الفصل التاسع عشر : { ألَـم مُتشـارك }

3.6K 154 47
                                    

كان جونغكوك يقِف أمام بابِ القبو لبعض الوقتِ الآن، يرتاح ضدّ الحائِط في الظُلمة بينما كان يتسائل ما إن كان أيّ شخصٍ عدا السّيد بـارك سيشتاق إلى فتى الإسطبل إن حدث وأن إختفى في ظروفٍ غامِضة..

لِمَ كان جيمين مُتسامِحاً مع وجود ذلِك الرجُل حوله؟ لِمَ يسمح لنفسِه بأن تتِم مُعاملته كالقُمامة؟

كان يعلم أنّ التفكير في القتل كان أخرقاً ففُرصة القبض عليه كانت كبيرةً للغاية، وهُناك شقيقته ليخسرها. ولكِن من المُستحيل أن يترُك فتى الإسطبل يتحدّث بفظاظةٍ شديدة مع جيمين مُجدداً.

إنتظر الفتى خارِج ورشة رسمِ تايهيونغ، يستجمِع الشجاعة لمواجهة الرجُل، يحتاج كلِماته الحكيمة لتُهدئ من روعِه كما تفعل دائِماً. لأن حتّى وإن لَم يستطِع الرجُل المُساعدة في جعل كُل شيءٍ ذي معنى، على الأقل هو يُشعِره وكأنّ كونه في حيرةٍ ليس بالأمر السيء للغاية.

كان جونغكوك يأمُل بأن تايهيونغ لَم يعُد غير مُستعدٍ للتكلم معه. هذا الصباح جعله يشعُر كما ولو أنه يندم لما حدث ليلة البارِحة، والفِكرة لوحدها تجعله يرغب في إشعال سيجارة.

فتح الباب بأهدئ ما يُمكنه، يخطو داخِل القبو دون مُلاحظة تايهيونغ لحضورِه.

عندما أخبره جين ونامجون أنّ حارِس الأرض يرسُم عادةً في القبو، لَم يتوقّع من مرسمِه أن يكون مليئاً بالغُبار وباهِت الإضاءة، ولكِن الغُرفة كان مُذهلةً لحدٍ ما في الواقِع.

هي كانت دافِئةً وحميميّة، وهالةٌ مُثيرةٌ للدهشة من الشموع تُنير قُرابة الدزينة من لوحاتٍ ساحِرة الجمال. هي كانت مُخزنةً في الزوايا ضدّ الحائِط فلَم تُعطِها أفضل قُدرةٍ لإظهار فنّ تايهيونغ، ولكِنه إستطاع رؤية أنّ جميعها كانت مُثيرةً للإعجاب.

لوحاتٌ لفواكِه عديدة، أواني مائدة، الحديقة، أزهار، رسوماتٌ للخدم الآخرين. كان جونغكوك مُتفاجِئاً لما يراه، ولكِن مُستمتعٌ بحارِس الأرض.

كان الرجُل مُستغرِقاً في عملِه بشدّة حتّى أنّه لَم يلحظه بعد، لذا أخذ الفتى مقعداً عشوائياً في الغُرفة، وجلس هُناك ببساطةٍ يُراقِبه، يُعاين الرجُل الجامِح بينما يتبع شغفه.

همهَم تايهيونغ لحناً سعيداً وأبرز طرف لِسانه ريثما كان يرسُم، يسترِق النظر بين فينةٍ وأُخرى على عارضتِه التي كانت وردةً حمراء ذابِِلة، تقِف وحيدةً في وِعاء.

كان قلبُ جونغكوك يُرفرِف كُل مرةٍ فرّق فيها تايهيونغ بين شفتيّه وأمال رأسه للتركيز على بعض التفاصيل الصغيرة، وكانت همهمته تهدأ فقط ليخطو هو إلى الخلف ويبتسِم لإنجازِه قبل أن يعود للهمهمةٍ مُجدداً بحماسٍ أكثر.

"إنها جميلة،" همَس جونغكوك آمِلاً بجعل حارِس الأرض يُدرك أخيراً وجوده هُناك وتحديقه به لبعض الوقت.

BROKEN CLOCKS || VMK            (مترجمة)Where stories live. Discover now