الفصل الحادي عشر

28.6K 865 86
                                    

الفصل الحادي عشر 
من رواية 
#قناع_العروس 
#اية_احمد 

………..

في قصر العراب، كان يقف امام باب جناحه ينظر الى الباب بغضب شديد من ما يحدث، أو مما سوف يحدث بعد أن يدخل تلك الغرفة، كلام جده لا يزال يرن في اذنه يريد أن يأخذ دليل برئتها ولكن من الصعب عليه فعل ذلك طفله صغيره كيف له أن يقوم  بهذا.
دخل وعيونه تبحث عنها ليجدها تجلس على الفراش بفستانها الابيض البسيط وذلك الوشاح الذي يغطي عنه وجهها، اغلق خلفه الباب واتجه لها ببطء، شعرت بجسدها يتصلب فور ان جلس بجوارها بهدوء وقال.

ــــ عاوز اتكلم معاكي بس الاول قومي غيري الفستان عشان تاكلي حاجه اكيد جعانه…. لم يتلقى منها اي استجابة، ظن في بداية الأمر أنها ربما تكون خائفه منه لذلك قرر أن سوف يتركها  وحدها لكي تكون على رحتها، توقف مكانه عندما سمع صوت أنين يخرج منها، التفت ببطء فوجد جسدها الصغير يرتجف بسبب بكائها الذي تحاول أن تكتمه، عاد ادراجه وامسك وشاحها ورفعه ببطء فتجمد مكانه فور أن رأى وجهها، كانت هي نفسها فتاة الحديقة تلك الفراشة التي رآها والتي الى الان تزور أحلامه، ترجع سريعا وهو ينظر  لها بصدمة كبيرة….

بينما هي كانت تنظر لها بذعر من وجوده هنا هل هو زوجها هل هو من اخذت مكان شقيقتها لكي تتزوجه، تراجعت سريعا وكل ما أتى في بالها ان امرها سوف يكشف وسوف يعرف انها ليست شهد.
ضغط على يده بعد  ان استعاد وعيه وقال بحده.

ــــ انتي مين، مستحيل تكوني شهد…. ظلت ترجع الي الخلف دون ان تجيب على أسئلته المتكررة.

ــــ قولت انتي مين ردي عليه بتعملي هنا ايه…. 

ــــ ا.انا. ش.شهد….اقترب منها وقد ادرك انها تكذب من نبرتها المتوترة والمزعوره….

ــــ متكدبيش مستحيل تكوني شهد انا وثق انطقي… قالها بصوت عالي افزع اكثر لتنفجر في البكاء بصوت مسموع مخفيه وجهها بين يديها، رق قلبه القاسي لاول مرة اتجاه احد غير عائلته، رايتة لها تبكي بتلك الطريقة المت قلبه بقوه عليها، توجه لها بعد أن لاحظ انخراطها أكثر في البكاء.

ــــ خلاص اهدي، قولي اي حاجه طيب انتي مين وبتعمل ايه هنا….  أجبتها هو البكاء مرة اخرى، مد يده وسحبها برفق له، بذعر شديد حاولت أن تبعده عنها ولكنها لم تستطع.

ــــ اهدي متخفيش مش هعملك حاجه، اهدي ايوه كده خدي نفس وحد وحده…. مرر يده على ظهرها لتبدأ تدريجيا في الهدوء الى ان وانتظم تنفسها، أبعدها قليلا عنه وقال بتفحص…. احسن…. اومأت له بضعف شديد بينما راسها المستند علي مقدمه صدره بارهاق، ظل علي وضعها لكي ترتاح من موجة البكاء التي استمرت بها بتلك الطريقة المتواصلة   المتعبه، نظر لها وقال بهدوء.

قناع العروس ﴿جبابرة الصعيد﴾حيث تعيش القصص. اكتشف الآن