الفصل 2

646 7 0
                                    

" تعتقدين أنك تستطيعين الاختفاء و العودة إلى حياتنا كما لو أننا سامحناكِ؟!"، قال.

كلماته مزّقت قلبي حرفيا لكنه استمرّ، " لم تتصلي أبدا و حين قدمنا لزيارتك لم تبدي سعيدة أبداً برؤيتنا" ،صاح.

عيناه البنيتان بدت غاضبة جدا، "حين غادرتي، أمي و كوين لم تتوقفا عن البكاء للحظة، فاي أصبحت شخصا آخر غير التي نعرفها، و حتى أبي مرّ بوقت صعب بسببك. لقد سببتي لنا الكثير من الألم أوديتا ، ربما هم غفروا لك، لكن انا لا" ، قال ثم غادر.

انهمرت دموعي فوراً بسبب كلامه،  "آسفة. أ-أنا لم أقصد إيذاء أي أحد"، قلت عندما أتت أمي لاحتضاني.

"أنا لا أستحق أن أكون هنا"، تمتمت لأمسح دموعي.

"هراء، بغض النظر عما حدث، أنت ابنتي و بالطبع تستحقين أن تكوني هنا" قال والدي، "يمكنني التحدث إلى نويل"

"لا أرجوك"

"لا يجب عليك ذلك أبي. المسألة بين نويل و أوديتا ،دعنا لا نتدخل بينهما"، همست فاي.

"آسفة لكنه كان متحمسا حقا لعودتك" ، قالت آليا بملامح مرتبكة مما حدث.

" لا، لابأس. هذا ليس خطأك آليا"

"آمل أن هذا لن يؤثر على علاقتنا"

ابتسمت لها، " بالطبع لا".

"نويل تحدّث عن حالنا عندما غادرتنا لكن، أعتقد أنه كان الأسوأ من أي منا. إنه توأمك و صديقك المفضل، أليس كذلك؟"، أردفت فاي.

"لذا، عليك التحدث معه"، تابعت كوين، "هو يحبك ، و لكنه يتألم أيضا"

أومأت لها.

"سيكون عند البِركة"، قالت آليا.

انطلقت باتجاه البركة. و بينما أمر عبر الأشجار الجميلة، عقلي لم يتوقف عن التفكير فيما يجب عليّ قوله له.

" و تأكدي من العودة في السادسة " صاحت أمي قبل أن أختفي عن مجال رؤيتها.

وجدت نويل جالسا أمام البركة غارقا في أفكاره فَسِرت بهدوء لأجلس بجانبه. ساد الصمت بيننا لبضع ثوانٍ قبل أن يتكلم .

"لم تتصلي"، قال.

"آسفة"

"الأسف لا يكفي"

"أعلم و أنا-"، بدأت في الحديث لكنه أكمل.

"آسفة؟"، سخِرَ.

لم أستطع قول شيء فأَكمَل، " لو جاء ماسون إليك الآن و قال أنه آسف عن الألم الذي سببه لك، هل كان ذلك سيُحدِث فارقاً؟"

و ها هي دموعي تسقط مجددا. وددت لو أصرخ عليه لذكره 'اسمه' لكن لا استطيع- لديه وجهة نظر.

"لا لن يفرق"، أجبته بنبرة خافتة.

"إذاً تدركين ما أشعر به الآن؟"

"أجل"

"خطأ" ردّ بقسوة، "أنا أخاك التوأم أوديتا. لقد وعدنا بعضنا أن نبقى أعز أصدقاء للأبد و هل تعلمين مالذي يعنيه أعزّ أصدقاء؟ الحديث . لكن أنتِ، حين تعرضتي للأذى و بات الأمر صعباً عليكِ لم تُكلِّميني، فقط  حملتي حقائبك و غادرتي"، قال بنبرته القاسية التي تحولت لحزينة في الأخير.

Bittersweet || حلو و مرّ Where stories live. Discover now