[غُربَاء مَرَّة أُخرَّي؟]

807 63 199
                                    

..

مَرت سنتان ومازالت لم تَصل لِهدفها المنشود لَكن من يُصدِق أنّ تلك الشابة الصغيرة حَققت هَذا الكَم الهائل مِن الإنجازات خِلال هَذا الوَقت القَصِير فقط!

كَانت تقف بِشمُوخ أمام حائط غُرفتها الزُجاجِي المُطِل عَلي شوارِع العاصِمة الكَندية أوُتَاوا تُراقب تَساقُط الثُلوج بينما تُمسك بِكوب مِن القهوة الساخِنه بين يَديها تُفكِّر بِعُمق..

لَديها عَشاء عَمل بَعد قليل لِذا تَقف بِملابِس رسمية أنثوية بحته علي غَير عادتُها ، عاداتُها التي نَستهم جَميعًا أو بِمعني أصَح تناستهُم!

لَقد تَغيّرت كَثيرًا..

وَمَا أقصِده بالتغيُر هُنا لَيس فَقط مُقتصِرًا عَلي شَخصيتها التي أصبَحت أبرد ، أجف ، أقسي عن ذِي قبل فقط بل وسَاد ذلك أكثر فأكثر عَلي مَظهرها..

مظهرها الذي كَان رَغم قساوة ما تَعِيشه تَغلبه براءة ملامِحها وهدُوئها لِتطُل بالنِهاية بِمظهر بريء لِكُل نَاظِريِها..

أصبحت ذَا مظهَر جَليدِي غير مُبالي ، لَقد فَقدت دِفئها..

عينَان مُظلمتان دائِمًا تَستُر لَونَاهم الرَّمادِي تَحت عَدستان مِن الأسود الكَحيل كحل مؤقت تُخبيء بِه نُقطة الدماء الحَمراء التي تَزداد يَومًا بَعد يَوم بِداخِل عدستها لَكنها تستمر بتجاهُلهم غِير مبالية إلًا بِعملها الذي أصبَح حَياتها بِشكل حَرفي فَهو الأسَاس وله الأولويِة وأي شَيء غَيره مُهمَش بِحياتِها وغَير مُهم كُليًا بِما فِي ذلك صِحتها..

و شَعرها..تَحول مِن طَويلًا مُزدَهِرًا ثقيِلًا إلي قَصيرًا تَم قَصه بِحدة شَديدة لِدرجة تُهيِء لِناظِرها بأن أطرافُ أصابِعه سَتُجرح إن اقترب مِنهم بِيده كَما أنه لَم يَعُد بِتلك الكَثافة نَظرًا لِنزعها لِكُل الخُصلات البيضاء التي يكثُر عَددها السنتان الأخِيرة..

يُساعِدها عَلي الحَياة جَسد نَحيل وكَأنه فارِغ مِن الداخِل رَغم الندبات البنفسِجية بأطرافه أثر مُمارستِها المُستمِرة لِرياضِة البُوكس إلا أنّه صَلب وَذا عُودٍ مُشتَد..

أنهَت كُوبها الكَبير مِن القَهوة التي كَاد أن يَخرج قَلبها مِن كثرة الخَفقان بِسبب تعاطِيها المُستمر لَها حَتي تَستطِيع الصُمود إلي نِهاية يَومها بِعقل واعٍ فعدد سَاعات نَومها التي لا تتعدَي الساعة وَنِصف يَومِيًا لا تَفِي بِذلك..

هي تتصرَف مَع نفسها بِشكل غير آدمي..

سَمِعت أن الفُضول تَمكن مِنكم عَن كَيف وَصلت يُونج سو لِهذه المرتَبة العَالية خِلال عامين فَقط لِذا دَعونا نَعود بالزَمن لذلك اليَوم الذي احتَرت بتصنِيفه بِبداية أم نِهاية..

𝐓𝐀𝐑𝐎𝐓 𝐂𝐀𝐑𝐃𝐒||أورَّاق التَاروُتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن