى وهى تنظر أرضا :بس عايزه اطمن على جورى.
يونس بجمود:لأ اطمنى... ابنى ربنا ابتلاه هو كمان.بس انا لازم الحقه قبل مايموت نفسه بايده
تمتم الاخيره مع نفسه بصوت منخفض وصل إلى مسامعها ولكن لم تفهم مقصده
نظرت له بحيرة قائله :يعني ايه مش فاهمة.
يونس بحزن:ومش هتفهمى.... مش هتفهمى... سبينى ياشهد... سبينى وادخلى نامى.
لا تعلم لما اشفق قلبها عليه... ربما من نبرة صوته الحزينة وكأن قلبه يصرخ وجعاً.. ولكنها حقاً لا تعلم بما هو موجوع. فلم يخطر على بالها ابدا انه قد عشقها بتلك الطريقة الموجعه.
لكن لم يطاوعها قلبها وتقدمت خطوه منه قائله بحرج :هو.... هو انت...
قطع حديثها قائلاً :روحى نامى ياشهد وسبينى لو سمحتى... وماتقلقيش انا شويه وهكمل شغل مهم.. واضح ان إلى زيى مالهوش نصيب فى حاجة غير الشغل وبس.
قال الاخيره بحزن وتهكم كبير فاشفقت عليه زيادة ولكنها لا تعلم بما تداويه.. لا تعلم هذه الصغيره ان كلمه واحده منها دوا.... ان مجرد جلوسها جانبه يسعده.. ان اقتربت وقامت فقط باحتضانه فقد محت كل همه.
لا تعلم حقاً... وكذلك هى معذوره فطريقة عشقه لها حقا مخيفة تصل حد الهوس والمرض.
دلفت للداخل وهى تشعر بالوجع ناحيته ولكن سريعاً مازال وهى تفكر فى ابنتها وهل نامت ام لا هل اكلت طعام العشاء ام لا وهل وهل.. ثم اخذت تتذكر ايامها مع سعد وارتسمت ابتسامة كبيرة على وجهها وهى تتذكر احد الايام حين اصطحبها الى احدى مدن الملاهى الكبيره.. كان يوماً رائعا حقاً.. لهو كثيراً واتباع لها الحلوى والدمى وغزل البنات.. التقطوا العديد والعديد من الصور السيلفى.. اغمضت عينيها وهى تبتسم على ذكرى هذه الأيام الجميلة.
اما ذلك العاشق المسكين فهو ينطبق عليه المثل القائل (ياعينى على اللى حب ولا طال شى)
يمنع نفسه بالقوة والاجبار كى لا يذهب وينام جوارها رغم رغبته الملحه لذلك... يشعر كان قدماه وجسده كقطعه من المعدن وجسدها هى كقطعه من المغناطيس.. يشعر بقدماه تنجذب تجاهها عنوه... ولكنه يكبح رغبته بذلك. يعلم علم اليقين انه ان اقترب منها فلن يتركها بعد أن يشبع رغبته الملحه بجون وهوس بها... يخشى عليها من نفسه كثيرا... حقا وحرفيا يخشى ان يلتهمها بعدما يمتص كل جزء بها. يخشى عنفه معها والذى يشعر به فقط الان.
فضل الابتعاد خوفا عليها من نفسه فهو يعلم انه يوم ان ينالها سيكون الأمر صعباً جداً عليها فهو يريدها بطريقه مرضيه. وأيضا هو الى الان لم ينسى ماقالته وهو ابدا ليس هذا الرجل الذي يفرض نفسه على امرءه غصباً عن إرادتها... خصوصاً بعد أن رفضته مرارا. وقد سبق واعلمت الجميع بشرطها ان زواجها منه ماهو الا زواج على الورق فقط. لن يفرض نفسه عليها وان انطبقت السماء على الأرض. لذلك فضل النوم فى مكانه في الهواء أفضل له.
