الفصل التّاسعُ

109 11 0
                                    

مورِيس أغرِيست-٢٤- جنديّ فرَنسيّ

بارِيس ١٩٨٣

تلْك اللّحضات، حينَ تتناسَى سببَ وُجودِك و تأخذُ مجرًا آخرَ، طريقًا مُلتوِية لعلّها كانَت سبَب غوصِك في عمقِ الظُلماتِ حتّى صار من المُحال لك الخلاصُ.
لما فقط لا أقولُ 'أناʼ بدلَ مخاطَبة من لا وُجودَ له؟
ألهذه الدرجةِ دُنسّتُ حتّى صارت مواجَهة نفسِي عارًا على حطامِ براءتِي.

الظلام أمامي،. صرتُ أجهلُ أهو ضربٌ من الحقيقَة أم عتمَة تُغلّف كيانِي،  لكن،  أستطيعُ الشّعورَ ببعضِ النّور المنبعثِ من أحد جوانبِي، أخذتنِي خطواتِي أمامَ النافذة أُراقِب كيفَ أنّ ‏اللَّيلُ يَلْتَقِمُ المَدَىٰ ويكادُ يختنقُ السُّكُوتْ.

تنهّد ثقيلٌ غادَر صدرِي، أمغمومًا أم مُتحسّرا، و أنا أرَى الشارِع خالٍ من الحياة قبلَ أن تعودَ بي ذاكرَتي إلى فترَة الهدنَة المزعومَة، حين كنّا ننعَم بذلك السّلام المؤقّت و الذّي إنقلبَ فجأة إلى خرابٍ و أطلالٍ أبكي عليهَا وحيدًا.

أحيانا أفكّر، لعلّه خطئي، لعلّ إنجرافيِ وراءَ مطامِع الأخوَينِ أعمَى بصيرَتي عنْ الدّمارِ السّاحِق.
والغَريب أنَّ الأشياء التِي تخَشى حُدوثها ، تحدُث  دائمًا!

لم أعُد أدرِي مَا سأنتظُره، ليُخبِرنِي أحدكُم عنْ الجُزء الذِي لازلتُ لا افهمَه. ألْ يسألونِي يد العونِ لإيقافِ النزالِ؟ ألم أوعَد بسلامٍ أعيشُه مع بنِي بلدِي و الآخرين؟

أين ذلِك!  أسُرعانَ ما تنقضي الوعودُ و تهجَرُ كلماتُ الحقّ؟  أم أنَا فقط أخرَقٌ خدعَه طِفلانِ؟
و ماذا عنهُما؟ كيفَ لم يتفطّن شخصٌ لما يحيكَانه!

أذكُر قائدهم و نظراتِه المُريبَة، كَان لا يُمكن ان يعرِف أهو خاضِع أم مُتمرد؟ كَانت تحَوم حوله شُبهات كَثيره، ولكنَه لم يُفاجأ مَره واحِده مُتلبسا بالجُرم.

و أقصدُ بذلِك الشقيقَين، فبتّ لا أشكّ أنّهما نفس الروحِ في جسدين!

يَقولونَ أنّك ‏لن تعرِف صديقَك الحقيقِي في أيّامِ الطمأنينةِ أبدًا، وحدها أيّامُ الفزعِ من ستخبرُك.
ماذا عنّي؟ ما عسايَ أفعَلُ و أنا من تمّ غدرُه من من عرفهُم في وقتِ الشّدةِ؟

ما صنيعِي و قد سُلبَت منّي طُمأنينَتي؟




---

عذرا على التأخير
أردت إعلام الجميع اني سأحاول الكتابة قدر المستطاع قبل بداية العام الدراسي الجديد و ذلك نظرا لغيابي الذي سيطول حينها كوني سأجتاز إختبار الباكالوريا آخر السنة
قدموا للرواية الحب و ستحبكم كلماتها
دمتم سالمين أعزائي

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jul 30, 2022 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

جُرمْ: قِناعُ الَسّاديةٰWhere stories live. Discover now