١٠: وتَر

5.8K 545 368
                                    



وماذا إذن؟
بضيقٍ قُلت، ألمسُ خصل شعره بلا توقف، لا أُريد أن أسحبَ يدي رغم أنني أشعر بالألم فيها لطيلة الوقت الذي مددتها به.

الصمتُ عميق للغاية والخدرُ ينتشرُ في ملامحه بخفة، أحس بأنّ هُنالك نبرةٌ تحذيرية تهمِس في عقلي، فشعرتُ بأصابعي تتوقف حينَ رأيتُ عيناه تُفتحان وتنظران لي، شعورُ الغرابة احتلّني، فجأةً أحسستُ بأنني لا أعلم من هو ومن أنا ومالذي بحمقٍ أستمر بفعله الآن؟ لذا ابتعدت أجمعُ كفي حول الأشياء التي معي وأستقيم.

هيا بنا
قلت له فاستقامَ أيضاً، عدت أحدق ما إذا كان ذلك الرجُل يتبعنا ولم أجد أحداً لذا ابتعدنا عن الزقاق وصولاً إلى الشارع العام

يجب أن نحصُل على سيارةٍ جديدة
أخبرته ونحنُ نستقلُّ سيارة الأجرة، أوضب الأشياء أكثر حولَ بعضها، نظرتُ نحوه وهو يعطي السائق العنوان ثمّ التفتُ أُبصر الطرق، تنهدت.. ياللتعب كيف بوسعنا أن ندخل تلك القرية من جديد؟ وماذا عن أخاهُ اللعين

أنتَ لا تظن حقاً أنني سوف أوقف تساؤلاتي عن أخاك؟
أدارَ عينيه لأرفع حاجباً أنظر له باحتداد

هل هو حقاً طبيب؟ يبدو قاتلاً أو مهرباً لا أكثر، أعني لا يبدو كمن يملك عملاً شريفاً حقاً
وأكملت وهو ما يزال يتخذ صمته ولكنني أقسمت بأن لا أعود خالي الوفاض لذا أصريت بأسئلتي عليه مراراً وتكراراً حتى أوصلنا السائق إلى منزلي.

ألن تصمت فمكَ الثرثار اللعين!

هل جرّبت شعوري الآن حين تظل تثرثر الصباح كله فوق رأسي؟
أجبتُ صراخه بينما أخلعُ حذائي كما فعل ندخُل متجهين حيثُ غرفة النوم

ليتني أخذت رقائق البطاطس قبل أن نأتي آهخ
بحسرةٍ قال بينما تسطّح فوقَ سريري، خلعتُ ثيابي دون أن أنظر له، أبدلها بشيءٍ أكثر راحة، إنهُ حتى لم يفكر بالإجابة علي، يريد أن نفتح موضوعاً آخر ولكنني لن أسمح، سأعرف اليوم أي شيء، أنا متأكد بأننا قد أمسكنا ببعض الخيوط أخيراً!

اسمعني تايهيونق..
توجهتُ نحوه، أُدخل رأسي في قميص النوم بين يداي متجاهلاً شعوري بتحديقاته

ثأرُ الرِّياحْ|TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن