𝐓𝐀𝐑𝐎𝐓 𝐂𝐀𝐑𝐃𝐒||أورَّاق التَاروُت

[وَجه ثانٍ].

فَاقت عِندمَا أحسَت بِضُوء الشَمس يُضايِق عيناها الناعِستَين ، تَململت بِالفِراش لِتستيقِظ لِتجد نَفسها بِنفس المَكَان للمَرة الثانِية ، بالمَشفي ، استقامت بِجُزئها العُلوي لِتستنِد بِظهرها عَلي ظَهر السريِر القابِعة أعلاه وَمازالت لَا تَستطِيع فتح عيناها بِالشكل الكَامل فَهي تَحرقها نَظراً لِتَورُمها اثر كَثرة البُكَاء ، فَتحت عيناها أخِيراً وَ أرجَعت شَعرها خلف أُذنها عِندمَا أحسَت بِأنه يَحجِب الرُوية عَنها ، إلتَفتت حَولها تَمسح الغُرفة بِعيناها ، كَانت عَلي أمل أن يَكُون هُنا ، بِجانِبها ، ينتظِرها كَالليلة المَاضِية ، لَكنه لَيس هُنا ، يَبدو أنه رَحل ، و هذا أحبطها قليلاً.

°لا بَأس°
°لمَ حَتي تنتظِرين وُجُوده؟°
°هَل أنتِ فَرداً مِن عائلتِه أو ما شَابه لِتنتظِرين مِنه ذلك أيتها الحَمقاء؟°

عَبست بِملامِحها لِتُبعد الغِطاء عَن قَدميها بِعُنف وتنزل مِن عَلي السرير ، تزفُر الهَواء مِن رِئتيها بِضجَر مِن نفسها التي بدَأت تتخِذ مُنحناً خاطِئاً بالتفكِير بِه وَ التعُود عَلي وُجودِه.

وَقفت بتعب مُنحنيه بِجزعها تستنِد بِكفها عَلي السرير أمامها ، لتشعُر بِألم يَسرِي بِجسدها وَكَأنه تَم دَعسُه بِإحدي سَيارات الأُجرة مِن قَبل.

تحامَلت عَلي نَفسها حتي استقِامت بِوقفتها لِترفَع شَعرها مُتوجِهة لِإحدي الكراسِي التي لَمحت حَقيِبتها فَوقها فأخذتها و خرجت مِن المَشفي بِأكمَلها.

..

الساعة مَازالت الخامِسة صباحاً أي أنها لَديها وَقت كافِي لِتذهب لِمنزلها وتَعرَف كَيف تَسري الأمور هُناك فهي مُتغيبة عَنه مُنذ يَومَان بِالفِعل حتي الآن.

إستخدَمت مُفتاحها لِتفتَح بَاب مَنزلهُم بِرِفق نَظراً بِأن الوَقت مُبكراً جِداً وَلابُد أنهُم نَائمِين.

دَخلت بِهدُوء تَتفَحص المكَان حَولها لَكنها لَم تَجد أي أحد بِه كَما تَوقعت.

تَوجَهت لِغُرفتها وَبينما هِي بِطرِيقها لَها وَقفت عِند بَاب غُرفة شَقيقتُها تطرقُه طرقَات خَفيفة بِتردُد.

لم تَجد رَداً فَتأكدت مِن كَونها نَائمة ومن ثَم فَتحت بابها بِهدُوء لِتدخُل.

إقترَبت من السرير حَيث مَرقَد شقيقتها ، وَقفت أمامها تتفحص مَلامِحها لِتري إن كَانت بِخَير أم أصابها مَكروه بِغيابها هي لا تَعرف عَنه ، هي أيضاً لا تُنكِر كونها إشتاقَت لَها.

°لا أعرِف إن كُنتِ تستحِقين مَشاعِر الاشتياق والقلق التي تَصدُر مِني نَاحيتك أم لا°