21

3.4K 182 24
                                    

الاول، آسفه للتأخير، كان عندي حالة وفاة، ومن لخبطتي شاشة التليفون وقعت انكسرت، قدر الله وماشاء فعل، قراءه ممتعه مقدماً

الفصل الحادي والعشرين
من رواية/
وكأنها عذراء
أسما السيد
**************
قطع الدرجات مهرولا، قلبه من بعدها عنه كشعله موقده
قلب من كثره دقاته لا يهدأ
دلف بقلب مشتعل، لا يهدأ أبدا الي   الغرفه حيث اعتقد أنها تتمرد عليه، يغمض عيناه، ويمسح علي وجهه، يحاول استعادة توازنه، كي لا يؤذيها بسهم لسانه الذي يحارب  ليتمرد عليه ويسمعها ما يؤلمها ويجرحها بلا وعي منه، لكن لا..
كل ما يشعر به هو الغيظ ، والغضب من نفسه قبلها ، يؤنب نفسه ويجلدها
يسأل نفسه سؤالا وحيدا بجنون
كيف لـ ذلك اللعين  الي يمكث بصدره، الذي حافظ عليه لأعوام من الوقوع باثم الحب ، حتي اعتقد انه شاب ونسي أمر الحب، وترحم علي قلبه
الان هذا اللعين  يفاجئه بتلك الدقات التي لا تهدأ ابدا،  ولمن!
لطفله..!
طفله لو قام بحسبتها بالسنوات فهي  الان طفله، ولو تزوج صغيرا كما تخبره أمه لانجب مثلها، تماثلها بالعمر ، اللعنة على تلك الظروف، وتلك الصدفة الغير مرغوب بها التي صادفته بها، وأصبحت جزء لا غني عنه بحياته
بل أصبحت بين ليله وضحاها اكبر واهم جزء بحياته

كان شاردا بعالم اخر، ولم ينتبه لتلك التي ما أن رأته يدخل عليها كالاعصار، انكمشت  علي نفسها بفراشها، وعادت سريعاً بذعر لآخر الفراش، تتمسك بذيل فستانها كأنه الملاذ الأخير
اتسعت عيناه، ما أن رأى وجهها، وهيئتها، وذلك الخوف الغير مبرر منها، شهقاتها التي تكتمها بصعوبة حتي لا تخرج ويسمعها،
همس بصدمه وقد تبخر كل غضبه منها، وحل محله شيء آخر لم يصل بعد لماهيته إلا أنه يؤلم قلبه، اقترب منها كالمغيب، لم يهتم إلا بها مردفا برعب عليها
_ ليليا ايه حصلك؟
نظرت له بخوف حقيقي، وكلمات تلك المرأة مازالت تتردد باذنها، تشعرها بمدى دونيتها، التلك الدرجه هي لا تساوي شيء، أي قدر هذا ما اتي بها هنا، واي اعتقاد كانت تعتقد به أنها ستجد هنا ملاذها الأمن إذا  خافت وارتعبت، اليوم تمنت بقلبها لو أنها طاوعت ذلك المجنون وسارت معه بمصيرهم المجهول، ولم تأتي لهنا، ليتها ظلت بلا هويه، بلا اهل، ولم تاتي هنا، لاناس لا يرونها الا انتقاماً لعينا، الي متي ستظل تدفع أخطاء والديها
دموعها انسكبت بغزاره، أشعلت قلبه، وهو مازال يعيد ويزيد علي مسامعها أن تطمئنه عليها، تخبره كيف وصلت لحالتها هذه، لكنها كانت بعالم اخر، توقف عقلها عند تلك اللحظه التي لن تمحي من ذاكرتها أبد الدهر، لحظة فقدان براءتها، ازداد وضعها سوءا وعيناها تحجرت على تلك التي دلفت مهروله علي صوت صياح يزيد، بأحدهم يجلب طبيب المزرعه، يحاول احتوائها بينما هي تزداد ارتجافا، العرق يتصبب من وجهها، ومازالت تنظر لتلك التي تنظر لها بحده، نظرة عيناها الحاقدة المتشفيه بها، تشبه نظره أخري لن تنساها مدي حياتها، تهيأت لها والدة يزيد بذلك الشخص الذي ادعي انه زوجها واقتص منها لسبب لا تعلمه، الذكري تدفقت لعقلها بلا رحمه، ذكري ظنت انها نستها، لكن الان عادت لها أضعاف مضاعفه
وقد ايقنت أن ذكري ذبحها لن تنساها ابد الدهر
كلما اقترب منها يزيد يحاول احتوائها، يمسك بكفيها المرتجفين الباردتين كالثلج، تبعده بذعر ، تهز راسها كمن جنت، تاهت بتلك اللحظة التي تم ذبحها بها بلا رحمه، نظرت بجانبها رأت ام السعد تبكي بحرقه عليها، ولكنها سرعان ما تهيأت لها الاخيره، بتلك الدايه التي ذبحتها وهي تمثل الشفقه، رأتها تمسك بالاموال تعد بها بسعاده، وحين تستدير ترمقها بحزن وشفقه
يا الهي من اي عجينه خائنه منافقه خلقت تلك المراه
كلما حاولت ام السعد احتوائها بذراعيها، صرخت بها بجنون:
_ لا، لا بالله عليك سيبيني يا خالتي فاطمه، انا معنلتش حاجه، انا خايفه
اتسعت أعين يزيد بجنون، بقلبه الملتاع عليها علم أنها ليست بوعيها، مؤكد تذكرت تلك الليله، تلك الأحداث التي قرأ عنها بملف قضية ذلك الخنزير الذي يقسم أنه لو ظل حيا للان لقتله هو بلا رحمة، واطعمه بيديه لذئاب الجبل
_ ليليا فوقي..ليليا
هكذا همس بأذنها بحزن، بعدما استطاع تكبيلها بذراعيه لتصبح باكملها بين ذراعيه، انتابتها حاله من الهياج، حولت نظرت شقيقته من الشماته للخوف، والشفقه عليها
صرخت بجنون:
_ ابعدوا عني، مش انا اللي قت..
لم يدعها تكمل،  كمم فمها بيد حنون لم يستطع أن يقسو عليها، وحده هو من وصله صراخها، استمع له بقلب يتالم عليها
_ انا اللي قتلته، لالا مش انا..
رفع رأسه لينظر لهم بحده الجمت والدته التي كادت تهتف بشماته، وصرخ بهم بكل قوه:
_ برا، اطلعوا برا، برا
همت والدته بالحديث مجددا، إلا أن صوت صراخه افزعهم ، دفعهم ليهرولوا جميعاً من أمامه
_ برا قولت برا
اقتربت ام السعد منه، تتوسله أن تبقي معها، لكنه اخرسها:
_ قولت برا، واطلبي من ضرغام يتصل بطبيب المزرعه يالا
رحلت ام السعد، وأغلقت الباب ، وابعد هو كف يده عنها، احتواهاا كطفله ساعده بذلك جسدها الضعيف، وتفهم هذيانها، وقلبه يتمزق عليها
هدرت بجنون، وهي تنظر له:
_ انا قتلته، انا اللي قتلته، انا
دموع عيناه أغرقت وجهه، مد يده يأسر راسها بين عنقه، وهي مازالت تتلوي بين ذراعيه، تتوسله أن يتركها، ولكنها فجأة رأته وكأنه هو…ذلك الرجل حامد..البدري
_ انت..انت..انت لسه حي مموتش، ابعد عني، ابعد عني، انا
وكأن أحدهم شطر قلبه نصفين، استطاعت تحرير يديها ورفعتها تمزق وجهه
بكي بحرقة، وهو يغمرها بين ذراعيه بقوة، مردفا بغصة بحلقه: _ انا يزيد يا ليليا، يزيد، مش حامد البدري..

وكأنها عذراء(لم يلمسها أحد من قبل) Where stories live. Discover now