الفصلُ الثاني

418 55 33
                                    

خلفَ كُلِ انسان حياةٌ آخرى يعيشُها بمفرده.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يدلفُ والإبتسامةُ تشقُ وجهه، اليوم هو يومهُ الأول في الثانوية، لطالما تعرض للتنمرِ والمضايقات في مدرستهِ القديمة ولكنهُ قطع على نفسهِ عهداً بأن يخلقَ شخصيةً جديدةً يحبها الجميع هذه المرة.

"مرحباً"
تحدثَ محاولاً خلقَ حديثٍ مع أحدهم والذي قبعَ بجانبه إلا أنه لم يُعر حديثهُ إهتماماً، قرر إلتزام الصمت فهاهي تجربتهُ الأولى تبوءُ بالإخفاق الذريع لكنهُ سرعان ما علل بأن نويا البشرِ تختلف وكم كان أحمقاً لحظتها.

"أوه مرحباً بومقيو،أنرتَ الفصلَ بوجودك"

خداهُ إكتسبا حمرةً طفيفةً إثر المدحِ الذي وجهَ له ليبتسمَ بخفةٍ كمجاملةٍ للأخر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الفصلُ الدراسي يمرُ سريعاً والجميعُ يحبونهُ تقريباً رغمَ كونهِ إنطوائياً ولم يتحدث سوا مراتٍ قليلة.

لاحت لهُ مجموعةٌ من فصله إجتمعوا سوياً وبدأوا يتناولون أطراف الأحاديث،لم يشأِ التدخل إلى أن إلتقطت أذنهُ إسمهُ يذكر في موضوعهم وكم تمنى لو لَم يكُن فضولياً وقتها

"بومقيو هذا حتماً لا أطيقه!"

"أوافِقكَ الرأي،يجلسُ فقط في الزاويةَ مُتقمِصاً دور الضحية فيما أنهُ سامٌ جداً"

"أجل ألم تلاحظوا؟ فورَ أن ينبس الأستاذُ بطلب يسارعُ الأخرُ بتنفيذه يا رجل إنهُ عبدُ درجاتٍ فحسب"

دموعهُ تسابقت في الخروجِ من مقلتيه، إعتقدَ بأنهم يحبونه، هو خجول، إنتظرَ منهُم المبادرةَ أولاً لكن يبدوا بأنهُ مجردُ مغفل ساذج لا أحد يحبه.

"أمي ليتكِ لم تلديني في هذهِ الحياة،ليتني أنا من متُ في ذلك اليوم،لم أكتفِ بكوني أبلهاً لا فائدةَ ترجى منه فأنا ورطتكِ معي أعتذرُ لك"

لِـأَكُـونَ ذاتي.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن