الفصل الثالث

171 14 4
                                    

.. في منزل ليلي ..

يوم عطلتهم الأسبوعية ككل أسبوع جالسه هي تنكب علي محاضرات الأسبوع بالكامل وأخيها بجانبها يتسامر معها في كل ما حدث معه في الكلية و تدريباته الشاقة و سعادته بقرب الوصول لأول رتبه (ملازم) .

_بس عارفه يا ليلي انا فرحان اوي بكرا هبدا أول تدريب في المدهمات ، وهطبق كل اللي اتعلمتوا الشهور اللي فاتت من ضرب نار بقي و كل حاجه وعارفه أدهم باشا هو اللي هيدربني انا بحبه اوي عارفه مش بحس أنه العقيد بتاعنا و احنا الطلبه اللي تحت أيده ابدا بيعاملنا علي أننا أخوات.. هتف بها بحماس طفولي علي ما سيفعله في الغد .
_التفت له عندما صم أذنيها تلك الجملة تهتف بلهفة : مدهمات !! خلي بالك من نفسك يا ليث انا مليش غيرك في الدنيا ياريت الزمن يرجع وانا ارفض مليون مره انك تدخل في كلية الشرطة دي انا ناقصه هم .
_ابتسم بحب شقيقته تخشي فقدانه ربت علي وجنتيها بحنان مطمئناً إياها : متخافيش يا حبيبتي مش هيحصل حاجه .
_رمقته بقلق تهتف بخفوت : ربنا يستر ويعديها علي خير و ترجع بالسلامه يا ليث .
_قام و حاوطها بيديه مقبلا مقدمة رأسها بحنان هاتفا بابتسامة : متخافيش عليا محدش بيموت ناقص عمر يا ليلي ولا ايه ؟! وبعدين المفروض تكوني مبسوطة انا كل يوم بحقق جزء من حلمى ده غير اني ببقي مبسوط وانا في الكلية و شغلنا .
_أومات بفهم ولكن بداخلها شيء من القلق يزيد كلما نظرت له همست بداخلها بقلق : ربنا يستر .

***
في اليوم التالي استيقظت و أعدت نفسها للخروج كالعادة كل يوم و غادرت منزلها بعدما غادر أخيها أولا حيث جامعته ، بعد عدة دقائق ليس بالكثيرة وصلت إلى مكان عملها و بدأت في العمل وهي في زي الشاب كريم ، مرت ساعات كثيره في إنشغالها بالعمل حتي أتت تلك الساعة التي شعرت بشيء ما غريب فتلك الشعور بشع للغايه لم تشعر به من يوم وفاة والديها ، شعرت بقبضة من حديد تعتصر قلبها بقوة حتي أنها وضعت يدها على موضع قلبها من الألم التي شعرت به ، لم تدري هل هو ألم موضعي بالفعل أم مجرد شعور ليس إلا ، جلست أرضا جانبا بخوف وتركت المحرك التي كانت تقوم بحله حاولت مرارا وتكرارا أن تنظم أنفاسها و من ثم قامت بإخراج هاتفها تريد أن تحادث أخيها ربما أن أستمعت إلي دفئ صوته تطمئن ولكن زاد القلق كثيرا عندما أتاها أن هاتفه مغلق هدر قلبها بعنف فهي من بداية الأمر تخشي عليه اليوم بالتحديد فهو كما قال لها أنه اليوم أول تدريب له في شيء جديد عليه يسعده كثيراً ، أدمعت عينيها عندما طرق في عقلها فكرة فقدانه هو الآخر ، ظلت جالسه تفكر في أسوء الأحداث التي ممكن أن تحدث حتي أنفتح هاتف أخيها هبت واقفه بلهفة و فرح و تهللت أسيرها عندما استعمت إلي رنين هاتفها يتعالي بإسمه فتحت الخط سريعا لتُجيب ولكن أندثرت الأبتسامة سريعا عندما أستمعت إلي الطرف الأخر والذي كان........ ؟

علي صعيد آخر تحديدا في منزل ليلي ، وصل كلا من أثنان من زملاء ليث و هو بينهم محمول علي أيديهم و أمامهم ذاك الأدهم يفتح باب المنزل بمفتاح ليث ، الذي دائما ما يأتي بسيرته أمام شقيقته و كيف يعاملهم بأخوة و عن معاملته الطيبة لهم ، دلفوا و أشار لهم علي غرفته ، قاموا بوضعه علي الفراش وقام أحدهم بتغطيته في حين أن وقف أدهم يرمق الغرفة بهدوء يفكر كيف يبلغ شقيقته عن حالة أخيها وما حدث له من إصابة أثناء التدريب فهو يعلم أن والديه ركضوا إلي ربهم ، ظل يسير في الغرفة حتي توقف عند ما لفت نظره صورة جانبيه في إحدى جوانب الغرفة تجمع بين ليث و شقيقته وهو يحملها علي ظهره و هي تلف ذراعيها حول عنقه و يضحكون بمرح ، لفت انتباه قلبه ابتسامتها ما أن وقع نظره عليها حتي ارتسمت علي شفتيه ابتسامة واسعه تخيلاته وصلت به أنه هو من يحملها علي ظهره لماذا لم يعرف ! ظل يتأمل ملامحها حتي...

نوفيلا "الورشه"Where stories live. Discover now