الفصل الثالث ♡

7.1K 184 46
                                    

الفصل الثالث ♡
"مقيد بسلاسل عشقك".

لا تستطيع إنكار حقيقة هذا الإرتباك الذي يتفاقم بها تدريجيًا، خوفًا مما سيفعله؛ بينما هو وقف أمامها وهو يتحدث بإبتسامة خبيثة رامقًا إياها بنظراته العابثة:
-«ايه يا روحي مش فاكراني ولا ايه؟».
-«خلصت روحك يا بعيد».
غمغمت بصوت خافت لم يصل لمسامعه، فتساءل مستفسرًا:
-«بتقولي ايه؟».
حمحمت بقوة وهي ترد ببرود اتضح له جليًا مما أثار استفزازه متسائلًا لمَ لم يترك في نفسها الرُعب؟ هل تراه تافهًا ولا تخاف منه نظرًا لصغر سنه؟
-«مش فاكرة حضرتك».
رمقها بسخرية وهو يرد مستهزءًا:
-«وايه لازمتها حضرتك بقى؟».
-«أيًا كان يعني، حضرتك دلوقتي مدير المدرسة ولازم احترمك».
-«يعني انتِ عارفة إنك محترمتنيش قبل كدا؟!».
تسائل بمكرٍ تاه بين طيات صوته ولم تلاحظه هي حينما اندفعت تجيبه بكل غباءٍ ظنًا منها أنها تدافع عن نفسها متناسية ما أخبرته به منذ ثوانٍ، فكما يقولون "الكدب ملهوش رجلين":
-«عشان انت اللي عاملتني بطريقة مش كويسة الأول، وكمان بصراحة يعني مفيش شاب في سنك كدا يقول بابا فين وكأنه عيل صغير تايه!».
ارتفع إحدى حاجبيه بسعادة شاعرًا بالإنتصار لأنه جعلها تعترف بسهولة، فدنى بوجهه منها وهو يهتف بخبثٍ:
-«يعني انتِ فاكراني أهو؟».
احتبست أنفاسها بصدرها نتيجة لصدمتها بما فعلته، وإحراجها يدغدغ بياض بشرتها فيجعلها حمراء كحبة الفراولة الناضجة.
نكست رأسها للأسفل تتهرب من نظراته البغيضة، قبل أن تسيطر على إحراجها وترد ببرودها المُعتاد:
-«اه فاكراك، وعلى فكرة مش من الرجولة أبدًا إنك تستغل سلطتك عشان أهوائك الشخصية!».
-«أهوائي الشخصية!».
ردد كلمتها وراءها بإستنكار، فأومأت برأسها في تأكيدٍ على حديثها، لتجده ينظر لها بغيظٍ مكتوم قبل أن يشير لها بلا مبالاة ظاهرية مخبرًا إياها وهو يتجه نحو مكتبه ليجلس عليه:
-«طب يلا شوفي انتِ رايحة فين».
اتجهت نحو الباب ثم فتحته ووقفت في الخارج وقبل أن تغلقه تحدثت ببرود:
-«اسمها روحي على فصلك مش شوفي انتِ رايحة فين احنا مش في شارع، عشان متتكسفش قدام حد بس بعد كدا».
أغلقت الباب قبل أن يستطيع الرد عليها وابتسامة متشفية ارتسمت على شفتيها، متغذية من شعورها بالإنتصار عليه عندما لمحت الذهول الذي ارتسم على ملامحه، وذهبت إلى فصلها سريعًا قبل أن يتبدد انتصارها بردٍ منه من الممكن ألا تستطيع مجابهته.

*************************

دخل لبهو المنزل وهو يحمل سترة حلته ويلقيها خلف ظهره في تعبٍ، وكان في طريقه إلى الدرج المؤدي لغرفته ولكن "نجمة" أوقفته وهي تقفز أمامه قائلة بإبتسامة تشع بالحماس:
-«حمزة، كويس إنك جيت بدري، فيه فيلم جديد نزل حلو أوي إطلع غيّر هدومك لحد ما اشغله وتعالى على طول».
رغم إرهاقه النفسي الزائد عن حده اليوم بسبب هذا الحلم اللعين لم يشأ كسر فرحتها وحماسها الذي يقفز من عينيها بحماقاته معها، فأومأ برأسه دون حديث لم تكن هي تنتظره من الأساس وهي تركض من أمامه لتفعل ما قالت عليه.

مُقيَّد بسلاسل عِشقك | ملك هشام شاهينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن