-مسابقة-

15 4 2
                                    

|الوقت الحالي|

دخل آيفان إلي القاعة التي من المفترض أن يقام بها مسابقة كلية الفنون.
تقول اللافتة علي الباب
"رسم الحياة الصامتة"
قرأ آيفان منذ أيام عن أن الكلية تقدم دورة  رسم قصيرة بعدها سيتم تقديم رسومات المشتركين لتقييمها و إعلان الفائز.

وأثناء إنتظاره أمام الباب متردداً في الدخول سمع صوت بيتر من وراءه
"ماذا تفعل هنا؟ ستشترك بالمسابقة؟؟"

إرتبك آيفان قليلاً لأنه لم يظهر من قبل إهتمامه بالفنون.
"..أردت التغيير فقط.. تعلم"

"حسناً إذاً، هذه صدفة مضحكة، أظنني لن أشترك، لأنني أدركت أنني سأخسر في كل الاحوال، أتري مستويات المتقدمين رغم أن لا أحد منهم من طلاب الكلية؟"

نظر إيفان سريعاً علي ورشه العمل التي كانت تبدأ، و لاحظ أن بعض الطلاب يبدو أن لديهم خبرة نوعاً ما في الرسم، و الذي أربكه قليلاً.

"أنت محق.. ولكنني سأكمل علي أية حال"

ليربت بيتر علي كتفه قائلاً
"بالتوفيق إذاً يا صاح، أراك بعد إنتهاء محاضرات اليوم"
ورحل مبتعداً.

نظر آيفان إلي القاعة مجدداً مرتبكاً ولكنه تحلي بالشحاعة الكافية ليدخل و يحصل علي مقعد، بدأ يُخرج أدواته، و دفتر الرسم خاصته، حتي لاحظ فتاة تجلس في الركن المواجه له، بشعر قصير و نظارات، مرتديةً فستان اسود قصير تحته قميص أبيض.
كانت تبدو منشلغة تماما في رسمها، كأنها في مكان آخر، أستمر ينظر إليها أثناء إخراجه لأدواته حتي قطع تأمله صوت مشرفي المسابقة.

أنهى المحاضر كلامه و طلب من كل الحضور رسم منظر بسيط مع مراعاة ظبط الظل وزوايا سقوط الضوء، بدأ الجميع في الرسم، حتي إنتهي الوقت.

بدأ الكل واحداً تلو الآخر -حسب من أنهي اولاً- بإعطاء المحاضر رسمته النهائية، و كذلك فعل آيفان، و أثناء سيره تجاه المحاضر إصطدم به شاب يمسك كوباً من القهوه و أكمل مروره كأنه لم يفعل شيئاً، ليري آيفان نفس الفتاة أمامه، ممسكةً رسمتها المبللة بالقهوة.

"كيف.."
قالت بحسرة شديدة.

 القي آيفان نظرة إلي رسمتها ليجدها مرسومة بدقة شديدة جعلته يشعر بذنب أكبر.

"أ-أنا آسف.."

"هل تري أن هذا الإعتذار يغير شيئاً؟ لقد ضاع مجهودي هباءاً"

"إنها ليست غلطتي حتي، هو من اصطدم بي!"

"لا يهمني ذلك،
 

فقط.. إتركني وشأني"

"أنا أحاول أن أكون لطيفاً و كل ما تفعلينه هو أن تصرخي وحسب"
ق

ال آيفان منفعلاً، غير مدركاً حدة كلامه

نظرت إليه صامتة ثم غادرت القاعة،
أدرك آيفا للتو أن كلامه كان قاسياً أيضاً

----

منتصف الليل، جالساً أمام تلك الرسمة المغطاة بالقهوة التي كانت ترسمها الفتاة، متأملاً الاشجار، و الحديقة، و الورود التي ملأت المكان، كانت رسمة مليئة بالحياة رغم أنها بالابيض والأسود فقط، كانت جميلة.
وكشخص يعشق الفن، ينبغي أن تعرف كم من المؤلم تلف لوحة كهذه، شعر بشفقة تجاه الفتاة وأمضي ليلتله محاولاُ إيجاد طريقة لتعويضها، و لكنه حتي لا يعرف إسمها. أو في أي قسم هي، لذا قرر إنتظار المحاضرة التالية، بعد يومين.

لُغة  الزهورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن