الفصل الثالث عشر

5.5K 386 68
                                    

الفصل الثالث عشر
من رواية
وكأنها عذراء
لم يلمسها أحد من قبل
أسما السيد
*********

" علي فين ياولد "

الصوت الغليظ هذا تعلم صاحبه، أنه هو مجددا والدها، تلقائياً توارت خلف يزيد الذي اندفع امامها كحصن منيع
_ بابا..
همس يزيد بالقرب من اذنها، وهو يحاول بأقصي جهده نفض غبار عقله عن يدها التي ترتجف وهي ممسكه بثيابه من الخلف، يدها، ورجفتها التي توتره:
_ اهدي وثقي فيا، عشان نخرج من هنا، محدش يقدر يلمسك وانتي معايا..

_ يزيد، أرجوك اوعي تسيبني ليه، أرجوك.

صوتها الباكي، آلم قلبه، ما أن مد والدها يده كي يجذبها من خلفه، كان يزيد  يدفعه بقوه

_ ابعد ايدك ياعمي مش عمي برده ولا ايه؟

صوت الصراخ والهرج والمرج، ارتفع بالمشفي، والمطاريد يغزونها، ويخرجون المرضي والعاملين بالقوه.

_ ولا وكبرت ياواد اخويا، عموما مش ده قصتنا اديني بتي خليني امشي من أهنه يالا

_ وان قلت لا ياعمي

قالها يزيد باستفزاز أزعج عمه، قبل أن يمد عمه يده ليجذب ليليا بقوه، وغضب حارق، جعل من يزيد كجمر مشتعل، ليثور كالأسد وينسي نفسه، ويدفع يد عمه بقوه
_ ابعد ايدك عنها قولتلك
اتسعت أعين عمه، وظهر الغضب والحقد مليا علي وجهه، وصاح بحقد وهو يعمر سلاحه ويوجهه ناحية يزيد
_ يبجي اتشاهد علي روحك أهنه يابن رفيع
_ لا لا أرجوك يابابا لا
صرخت ليليا بذعر وهي تري وجه والدها بذاته التي رأته من قبل وهو يرفع سلاحه ويوجهه ناحية يزيد
عادت بذكراها لاخر ليله التقته بها حينما قتل المدعو حامد امام ناظريها  بكل برود
_ ليليا انا قلتلك ايه
صرخ يزيد بها وهو يعيدها لخلف ظهره بغضب، بعدما وقفت أمامه في محاوله منها منع والدها الذي تطلق عيناه شرارات الحقد والغدر
_ قولتلك فوت البت خلينا نغور من اهنه

كانت هذه آخر الكلمات التي أردف بها أحمد السباعي، قبل أن يهجم عليه يزيد بلكمه  قويه بوجهه، ويتبعه بركله من قدمه اسقطته أرضا، ومعه سقط سلاحه,  الذي التقطه يزيد علي الفور، ليبدأ بعدها وابل من إطلاق النار بين يزيد والمطاريد الذين غزوا المشفي  بأكمله في ذلك الوقت

ليدفعها هي داخل الغرفه أمرا اياها ألا تخرج من هنا حتي يعود
__________
فتح فارس باب سيارته لها بهدوء، وعيناه تأبي أن تفارقها، لقد زادها الحجاب بهاء، وبراءه
استدار كي يستقل السياره جوارها ويرحلا من المشفي، إلا أن رائحة الغاز  التي انتشرت بالمحيط والإضاءة التي أغلقت فجأه من بعض الأدوار بالمشفي التي خرجوا منها للتو افزعه..

لم تكن رائحه غاز طبيعي، انما غاز مسيل للدموع جعلت جميع من بالمشفي وحولها يهرول للخارج..
حتي المرضي اسرع ذويهم لاخراجهم
اتسعت عيناها ما أن لمح أولئك الملثمين، وعلم هويتهم علي الفور

وكأنها عذراء(لم يلمسها أحد من قبل) Where stories live. Discover now