١٨: وجوب

4.7K 460 444
                                    



في الحقيقة كُل شيء يبدو رث

هذه هي.. أولُ فكرةٍ تخطر في ذهني حينَ أستيقظ فأبقى لليالٍ لا تُعد على الأثرِ النابع منها، أبداً.. لا تكفي الظلمة أن تُخرّس أفكاري، لا يُمكن لها حتّى أن تجتمع في الظلام المتجسّد في هذا العقل.

إنهُ يومٌ جَديد، لا أملكُ فيه حقّ الابتسام حتّى
يومٌ صنعتُ فيه كوب الحليب الثالث على التوالي، وما تزال خطواتي تدورُ في أرضٍ ليست أرضي كما الأمس وقبل الأمس وقبله وقبله..
يالهُ من حنينٍ مقرف تقدّمه أقدامي للماضي، يا لهُ من وجع وأنا أتخيل باستمرارٍ وجوه عائلتي التعيسة، أنتفضُ من شدة الجنازة التي تسكنني وأنا أتذكرها
أنتفضُ لسويعات ثمّ أهدأ، كأنني لا أسيلُ ذنباً وألماً طوال الوقت

لم أعتقد أبداً بأنَ الهدوء سيحتشدك هكذا
تلمست الكأس بين يداي حين صوته الهامس استطاع أن يطرق ضباب أفكاري ويخرجني عنها

ولكن... أنا أحترق، داخلي لا لونَ لهُ سوى لون الاحتراق
تفحّمت أفعالي من شدة هذا الاشتعال وأوشك قريباً جداً على أن أترمّد كل قولٍ، كل نفس.

أتريدني أن أضحك؟
رُبما نظرتي كانت حادة جداً الآن حتّى يستاء وجهه إلى هذا الحد

لم أقل أن تتصرف بحالٍ معينة أصلاً، أخبرني جونغكوك.. لماذا أنتَ دائماً تفهم كل شيء بعدائيةٍ هكذا؟
سألني سريعاً وكأنه لم يشعر بالاستياء منذُ ثوان، تقدم نحوي أكثر يجلس في الكرسي المقابل بينما عيناه مصوبة نحو كأسي

ومالذي فعلته حتى تفهمني أنت بهذه الطريقة؟

لا يحتاج أن تفتعل شيئاً، يمكن لي أن أفهم الكثير من مجردِ قولٍ تنطقه

إذن أخبرني يا تايهيونق..
باستهزاءٍ نطقت، أخرج سيجارةً جديدة وأبعد الكأس

لماذا لا أتصرفُ بعدوانيةٍ تجاه هذا الجنس المقرف؟ الحياة كومة من القذارة فعلياً فلماذا أتصرف وكأنني أستطيبُ العيش في حين أنني لا أطيقُ حتى النفس الذي آخذه؟
أحسُ بالثقل وكأنّ كل الأرض تطالبني بالسجود لها وأنا لا رضا ولا قناعة لي بالخضوع.

ثأرُ الرِّياحْ|TKWhere stories live. Discover now