#روايـــــــة_يُناديـــــــها_عائش
#الفصل_الثامـــــــن_عشــــر____________﷼
"لا تجعل فوضى الحياة تُقلقك؛ فالله يتولى ترتيبها بطريقة مبهرة.
.....--أنا هموت من الرعب ياهاجر.. أنا كل ده كنت في غفلة.. معرفش إني هخاف عليه كده.. أنا كنت بدعي عليه يموت.. خايفه يروح مني ياهاجر
"قالتها عائشة بعيون ذابلة من كثرة النحيب والبكاء وهي تحتضن هاجر بشدة والآخيرة تواسيها متألمة"
عجزت هاجر عن مهدهدتها؛ فظلت تُربت على ظهرها وتمسد على شعرها كما لو أنها والدتها.
وبعد مرور خمسة عشر دقيقة تقريبًا، نظرت الإثنتنان لبعضهما البعض بمعالم وجه خالية من أي تعبير سوى تعبير الدهشة، الدهشة فقط التي اجتاحت ملامحهما، يصحبهما عدم الفهم.سمعت كلتاهما صوت يعرفانه جيدًا يقول بأن "محمود الخياط" قد توفاه الله !
صوت عمهم مصطفي يقوم بالنعي لشقيقه، لقد تُوفي والد عائشة..فقدت عائشة عظام ظهرها، بل كُسرت جميعها بموت والدها.نطقت عائشة بصوت مهزوز متقطع
-- مـات ! بابا.. مات !
تلجلجت هاجر وحاولت إخفاء دموعها، فلم تعرف ماذا تقول وبما تواسيها؛ فاكتفت بمعانقتها لتبكي بدون صوت.
دفعتها عائشة بعد دقائق من استيعابها الأمر، ثم هبّت واقفة لتصرخ
--بابا مات ياهاجر .. بابا مات
حاولت هاجر تهدئتها بكل الطرق، فجائت جميعها بالفشل.
قامت عائشة بدفع الباب وهي تندفع بكامل جسدها للخارج في حالة من الإنهيار والنحيب والحسرة؛ فإصطدمت ببدر الذي تزامن مجيئه لإبلاغهم الأمر إستعدادًا للجنازة، مع إندفاعها من الغرفة؛ فسقطت بين ذراعيه مغشية عليها بعد أن رمقته بنظرة إنكسار، كأنها تودّ إبلاغهُ بأنها لم يعد لديها أحد.
لم يتردد بدر لحظة واحدة وحملها فورًا، ليدخلها لغرفة شقيقته التي وقفت تبكي وترتعد بقوة، وضعها بدر على الفراش ثم دثرها وستر كامل جسدها حتى أنه نسي أمر عمه والجميع وأخذ يبحث في خزانة هاجر عن وشاح يغطي به شعرها، وجد خِمارًا أمامه، فألبسه لها ثم ألقي عليها نظرة أخيرة قبل أن يخرج، ليتنفس بعمق قائلًا
--فوقيها ياهاجر وخليكِ جنبها
بإيماءة رأس ودموع منهمرة أجابت
--حاضر
كاد أن يخرج ولكن استوقفته هاجر لتقول وهي تنظر بشفقة لعائشة
--متسيبهاش يابدر.. عائشة معتش ليها غيرك بعد ربنا.. إحنا عمرنا مهنقدر نحتويها زيك.. حبنا لعائشة موصلش لدرجة حبك وإدمانك ليها.. متستغربش عشان بقولك الكلام ده في الظروف دي.. بس عائشة مش هتتعافى من موت أبوها إلا بيك.
YOU ARE READING
يُناديها عائش.. نرمينا راضي
Romanceهي عنيدة، متمردة، تُحب الظهور بشكل لائق يسر الناظرين، بشكل متبرج.. ! لاتعرف شيئـًا عن الله أو الإسلام، كل ماتعلمه هو أنها مسلمة فقط ! تحب نفسها جدًا، تعشق الحياة، و اللهو بدون حساب.. أما هو، ابن عمها، يكبُرها بثلاثة عشر عامـًا. ماتت أمها ومرض ا...