فى صباح اليوم التالي في بيت كامل.
اقتحم مالك غرفة عمته ريهام بغضب. فوجد جورى قد تخطت الوساده الذى سبق ووضعها بنفسه كفاصل بينها وبين ريهام الليله الماضيه ضمانا لنفسه بالا يقترب احد من ورده الجورى خاصته.
ازاد غضبه اكثر واكثر ولكن لم يشأ ان يفزع حبيبته فتستيقظ خائفه وفضل ان يفزع عمته كى تنهض بعيدا عن صغيرته جورى.
مالك وهو يهز ريهام بقوه وغضب:عمتوووووو.... عمتوووووو.... عمتو ريهااااام... اصححى.
انفضت بفزع وخوف قائله:ايه في ايه... زالزل ولا ايه.
مالك بغضب :اه فى زلزال شيلى ايدك عنها.
دقائق حتى استوعبت الأمر ونظرت له بغضب قائله:يعني معاليك مصحينى بطريقة المخبرين دى كانى حرامى غسيل عشان الكتكوته بتاعتك... ياخى حرام عليك... هو موال كل يوم ده مش هنخلص منه... ده على ما امها ترجع هكون قطعت الخلف.
مالك بغضب :ماتقوليش عليها كتكوته وماحدش يدلعها غيرى... واه موال كل يوم ده مش هيخلص... واه بصحيكى كده عشان خاطر وردة الجورى بتاعتى... واعملى حسابك كل يوم من ده... وتوطى صوتك شويه عشان ماتقومش من النوم مفزوعه وخايفه.
اشتعلت منه غضبا اكثر وقالت:طب اعمل حساب حتى انك بتكلم عمتك.
مالك :عمتووو... بصى... روحى كلمى خطيبك ولا جوزك ولا اللى مش عارفين لكو وضع مع بعض... لا محصلين مخطوبين ولا محصلين متجوزين... مش عارف ايه ده... قال عمتى قال... طب ازاى وانتى مش عارفه تحسمى امرك... ده أنا اللى 13سنه اهو وحاسم امرى والكل عارف انى هتجوز جورى اول ما تكبر يبقى بذمتك يا شيخه مين فينا اللى عمتو.
ريهام بذهول وعفويه وجدية :انت.
مالك ببساطة :طب شوفتى... اوعى بقا خلينى اخد جورى
اخذت تنظر له بغيره وحنق طفولة وهو يهدهد جورى كى يوقظها بخفوت وابتسامة حب فابتسمت هى له ثم أخذها كى يغسل لها وجهها ويهتم هو بأمر فطورها.
نظرت لاثرهم وهى تزم شفتيها بعبوس طفولى ثم التقطت الهاتف بغيظ وضغط على زر الاتصال الى ان اتاها الرد فقالت :الو... عايز ورد يا ابراهيم.
فى الفندق
اشعة شمس الصيف الحارقة المسلطه على عينيه ايقظته من نومه. اخذ الامر منه أكثر من دقيقة حتى استوعب انه قد نام عنها وشهد حياته فى الداخل. جلس لفتره يمنع جسده من التحرك إليها... يشعر كأنها قطبى مغنطيس وجسده ماهو الا قطعه معدن تنجذب إليها بلا اراده.
لم يتمالك نفسه ودخل مسرعاً لكن وجد الفراش فارغ. استمع لصوت المياه أتى من المرحاض.
دقيقه وخرجت هى فقالت بصوتها الناعم والذى ازداد عليه اثر النوم:صباح الخير.
يونس بقلب يخفق بشده وهو لاول مره يبيت معها ويتشارك معها تفاصيل الصباح وأنه اصبح له الحق بذلك. وكم اشرح هذا صدره فقال بابتسامه :صباح النور.
نظر اليها بعيونها القاتله ذات الامواج العاتية.. شفتيها الوردية المنتفخه وانفهت المحمر مع خديها من اثر النوم.
قبض على يده بشدة كى لا يخطفها لاحضانه وياخذها عنوه.
تحدثت هى قائله :انا هرجع البيت امتى.
يونس :مفيش رجوع للبيت... انتى هتمشى من هنا على الفيلا.
شهد بغضب :انا عايزه اشوف بنتى انا سيباها بقالة كذا يوم ماينفعش كده... وبعدين مين قالك اصلا انى هسيب بيتى انا وجو....
جذبها اليه وهمس بجوار اذنها بغضب قائلاً :اه... قولى كده بقا.... عايزه ترجعى البيت عشان كده... لشقتك انتى وهو... اللى كل ركن ليكو ذكرة فيها... بيته اللى مليان بصوره...مش كده.
شهد بجنون واندهاش:انت ليه بتتكلم كده وكأنى خاينه... ده كان جوزى.
يونس بغضب :كان.... كان ومبقاش.... مافيش رجوع للبيت تانى... مش هتعيشى فى مكان ليكى اى ذكرى معاه فيها.
شهد بجنون:انت بتقول ايه... مش معقول كده.
يونس بجمود:هو ده اللي عندى.
شهد يغضب وهى تضرب الأرض :طب انا عايزه اروح استحمى واغير هدومى... بقالى 3ايام باللبس ده... ريحتى بقت وحشه جدا.
مرر عينه على جسدها وهو يود لو يحكم بنفسه فيشتم هو رائحتها ويمرر انفه على كل انش بها ثم يعاود الكره مره اخرى.. نعم فهو يحب الدقه في اعطاء رائيه. فلتترك له هذه المهمة إذا.
تأخر فى الرد عليها فقالت:رد عليا.... عايزه اروح اغير هدومى دى... وكمان اخد حاجتى معايا لو هنقل معاكوا..
قاطعها هو بغضب :ومين قالك إنك هتلبسى لبسك اللى هناك ده تانى... اللبس اللى عليه ريحته.... كنتى يتلبيسهولو... وكان بيعجبه عليكى.... كان بيقرب منك ووووو... اغمض عيونه بقوه يمنع نفسه من التخيل كى لا يغضب عليها أكثر.
اما هى تنظر له بعدم استيعاب.
تحدث بعد مده بجمود قائلاً بأمر :تفتحى الاب توب بتاعى واشترى اللى انتى عايزاه اون لاين.
نظر إليها وانتظر ان تمتثل لأمره ولكن لم تفعل وظلت تنظر أرضا تعبس فى أصابعها بخجل فقال:ماسمعتيش الكلام ليه.
شهد :ماهو انا ماجبتش فلوس هنا.
احتدت عينيه وهو يراها تصر على ان تنفق على نفسها من معاش هذا المتوفى.
فقال بغضب :أنتى فاكره أنك ممكن تدفعى لنفسك قرش واحد من فلوسه.... اشترى اللي يعجبك وانا هدفع اون لاين.
تحرك خطوتين ثم عاد وهو لا يعرف لما ولكن فعل وتحدث قائلاً كطفل يخبر امه بما سيفعل :انا معروض عليا اترشح فى مجلس الشعب.
شهد :هى حاجة كويسه طبعاً.. بس مسؤليه وعبئ عليك... وانت تقريبا مش فاضى... وبسم الله ما شاء الله يعينى انتو مش محتاجين ربنا يزيدكو.
اقترب منها قائلاً بتأكيد :قصدك يزدنا.
صدمها بحديثه ولم تستطع الرد فاكمل هو متسائلا :طب مش حابه تبقى حرم سيادة النائب.
شهد بعفوية :مش لما اهؤف استوعب الأول انى بقيت مراتك.
نظر لها وهو يبتسم بغموض بطريقة حاولت تفسيرها ولكن لم تستطع.....

شهد حياتي الكاتبة المتألقة و المميزة  سوما العربيWhere stories live. Discover now