أساطير فى طى النسيان

الجزء التاسع

فتح اريس باب حجرتها ليدخل ويراها ولكنه لم يجدها على السرير نظر بعينيه للشرفه وهو عند الباب ليبتسم ويدخل لها
لقد كانت نائمه على تلك الارجيحه وفستانها الرائع يكشف عن أرجلها ولقد فكت شعرها بيدها قبل أن تغفو فنزلت خصلاتها الحريريه من على الارجيحه لقد كانت أشبه بحوريه  أراد من أعماقه أن يلمس خصلاتها الحريريه الذهبيه بيده ولكنه لم يفعل
ليهز الارجيحه برفق ويصدر صفيرا هادئا لتحرك رأسها بهدوء تفتح اعينها لتجد السماء فوقها وهذا المنظر الجبلى التى يسبقه أراضى هذا الغريفين الوسيم
انتبهت لأن هناك صوت صفير وهناك أحد يحرك الارجيحه لتنتفض جالسه فتجد هذا الوسيم صاحب الأعين الزرقاء ينظر لها وعلى وجهه ابتسامه ساخره
ليجلس بجانبها ويتكلم بصوت يشوبه السخريه
اريس.الفرسه بتاعتى هديت ولا لسه
لتغضب من كلماته وتهب واقفه
لوليا. مين دى اللى فرستك
نظر له بجانب عينيه وهو مبتسم
اريس.انتى يا لوليا بس بيتهئ لى ترويضك هيكون سهل
لتتذكر هيئته المرعبه وقتما كان يروض الفرس المسكين لتبلع غصه وتنظر له بتوتر ليضحك ملئ فمه
اريس.ممكن تهدى علشان نتكلم أو لو تحبى اطلع واسيبك زى امبارح وطبعا هقفل عليكى تانى فبراحتك.
كادت أن تبكى من تسلطه ولكنها تذكرت انها  قررت أن تتلاعب به حتى أن تهرب لتتكلم باستسلام
لوليا.ههدى
أشار برأسه بأن تجلس بجانبه لتنصاع له
اريس.بصى انا بحب الجمال والفن والحاجات القيمه جدا،يعنى مثلا انا علشان اقتنى القصر دا دفعت فلوس كتير جدا عندى خيل من فصايل نادره جدا ،لما شفتك حسيت انك جميله جدا واتمنيت انك تبقى ضمن ممتلكاتى لكن بصراحه لما قعدت معاكى بس يومين حسيت انك أقيم بكتير اوى من انى امتلكك وفى نفس الوقت مينفعش افرط فى كنز زيك
ثم نظر لها وقال بالإسبانى
اريس.انتى جوهره ثمينه ولن اتنازل عنك
هزت رأسها فهى لم تفهم اسبانيه ليبتسم ويقول بالعربيه
اريس.انتى جوهره واللى يلاقى جوهره ويضيعها يبقى غبى
على الرغم من اكتشافها أنه متملك لحد كبير إلا أن كلماته رائعه ولكنها لن تتزوج بيونانى فهى تتذكر كلمات والدتها عن طباعهم الحاده
إذن لتسايره حتى أن تحصل على حريتها فقالت بأستسلام
لوليا.انت عايز ايه منى يا اريس
اريس.هقولك كل حاجه فى وقتها بس هندهلك الاول چولى وتغيرى هدومك وبعدين ننزل سوا
وبالفعل غادر وتركها لتاتى چولى لها لتساعدها فى تغير ملابسها ثم نزلت معها لبهو القصر تذكرت أمس وكيف حملها وسط الزائرين بتملك وكيف لكم ڤيكتور وكيف أيضا اغلق عليها باب الحجره تذكرت كلماته عن كونه سيروضها شعرت بالغضب يعتريها ،لتقرر أن تهرب منه وتترك كل اليونان عائده  لمصر

سمعته ينزل لتلف وتنظر له لقد ارتدت من تلك الملابس التى احضرها لها شورت قصير وقميص ازرق بلون عيناها ولا تعلم لما تراجعت عن كل افكارها ،فعندما نظرت إليه تأكدت أنها ستفتقد هذا الوسيم إذا هربت منه
كان يبتسم ابتسامه تخصه هو فقط فكم هو حقا وسيم
خرجوا سويا ليتنزهوا فى تلك الحدائق حول القصر لتقول له بتلقائية
لوليا.زمان كان بيبقى نفسي جدا اقرب من القصر بس ماما كانت دايما بتمنعنى
اريس.كويس انتى دلوقتى جواه
نظرت له لتجد عيناه بها لمعة حزن
لوليا.مالك
اريس.عمرى ما حسيت ان ليا ام تخاف عليا زي ما والدتك كانت بتخاف عليكى يا بختك
لوليا.هى مامتك اتجوزت يونانى للمره التانيه
اريس. ايوه
لتهز لوليا راسها باستياء
فرفع اريس حاجبيه وسألها
اريس.مش فاهمك هتفرق فى ايه يونانى أو غيره
لوليا .الرجاله اليونانين طباعهم حاده
اريس.مش كلهم
لوليا.جايز بس بيتها لى انك منهم
اريس.ليه شيفانى كدا يا لوليا انا مش وحش صدقينى
وتكلم بصوت منخفض بجانب أذنيها كمشاكسه لها.
اريس.ولا غريفين
نظرت له فجأه ولعينيه الزرقاء التى تشبه عيناها ثم ابتسمت بتلقائية فكم هى حمقاء لاعتقادها أنه يشبه غريفين أنه رائع حتى وإن كان طباعه حاده ومخيف أحيانا فلربما هذه الطباع لكونه يونانى.
اريس.بفكر اوديكى مكان رائع هتتبسطى اوى منه ايه راي وافقت بأيمائه من رأسها ليشاور لها بيده فى الاتجاه الآخر من الحديقه اى الجه الخلفيه للقصر
تحركوا معا مسافه كبيره إلى أن وصلوا الى نهايه الواجهه الاماميه القصر ليلفوا سويا حول القصر بدءت تشعر بالتعب من قدمها لتقف فينظر لها
اريس. رجلك تعباكى
لوليا .جدا. .....
ابتسم وقال
اريس .استنى ثوانى
وتركها ولم تمر دقيقه حتى وحده ياتى بعربه خشبيه عليها بعد الازهار لم تفهم فى بادئ الأمر إلى أن اقترب منها وحملها ببساطه ووضعها على تلك العربه ثم عاد ليمسك بيد العربه الخشبيه ويتحرك بها هزت راسها بتعجب مصحوب باعجاب به فهو حقا قد يكون رومانسي أحياناً
تحرك بها إلى ان وصلوا لكوبرى على ما يبدو طويل يحيط به الحدائق ولكنه مرعب بعض الشئ
لتحاول أن تنزل
اريس. رايحه فين  هحركك فوق الكوبري بالعربيه
لوليا .لا كفايه كدا تعبتك
هز رأسه وغمز لها بمرح
اريس.اتعبينى براحتك
ابتسمت وعادت لتجلس بأريحية ثم رفعت قدمها ليحرك العربه بها مجددا
بدأت تشعر أن هذا الكوبرى لن ينتهى ابدا ولكن انتهى اخيرا لتجد حدائق ورديه وشجريه تحيط بكوخ خشبى غايه فى الروعه لم تصدق عيناها لتحاول النزول ولكنها فشلت ليقترب منها مجددا ويحملها لينزل أرضا
نظرت لعيناه التى ينظر بها لها لتشعر برغبه شديده فى احتضانه ولكنها ابتسمت وانزلت نفسها
دخلوا هذا الكوخ سويا لقد كان به بابين وبار للمشروبات صغير ،جلست على كرسي البار ونظرت لتلك الشرفه الخشبيه التى تطل على هذا المشهد الجبلى الرائع
وقف اريس خلفها وقال
اريس.انا بعشق المكان هنا وعلى فكره  انا اللى عامل الكوخ دا ...هروح اجيب حاجه وارجعلك
نظرت له وهزت راسها بهدوء ليغادر وتنظر لتلك الزجاجات الموضوعه أمامها لتمد يدها لإحدى الزجاجات الكحوليه والتى وللاسف كانت ترى والدتها احيانا تحتسى من نفس العلامه التجاريه لها
فتحتها ووضعت القليل منها فى إحدى الاكواب لترتشف اولى رشفاتها فتبتسم لطعمها الممتع ثم أكملت الكوب وقررت ما فعلت لأكثر من ثلاثة أكواب .
بدأت تشعر أن هذا المكان به سحر يجعلها تبتسم بتلقائية وخاصتا عندما انزلت الكوب الخامس من على شفتيها بعد أن احتست كل ما به نظرت لتلك الزجاجه الموضوعه امامها لتكتشف أنها احتست أكثر من نصفها  بدأ الدوار الشديد يتملك منها ولكنها كانت تقاوم ذلك الدوار الشديد برأسها وخاصتا عندما رأت اريس ياتى إليها بباقه رائعه من الزهور موضوعه باكليل ابتسمت وقامت له وهى تترنح
دخل ليجدها فى حاله لم يفهم سببها فى البدايه الا عندما استنشق رائحه الكحول تنبعث منها
نظر للبار ليتفاجئ بما فعلت ليتكلم بالاسبانيه بغضب
اريس .لوليا من المؤكد أنك سوف تهذين
لترد بالعربيه
لوليا.بفكر اتعلم اسبانى علشان انا حبيته اوى منك
ابتسم و امسكها من كتفها لأنها كادت أن تقع
اريس.حبيتى ايه
لوليا.حبيتك وحبيت الاسبانى.........

وبعد اكتر من اربعه وعشرون ساعه
كانت تشعر بأن أجفان اعينها ثقيله للغايه حاولت أن تفتح أعينها اخيرا لتجد نفسها على مايبدو فى تلك الحجره التى أقامت بها منذ أن أتت للقصر
شعرت بثقل يحيط خصرها لتحرك يدها التى بدون جبيره لتلمس خصرها فتجد يد فولازيه تحيط خصرها انتفضت لتجد اريس بجانبها وكلاهما مندثرين أسفل غطاء وعلى ما يبدو أنهما شبه عريانين لتصرخ صرخه مدويه جعلته ينتفض من نومه
اريس .لوليا مالك انتى كويسه
سحبت الغطاء من عليهم ووقفت ملتفه به وتكلمت بهستيريه صدمته
لوليا.انت مجنون انت عملت فيا ايه
اريس .عملت ايه!…... انتى بتهزرى صح
لوليا.بهزر ايه انت عملت فيا ايه
اريس.عملت اللى المفروض اى اتنين متجوزين بيعملوه
لوليا.متجوزين مش احنا
اريس.احنا فعلا متجوزين،انتى نسيتى ولا ايه مش فاهم
وضعت يدها على رأسها  وبدت تتكلم بهلع
لوليا.انت كداب ....اتجوزنا ازاى يعنى ... انا مش فاكره اى حاجه غير الكوخ اللى كنا فيه
أشار بيده وكأنه يحاول أن يهدءها وفتح إحدى الإدراج ليخرج قسيمة زواج ويضعها أمام أعينها
فتحت أعينها على مصرعيها
لوليا.الجواز دا باطل انا مش فاكره اصلا اى حاجه ومدت يده لتصل لتلك الورقه ليرفعها لاعلى فتحاول أن تصل إليها فيقع ذلك الغطاء التى تلتف به فتتلفظ بالعربيه وهى تنحنى لتمسك بالغطاء وتلف نفسها مجدداً وتتكلم بصوت مرتفع
لوليا.انت لازم تطلقنى انا مش معترفه بيك زوج ولا بجوازنا اصلا
رفع إحدى حاجبيه وتكلم بهدوء يتنافى مع ما بداخله من غضب من تلك المتقلبه
اريس. انا مش هطلقك اليونانين مش بيطلقوا
لتتكلم بسخريه لاذاعه مؤلمه له
لوليا.زى والدتك كدا ...وبعدين انا مش يونانيه
عبس وجهه بغضب من كلماتها التى تقصد بها ايلامه وتكلم بهدوءه المعتاد
اريس.انتى مالك بأمى يا لوليا انا أبويا طلقها لأنه مكنش بيحبها وانا بقى حتى لو فى يوم مش هحبك مش هطلقك
لوليا.ليه علشان عندك حب امتلاك انت مجنون وهطلقنى يا انما ههرب منك وارفع عليك قضيه تروح فيها فى ستين داهيه
نظر لها لا يصدق هل هى من كانت معه امس فهى اعترفت له بحبها لقد كان يوم رائع بتفاصيله التى كانت سعيده به كيف لا تتذكر ما حدث ،هل حقا اثر المشروب الكحولى عليها حتى أنها نست تماما ما فعلته أمس
فاق على صياحها
لوليا.انت ....بلاش برود ورد عليا وطلقنى
ولكنه لن يحتمل المزيد فاقترب بغضب وامسك كتفها
اريس.حرف تانى فى اى اهانه ليا هقطع لسانك وطلاق مش هطلق وتفكرى بس تخرجى من باب القصر بدون إذنى هكسرلك رجليكى الاتنين وجربينى غريفين وقتها اللى بتشبهينى بيه هيكون ارحم الف مره منى وقتها واحذرى من واحد بيعشق يرويض الخيل
ليدفع يدها بهدوء وهم أن يغادر الحجره وهو يتجه لقميصه الملقى على المقعد ليرتديه لتقول له بصوت مرتعب من تهديده تحاول اخفاءه وراء شجاعه باطله
لوليا.انا مش هخاف من تهديد واحد متملك مجنون زيك
لا تعلم كيف كان أمامها فى ثوان وصفعها صفعه مهلكه جعلتها ترنحت وكادت أن تقع لولا أنه امسك بكتفها وسحبها بهدوء له وتكلم ببرود يتنافى مع صفعته
اريس.هو انا قلت ايه مش لسه قايل مش عايز حرف واحد فيه اهانه ليا انتى من ساعه مدخلتى ارضى وانا اللى متحمل جنانك والدليل على انك انتى اللى مجنونه مش انا الفرق بين حالتك امبارح وانهارده اللى يشوفك امبارح مستحيل يتخيل أن دى انتى انهارده.
وترك يدها بعد أن وجد دموعها تنزل بلا هوادة بعد محاوله منها بكتمان بكائها
لف ليغلق قميصه وأكمل
اريس .لتانى مره بقولك لسانك لو غلط المره الجايه هقطعه ،مفيش خروج من القصر الا باذنى سيرة الطلاق لو سمعتها تانى هتعامل معاكى زى ما بتعامل مع الخيل اللى عايز يتروض
ثم لف لها وأكمل
اريس.وياريت تجربينى
ثم تكلم بالاسبانيه كلام لم تفهمه
اريس.كم كنت احمق عندما احببتك .
وغادر ليتركها فى الحجره وحدها
تتبع....