الفصل السادس والأخير

223 15 9
                                    

مرت الأيام سريعا و أتي اليوم المراد الذي سيذهب لوالدها فيه بعدما تحدث أدهم مع فهد و ليث علم بكل شيء قد قالوه في تلك الجلسة قرر أن يبدأ الحديث مع فهد صديقه وبعد ذلك رتب موعد مقابلته الأولي وكما قال أدهم سابقا فأول موعد سيذهب هو بمفرده أولاً ....

***
.. في منزل ليلي ..

بعدما أنتهي من ارتداء ملابسه ، وقف أمام المرآه يرمي نفسه بنظرة رضا و فخر حامد الله بداخله أنه تم المراد ، دلف للخارج قبل جبين شقيقته هاتفا بابتسامة قلقه إلي حد ما ؛ ادعيلي !
_ارتسمت ابتسامه واسعه علي شفتيها ومن ثم هتفت بتمني : ربنا معاك يا حبيبي ، هيوفقك انشالله متخفش .
_قبل جبينها ثانيا وهتف بابتسامة : علي الله يا حبيبتي ، يالا بقي اقولك سلام وخلي بالك من نفسك .

ومن ثم غادر المنزل...

***
.. أمام منزل فهد ..

واقفا أمام باب منزلها أخيرا ، يعدل من وضع حُلته السوداء ، بيده باقة زهور باللون الأحمر وبعض الأشياء الأخري ، أخذ شهيقا بقلق إلي حد ما و ارتباك قليلا من مقابلتهم له و وضع يده علي جرس المنزل بيد مرتعشة قليلا ليُفتح الباب ويطل من خلفه صديقه فهد مصافحا إياه بحب و ود ، و دلف خلفه إلي حيث ما أشار جلس بأدب بعدما صافح والد صديقه و العروس ، بدأ يتحمحم بارتباك واضح فرفع عنه الارتباك والد العروس وهتف بابتسامة : اهلا وسهلا يا ليث يابني .
_جلي حنجرته وهتف بابتسامة قلقه : اهلا بحضرتك يا فندم ، طبعا حضرتك عندك علم انا جاي ليه ؟
_ابتسم ومن ثم أوماء بفهم وهتف بجد : عندي علم متقلقش فهد بلغني.. ومن ثم تابع حديثه بجد ؛ بس انا ملاحظ انك لوحدك فين والدك و والدتك أو اخواتك مثلا .
أنكمشت ملامحه بألم وهتف بحزن : واضح أن فهد مقلش لحضرتك ، انا والدي و والدتي اتوفوا من زمان و معنديش غير كريم أخويا الكبير .
_هز رأسه بأسي وفهم وتوعد لأبنه الاحمق الذي لم يشرح له عن صديقه الكافي و تابع بمرح إلي حد ما : بس شكل استاذ كريم مش راضي عن الجوازه و إلا كان جه معاك .
_هتف سريعا بجد : لا والله ابدا ، هو بس حصل ظروف وبعدين انا قولت اجي الاول اتعرف بحضرتك و المره الجايه هنيجي سوا انشالله .
_اوماء بفهم وهتف بابتسامة : طب ندخل في موضوعنا بقي ، انا عارف انك زميل فهد و ظابط زيه .
_هتف بجد : ايوا ياعمي انا ظابط شرطه في مكافحة المخدرات برتبة نقيب ، وميكانيكي .
_انكمشت ملامحه بصدمه وعدم فهم : تقصد درست ميكانيكا يعني ؟
_نفي ماهتف به وهتف بابتسامة جديه : لا ميكانيكي في ورشة ميكانيكا .
_هتف بصدمه : ظابط و شغال في ورشة ميكانيكي ؟ ده ازاى ده ؟!!
_اعتدل في جلسته وهتف بجد : لو فيه اعتراض علي الورشه أو المهنه احب اعرف حضرتك أن الورشة دي هي اللي دخلتني شرطة و بقيت ظابط و خلت كريم دكتور ، الورشة دي ورثناها عن ابويا الله يرحمه وانا شغال فيها من وانا في ثانوي واتعلمت الصنعه ومسبتهاش حتي بعد ما دخلت شرطة وبقيت ظابط زي ما حلمت .
_اندهش من حديثه الذي أعجبه حقا وهتف بابتسامة : ده انت علي كده اسطي شاطر من زمان بقي.. و اخوك كان وقتها كبير طبعا .
_هتف بجد : كان في تالته جامعه وانا كنت في تالته ثانوي .
_هتف بصدمه : انت بتتكلم بجد ؟؟
_أوماء بجد : اه ياعمي ، من يوم وفاة والدي و والدتي وانا وهو شغالين في ورشة ابويا جنب دراستنا يعني وطبعا هو كل اللي ليا ابويا و امي وكل حاجه ليا في الدنيا .
_كل ما يتحدث يزيد اندهشه به و من حين لآخر ينظر لابنه الذي لم يعلم شيء عنه قط وتابع بفهم : احكيلي كده يابني ده حصل ازاى و قدرتوا تعملوا كده ازاى ؟؟
_تنهد بألم عندما تذكر تلك الأيام و الذكرى الأليمة حُفرت في ذهنه بشده وبدأ بالحكي : احنا اسره صغيره من أربع أفراد ، ابويا كان راجل بسيط بيشتغل ميكانيكي وصاحب ورشة حياتنا بسيطة ومتوسطة والحمدلله كان كل حاجه متوفره لينا يعني والدي علي قد بساطه محرمناش من اى شئ ووالدتي كذلك ، أخويا كريم في تالته كلية طب و انا  في تالته ثانوي عام ، لحد اليوم اللي ربنا أفتكرهم فيه حياتنا اتغيرت تماما طبعا اتكسرنا اوي احنا ملناش غيرهم ولكن أخويا كريم حن عليا وخدني في حضنه و قالي احنا لو استسلمنا للحزن محدش هينفعنا ولا حد هيمد لينا أيده وهنعيش صدقه ياما هنموت وانا مش هسمح لحد يذلنا ابدا احنا لازم نفتح ورشة ابونا وننزل نشتغل احنا مش صغيرين ومش هنستني العطف من الناس ولا هنستني الصدقه من حد احنا مش عاله احنا كبار و نقدر نشتغل ونعيش ، و حكم عليا نفتح ورشة ابويا ونشتغل والحقيقة تعبنا اوي ف الاول لان محدش فينا يعرف حاجه عن المهنه احنا عمرنا ما اشتغلنا لكن الحمدلله ربنا بعت عم بدوي صاحب عمر ابويا وقف جنبنا و علمنا الصنعه و اشتغلنا وصرفنا علي نفسنا ، في الأول كانوا الناس بيجوا الورشة عشان شايفين اتنين صغيرين وبيسعدوهم لكن بعد كده شغل الاسطي كريم هو اللي بقي يخلي الناس تيجي واللي بيجي مره بيجي اتنين و تلاته ، فضلنا علي الحال ده لحد ما خلصت الثانويه و دخلت كلية الشرطة بفضل الله و كريم وهو خلص طب وبقي دكتور قد الدنيا دلوقتي وبرضو الورشة شغاله ومفتوحه ، كريم رافض أنها تتقفل حتي بعد ما بقي لينا شغل غيرها هو عايز ذكري ابويا تفضل في المكان ، ده كل الموضوع .

نوفيلا "الورشه"Where stories live. Discover now