الفصل الثامن

6.2K 351 37
                                    

الفصل الثامن
من رواية وكأنها عذراء
لم يلمسها أحد من قبل
أسما السيد
______
كنت أعلم أنها ستأتي..انتظرها بشوق منذ أن كانت مراهقه صغيره..إن لم تكن تعلم من أنا حقاً..مؤكد سيأتي يوما وتعلم.. أخبروها أما آن لقلبي العليل
بها أن يثأر 💔

صار كالمجنون يبحث عنها بين أروقة الطرق..
لم يترك شبرا إلا وبحث عنها به
اقترب الغفير يلهث
_ ملهاش أثر يايزيد بيه..قلبنا الدنيا كلها
_ ازاي ..دوروا كويس في كل مكان برا العذبة وجواها، متسيبوش منطقة
اكيد مبعدتش عن هنا..رجليها بتوجعها مش هتلحق توصل لاي مكان بالسرعه دي.

رن هاتفه بإسم صديقه مسلم..
_ ها يامسلم عملت اللي قولتلك عليه
_ متقلقش نشرت صورتها في كل المراكز والأقسام..
وخرجت دوريات للمحطات ملهاش اثر يايزيد، البنت لسه بالمنطقه عندك اكيد ، كثف البحث أكثر هكلملك مدير أمن المنطقة يبعتلك مدد..اطمن انا في ظهرك..هنلاقيها أن شاء الله
عجز لسانه عن الحديث
_ مسلم مش عارف اقولك ايه؟
_ انت عبيط ياجدع صح..انت اخويا يالا..اجمد كده وشغل مخك..
اغلق يزيد الهاتف، والخيبه والحسره  قد تملكت من قلبه دفعةً واحده، وهو يؤكد لنفسه أنه الاتعس بين العالم أجمع، ويبدو أنها كمثله

لقد عاشت معه لأيام وماذا فعل؟..لم يكترث لمعرفة هويتها الا من اسبوع فقط..
اللعنه علي غبائه، وغباء قلبه الذي شعر من البدايه بقربها منه، ولم يكترث..كعادته

ليليا ابنة عمه التي اتي جده خصيصا له كي يتوسله البحث عنها..
ماذا يخبر جده الآن أنها كانت هنا وهربت..أنه بغبائه كذب حنين الدم للدم الذي كان يشعر به تجاهها
دوما ما كان جده يخبره..
( الدم ياولدي بيحن للي منه، أوعاك تكذب احساس الدم )

اه حارقه ود لو يصرخ بها، قبل أن يهتف بغيظ
_ ليليا يا كتلة غباء ماشيه علي الأرض، شوفتي ايه مني يخوفك بس، دا انت الوحيده اللي كنت باجي عندها وبفرمل..بس الاقيك وأعرفك ازاي تهربي  كده بالغباء ده

اقتربت أم السعد تبكي بحرقه..

_ يزيد بيه ..
صرخ بها بحرقه
_ عاوزه ايه تاني ..عاوزه ايه؟
انتحبت المرأه بحرقه، تعلم أنها أخطأت ولكن ماذا كانت ستفعل وهي تتوسلها، لقد كانت حزينه عليها، ومن أجلها
_ ابدا يا سعادة البيه، بس كنت جايه اخبرك أن ليليا مخدتش الفلوس اللي عطتهالها لقيتها فيتاها علي السرير يابيه..
_ كمان ..كمان، انتي بطمنيني كده، روحي ياأم السعد روحي الله يسامحك..

دار حول نفسه كالمجنون..ولكن حينما فكر بها بعقله علم أنها مادامت لا تملك المال، إذا لم تغادر حقا المنطقه وربما المزرعه اساسا
لكن أين...أين رحلت..؟

مؤسف أن يأتيك ما كنت تبغاه بعد عناء، وعندما تعود لتبحث عنه
تصفعك الحياه بكل قوتها
لتخبرك أنه قد فات الاوان، وما كان بين يديك اليوم قد رحل بلا عوده..في غفلةٍ منك، لما لا تنتبه .

وكأنها عذراء(لم يلمسها أحد من قبل) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن