الفصل الثامن عشر

429K 9.2K 3.1K
                                    

شاهدت داليدا باعين متسعه بالصدمه و الخوف داغر و هو يوجه فهوة المسدس نحو صدره فوق موضع قلبه مباشرة صرخت داليدا بينما تركض نحوه تحاول منعه مما ينوي فعله ولكن وقبل ان تصل اليه كان قد ضغط علي المسدس لتخترق الرصاصه علي الفور صدره و تغرق الدماء قميصه الابيض.....
سقطت علي ركبتيها بجانبه ترتمي علي صدره صارخه بفزع و هي تراقب الدماء تنسدل بغزاره من صدره مما جعلها تشعر بالاختناق كما لو احدهم امسك قلبها و عصره بين يديه وضعت يديها فوق جرح صدره تحاول كتم الدماء بينما تهمهم بهستريه جنونيه و هي تراقب باعين متسعه بالذعر عينيه المغلقه...
=داغر...لا ونبي دااااغر ...فوق ونبي..........
لتكمل بهستريه اكبر و هي تنفجر باكيه بشهقات حاده متقطعه...
=و الله مش عايزه اطلق...و لا هموت نفسي انا كنت بس بهددك متعقبينش بموتك كله الا كده...

اخذت تهمهم باسمه بصوت ممزق متوسل من بين شهقات بكائها و هي تربت علي خده بينما يدها الاخري تضعها فوق جرح صدره تحاول حبس الدماء بها و عندما بدأ عقلها بالاستيعاب نهضت سريعاً حتي تجلب هاتفها لكي تقوم بالاتصال بالاسعاف و زكي الذراع الايمن لداغر فهو الشخص الوحيد الذي يمكنها ان تثق به..
لكن ما ان همت بالنهوض شعرت بيد تحيط ذراعها و تجذبها للخلف التفت سريعاً لتجد داغر جالساً بدلاً من استلقائه كجثه هامده علي الارض اخذت تمرر عينيها المحتقنه و المتسعه بالصدمه عليه و عقلها لا يستوعب ما يحدث كيف امكنه الجلوس هكذا بهدوء كما لو ان لا يوجد رصاصه قد اخترقت صدره لكنها لم تستطع مقاومة شعورها بالراحه من رؤيته قد افاق لكن سرعان ما تبخرت راحتها تلك عندما لاحظت الدماء التي لازالت تتدفق من صدره دفعته بيديها المرتجفه برفق في صدره تحثه علي الاستلقاء مره اخري و لايزال الخوف عليه يسيطر عليها همست بصوت مرتجف باكي
=خاليك نايم يا حبيبي زي ما كنت....علشان الجرح ميزدش....
لتكمل بكلمات غير مترابطه بينما تتلفت حولها بحثاً عن هاتفها
=و انا ..انا هكلم الاسعاف...و هتبقي كويس...
قبض داغر علي ذراعها مره اخري مانعاً اياها من التحرك من جانبه عندما همت بالنهوض متمتماً اسمها برفق...
=داليدا انا كويس....
هزت رأسها برفض بينما عينيها لا زالت مسلطه بخوف و رعب علي صدره الغارق بالدماء بينما تتلملم بحده محاوله جعله يفك حصار قبضته التي تمسك بذراعها حتي تستطيع الذهاب و تتصل بالاسعاف
=لا...انت مش كويس..جرحـ.......

قاطعها داغر سريعاً بينما يفتح قميصه علي مصرعيه مما جعله ازاره تتناثر بكل مكان بالغرفه
=بصي.. بصي يا حبيبتي مفيش جرح ده دم مزيف..

ظلت تهز رأسها بالرفض بقوه بينما عينيها المحتقنه بالدموع مسلطه علي صدره الغارق بالدماء و هي لازالت داخل الصدمه مما جعل داغر يمسك يديها برقه و يمررها فوق صدره لتنطلق منها صرخه مرتعبه فور لمسها للدماء التي علي صدره خوفاً من ان تكون قد أذت جرحه...لكن سرعان ما بدأت تمرر يدها فوق صدره بلهفه عندما وجدت انه بالفعل لا يوجد اي جرح هناك...
ظل داغر يتابعها باعين ممتلئه بالارتباك متوقعاً انفجارها الغاضب باي لحظه فور ادراكها و استعابها للخدعه التي ارتكبها لكن و لصدمته بدلاً من انفجارها الغاضب ارتمت بين ذراعيه تضمه اليها بقوه متشبثه بعنقه بيديها تضم رأسه اليها منفجره دون سابق انذار ببكاء مرير بينما جسدها باكمله يهتز بشده من قوه شهقات بكائها الحاده الممزقه عقد داغر ذراعيه حولها و هو يشعر بالندم علي فعلته الحمقاء تلك
ممرراً يده بحنان علي ظهرها محاولاً تهدئتها بينما هي كانت تتشبث به اكثر و اكثر بخوف..

قلبه لا يبالىWhere stories live. Discover now