-ضجيج-

54 14 13
                                    


|الوقت الحالي|


ضوضاء، و زحام، لطالما كره آيفان الزحام،  ولكنه بطريقة ما تأقلم مع زحام ميدان الجامعة، حيث يوجد الطلاب من جميع الأنواع، الأماكن و البلدان، العديد من التخصصات المختلفه.

يعلم جيداً أن لندن مكان يُقبل إليه العديد من الطلاب، ولكن يفقد المرء نفسه احياناً عندما يكون بين الكثير من الغرباء.

رآه من علي بعد امتار، صديقه العزيز "بيتر"، يُقال أنه يمكنك أن تجد موطنك في صديق، و كان بيتر هذا الصديق بالنسبة له

"أهلاً أيها الخاسر، ماذا تفعل؟"
قال آيفان واضعاً يده علي كتف بيتر ليجيب بيتر بدون أي دهشه

"كنت في طريقي للتسجيل في مسابقة مقدمة من جماعة كلية الفنون"

توقف آيفان قليلاً
"منذ متي وانت تحب الفنون؟"

"لم تثر اهتمامي يوماً ولكنهم يقدمون جائزه مالية جيدة، و ايضاً هي مسابقة لغير الدارسين بالكلية.. مما يعني أنه لن يكون هناك من هم متخصصون بالرسم جداً"

ضحك آيفان
"كُنت اعرف أنك لا تهوي المسابقات بلا مقابل"

ليزيح بيتر يده عنه
"هل تناولت فطورك؟"

"ليس بعد"

"إذاً لنذهب و نحصل علي أي شئ يؤكل"

~~~~

يحب البشر الثرثرة، يلاحظ ذلك في كل مرة يتناولون فيها طعامهم في مقهي الجامعة، الكل يثرثر عن اشياء لا قيمة لها، تلك تتحدث عن ذلك الفتي الذي تواعده و الذي سيتركها يوما ما، ثم تعود إلي هُنا باكية و تثرثر مجدداً عن كم من حقير هو، بالرغم من انها تمدح جميع صفاته الآن..

يجلس اولئك الشبان ويتحدثون عن معظم فتيات الجامعه و يعيبون اغلبهم، و من ثم نجدهم متذللين ليحصلوا علي فتاة منهم، يتابع أولئك السياسة رغم أن ثرثرتهم عنها لن تغير الواقع في شئ، و لن تغير حكومة الدولة، الجميع يثرثر و يثرثر بلا إنقطاع لدرجه أنه بات يكره صوت ثرثرتهم، يضع سماعات أذنه ليستمع إلي بعض الموسيقي الصاخبه، أو يتحدث مع صاحبه عن بعض الاشياء التي ينوون فعلها مساء ذلك اليوم.

مرت 6 أشهر منذ بدء الجامعه و كان قد سئم بالفعل، لا يدري ، هل هو انضج من جميع من حوله أم هو فقط مكتئب بشدة، أو ربما الاثنان.

 ولكن ما كان يبقيه حياً هو حبه السري للفن، حبه الذي لا يفصح عنه و لا يتحدث عنه لأي أحد، يعود لغرفته ليخرج بعض الاوراق المبعثره من الدرج، ويرسم مشاعره و افكاره، يرسم و يرسم حتي تتورم أصابعه، ليحاول التعبير عن اي شئ، يرسم و يرسم.. يجد ف الرسم ملاذه.

"هل شردت مجدداً ؟ أنت لا تنصت ابداً"
قال بيتر بعدما أدرك أن صاحبه لم يكن هُنا، بل كان غارقاً في بحر أفكاره.

"اعتذر، كرر ما قلت بعد إذنك"

"أعلم انك تكره الحفلات، ولكن هناك حفله مساء اليوم،  سيذهب الكثير من رفاقنا، وسيوجد فتيات جميلات أيضاً أرجوك لا ترفض هذه المرة"

"هذا لن يغير من رأيي شيئا، لست محباً للحفلات، يمكنك أن تذهب أنت و سأنشغل ببعض الاعمال، أو ربما سأدرس قليلاً"

"إنك تدرس طوال الوقت!!"
قال بيتر بعصبية لأنه يكره عناد صديقه و حبه لعزلته

"أحب الدراسه، لا شأن لك"
اجابه آيفان، ثم اكملا طعامهما ليغادرا المكان

______

منتصف الليل، يجلس آيفان في غرفته، لا يستطيع النوم يشعر بفراغ قاتل.

كأنه يفتقد شيئا ما لا يعرف بعد ما هو.

وِحده؟ ولكنه ليس وحيداً.. كل شئ مبعثر، الاوراق، الالوان، اسطوانات الموسيقي، الكتب، و مشاعره.

~~~~~

رجاءاً إن كانت لديكم أي ملاحظات عن السرد، أو الاخطاء النحوية أو الاملائية لكم كل الحرية في ذكرها.

لُغة  الزهورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن