#روايــــــــة_يُناديهــــا_عائــــــش
#الحلقـــــة_الخمســــــون
#للروائيـــــــة_نرمينـــــا_راضي________________________♡
ما يختاره الله لك هو خير لك، حتى لو كان خارج رغبتك.
***********
المشكلة ليست في الرحيل و الفراق، المشكلة في الاشتياق الذي يبقى ملازمًا للقلب حتى يفقده رونقه، و التفاصيل بحُلوها و مُرها التي تترك أثرًا غائرًا في عمق الوتين يُصعب ازالتها مهما حاولت.
أحيانًا يكون فراق الأحبة هو القرار الصحيح عندما يتم اتخاذه في الوقت المناسب، و لكنه مؤلم.. أثره مؤلم بشدة أكثر ألمًا من الصداع المزمن الذي يأتيك بفعل كثرة التفكير في أمرًا ما، فبدلًا من أن يكون صداع في الرأس يُصبح صداع في القلب فيزيده انهاكًا و تعبًا لا شفاء منه؛ إلا بعناقٍ حار يزيل عمق الشوق و كثرة الاشتياق للحبيب.جمعت عائشة ملابسها و اغراضها في حقيبة سفر ذات عجلات كبيرة تتسع لأشيائها، و هي تحاول جاهدة ألا تضعف و تنهار أمامهم.
أرادت أن تظهر بصلابة و قوة لا بأس بها قبل وداعها الأخير لهم، مهما حدث ستبقى عائلتها التي تربت في كنفها، و لكن وجودها معهم و وسط هذه الحارة أصبح يخنقها بشدة منذ معرفتها الحقيقة، قررت الرحيل من حياتهم للأبد و من حياة مُدللها، لم يعد مدللها أصبح في خبر كان، كل التفاصيل الجميلة التي حدثت بينهما أصبحت من الماضي، ستبقى ذكريات تُعذب القلوب فقط.سقطت من عينيها دمعة منكسرة حزينة و هي تغلق حقيبة السفر، وقبل أن تخرج من الغرفة استدارت لتلقي نظرة أخيرة عليها وهي تبتسم بخفوت، كأن كل ما حدث بينهما في ذلك المكان يعرض أمامها الآن بالعرض البطيء...أثناء تفحصها للغرفة لمحت عيناها قميص لبدر خلعه مؤخرًا و القاه على الفراش.. نظرت خلفها بحذر تتأكد من أنها غير مراقبة ثم ذهبت وأخذت القميص لتقربه من أنفها تشمه بعمق حتى بكت رغمًا عنها، حمل القميص رائحته الجذابة فقررت أخذه دون أن تفصح بذلك لأي حد، حتى إذا اشتاقت له و أرادت رؤيته يكون القميص بديلًا عن تهورها و الذهاب لمُلاقاته.
" خلصتي ؟ "
كان السائل بدر بصوته الرخيم و المفعم بالحزن، أومأت له وهي تخفض بصرها دون أن تتكلم.. قامت بجرّ الحقيبة خلفها و هي تخرج من المنزل الذي وُلدت فيه تاركة خلفها كل ذكريات سنواتها العشرون.
" هوصلك "
قالها وهو يشيح النظر عنها، فردت بنبرة ضعيفة
" لأ.. مش حابه اتعبك معايا "
" بلاش عناد.. هوصلك "
" متزعلش مني.. بس أنا مش محتاجة مساعدة من أي شخص كان بعد كده.. من انهارده أنا في خدمة نفسي و أقدر اشق طريقي الجديد لوحدي"
قالتها وهي تنظر له تلك المرة نظرات قوية غير مبالية بقلبها الذي يتوسلها أن تبقى، رفضت أمر القلب و انصاعت لكلام العقل؛ لتثبت للجميع أنها قوية بدون مساندة أحد.
ESTÁS LEYENDO
يُناديها عائش.. نرمينا راضي
Romanceهي عنيدة، متمردة، تُحب الظهور بشكل لائق يسر الناظرين، بشكل متبرج.. ! لاتعرف شيئـًا عن الله أو الإسلام، كل ماتعلمه هو أنها مسلمة فقط ! تحب نفسها جدًا، تعشق الحياة، و اللهو بدون حساب.. أما هو، ابن عمها، يكبُرها بثلاثة عشر عامـًا. ماتت أمها ومرض ا...