الفصل الأول

78.8K 3.2K 605
                                    

#الحلقـــــــة_الأولـى
#رواية_يُناديهـــا_عائــــــــش
#للروائية_نرمينا_راضي

_______________♡

أشـد الذنوب ما استخف به صاحبه
(علي ابن أبي طالب)

*********
في إحدى محافظات مصر تحديدًا محافظة الدقهلية، فى حارة ريفية تابعة لمدينة المنصورة
يغلب عليها مظهر الريف الأصيل، سُميت بحارة "السلام" حيث يوجد هناك على مسافة ليست ببعيدة عن البيوت بحيرة صغيرة، تجمع حولها الصبية يلعبون و يمرحون عند العصر أو بعد قدومهم من المدرسة، و تتميز تلك الحارة بهوائها النقي و الهدوء الذي يجعل أهلها يشعرون بالسكينة و الارتياح.

ها هي شمس الصباح الساطعة تشرق على أرجاء الحارة تبعث فيها النشاط و الحركة، يتبعها صوت تغريد البلابل و زقزقة العصافير لينهض الجميع، منهم من يذهبون لعملهم في المصالح الحكومية، ومنهم المزارعون يسحبون المواشي لأراضيهم، ومنهم الطلاب الذين يتقابلون كل صباح للذهاب سويًا للمدرسة أو الجامعة.

يوجد بيت من بيوت الحارة مكون من طابقين، وحوله سور صغير يتوسطه بوابة حديدية، و بغرفة من غرفه تقف فتاة على مشارف العشرينات من عمرها قُرب نافذة شُرفتها تشرب كوب من القهوة و هي تُناظر المارة.

لحظات و بدأت أشعة الشمس الذهبية تخترق غرفتها، مما أزعجها ذلك فدلفت للداخل بعد أن اغلقت النافذة، و شرعت في ارتداء ملابس الخروج استعدادًا للذهاب للجامعة.

اتجهت لتقف أمام المرآة تمشط شعرها الغجري أولًا، حررته فوصل لبعد خصرها بقليل مما جعلها تبتسم برّضا وفخر بطوله و كثافته، لطالما أحبت الاعتناء بنفسها و جسدها خاصة شعرها الذي إذا رآه أي أحد من العائلة ردد
" بسم الله ماشاء الله " والحقيقة لم تكن تلك الجميلة و حدها من تمتلك شعر بهذا الروعة، يوجد شخص آخر في العائلة يحسده الكبير و الصغير على شعره.. إنه "بـدر"  أو كما يلقبونه "بدر الشباب" ليس لأنه أوسم شباب الحارة، بل لتواضعه و احترامه مع الجميع، حتى إنه محبوب من الأطفال لرفقته بهم.

انتهت من تمشيط شعرها، و بدأت في ارتداء ملابسها الغير محتشمة بالمرة، ملابس ضيقة و كاشفة تتكون من بلوزة و بنطال چينز، حتى أن البنطال كشف عن جزء من أسفل قدميها فزينته "بالخلخال"

قبل أن تضع وشاح الرأس بدأت بتزيين وجهها بمساحيق التجميل، لم تكن تلك الفاتنة بحاجة لتلك المساحيق، لقد أنعم الله عليها بملامح شديدة الرقة تأسر قلب كل من رآها..
فهي بيضاء البشرة قليلًا، ذات وجه دائري بخدود ممتلئة نسبيًا و عينان واسعتين بأهداب سوداء كثيفة كعينان الغزال، وأنف صغير مع ارتفاع بسيط في مقدمته مما يوحي بالكبرياء، و أيضًا التناسق الملحوظ في شفتاها المكتنزه..
بسبب معالم وجهها الرائع، لقبها أهل الحارة  "بـ ست الحسن والجمال"
فتاة بمثل جمالها لا تحتاج سوى لواقي الشمس ليحافظ على بشرتها، ولكنها لم تشكر تلك النعمة بل قامت بتشويهها بالألوان الصناعية.. انتهت من تزيين ملامحها ثم وضعت الوشاح لتكشف عن نصف شعرها في مقدمة الرأس كما اعتادت، تظن أن ذلك يجعلها ملفتة لدرجة يتغزل الجميع في جمالها، هي حقًا تحب أن يمدحها كل من يرآها و يُثني على جاذبيتها و أناقتها، رغم أنها من عائلة متدينة و بنات اعمامها يلتزمون بالزي الشرعي لكنها لا تأبه لهم و تحب ما تفعله طالما أنها تظهر بشكل يرضيها.

يُناديها عائش.. نرمينا راضي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن