١٣: سُمْ

5.7K 565 589
                                    


مرحباً..
صوتهُ صدح حين فتحتُ المكالمة فارتبكت أوجاعي، وتيبّس لساني ولم أستشعر أقدامي فوق الأرض أبداً، فما هذا الذي يحدُث؟ أبكل عُقلٍ الآن.. جاي يكلمني!

هيونغ.. كيف حالُك؟
شخرتُ ساخراً، ولكنني في الحقيقة أرجُف رجفاً مميتاً في داخلي، وبي مليار فكرة وظن

لماذا لستَ في المنزل؟
قال من جديد بنبرةٍ مُترددة

سأُخبرك بكل شيء جونغكوـ
أغلقتُ الهاتف أُعيد رأسي إلى الخلف، أُشبك يداي ببعضها وأحدق في ضوء المصباح الذي يتوسطُ السقف، صوتُ انسكاب الماء ..

وصوتُ صغيرٍ يبكي..

وصوتُ جرحي ينزف من خلال كل بقعة في هذا المنزل الغريب.

استقمتُ جالساً من جديد والحيرةُ مأزقي، وعدتُ أستند على الجدار خلفي والأجوبة تُنهكني من واقعيتها.. فجاي ليسَ خيّراً؟ نعم هو كذلك فعلى من أكذب، على نفسي؟ ونفسي أشدُّ البشرية كرهاً للنفاق والخداع والكذب؟

كيفَ.. أستطيع أن أثق به؟

هل أنا عجولٌ بحكمي الآن.. نعم فلربما أنّ جاي يملك أسباباً!

هل تشوي شخصٌ جيد؟
وسألت أتخطى مرحلة السكون في هذه الغرفة وأدخل في مرحلةِ الغموض الذي تحفّ تايهيونق، فنظرت حين هدأت خطواته واستكنت، نظرتُ في ظهره، وشيءٌ اغتالني فجأة كلما صعدتُ بعيناي على تفاصيله الرشيقة، ولربما أنه يمكن للجمال أن يصمتنا أحياناً حقاً، فلم أقدر أن أسخر من عيناه التي هلعت ولا وجوده الذي بدا سراباً وكأنه فارقني أمامي.

تعال واجلس
قلت له فتحرّك وكأنه قد وعى أخيراً بأنهُ أطال الغرق بعيداً عن يباسة اللحظة الحاضرة، فجلس يبتلع ريقه وبحدةٍ حدّق بي الآن، فتقدمت أضعُ يدي فوقَ مرآة صبره القليل على ما يبدو وأُحدّق حتى تلاطمت أفكاري حدةً أكثر وأكثر

تايهيونق..
وناديته، كأنّ فتيلاً علِق في أصابعي

لماذا.. بينما أنا هُنا، ترتعب؟
حدته هدأت فصار في نظراته لينٌ غريب، لكنهُ شيء.. شيءٌ مرّ سريعاً على قلبي

وأنا مرعوبٌ الآن مما شعرتُ به في هذه الثانية، مرعوبٌ جداً!

لم أرتعب، ما هذا الهُراء الذي تقوله؟
ومن جديد، يحدّق بعينانِ مسكينتان، يلعب بالسوار الصغير على رسغه قبل أن يعيد حدقتاه فيّ، فأتحرك كأن شيئاً مؤذياً سيصيب جسدي كلما نظر.

ثأرُ الرِّياحْ|TKWhere stories live. Discover now