يناير 2018
عزيزتي الانسة هاء...
لم اجد غير هذه الطريقة التي قد تبدو لكِ مقتبسة من احد الافلام المصرية القديمة.
لكن وبكل اسف لم اجد غيرها.
لم اشأ أن أقتحم خصوصيتك بطلب رقم هاتفك الخلوي من إحدى صديقاتك حتى لا تشعري بفرض شخصيتي عليكِ.
لذا ارجوا ان تقرأي كلماتي البسيطة حتى وان لم تعرفي من انا.
ضحكات منخفضة و هبة تجذب الخطاب من هنادي و تقول بحزم : انا اللي هاكمل... ثم تعنفها : انتِ بتقري جواب غرامي ولا النشرة الجوية... فين فن الإلقاء!!!
غمزت هيا لهنادي وقالت لهبة : ايوة يا هوبة ورينا ازاي تتقري الجوابات الغرامية... شكلك خبرة في المجال ومحدش عارف مش يمكن تطلعي انتِ الانسة هاء في الاخر.
تلون وجهها بخجل وقالت : يا سلام وليه مش انتِ ولا هي ... إحنا التلاتة اسمنا بيبدأ بحرف الهاء.
قالت هنادي : لما جينا لقينا الجواب على تربيزة الرسم بتاعتك.
انكرت : لا طبعا كل السيكشن عارف ان ال3 تربيزات دول بتوعنا وبنبدل فيهم مش معنى اني قعدت عليها مرتين ورى بعض تبقى انكتبت باسمي في الشهر الxxxxي.
بررت هيا : يمكن لان انتِ الوحيدة اللي سنجل فينا!!!
وضعت يدها بخصرها واليد الاخرى تلوح بالخطاب وتقول : ليه كل واحدة فيكو حاطة يافطة على صدرها مكتوب عليها محجوزة لحبيب القلب... مفيش واحدة فيكو لابسة دبلة.
قالت هنادي بعقلانية تتميز بها : حمزة بيجيلي الكلية اكتر ما المعيدين نفسهم بيجوا والكل عارف انه ابن عمي وخطيبي. ومفيش حد ميعرفش خناقاته مع اي حد بيغلط و يسلم عليا.
اجابت هيا بعملية معروفة عنها : بالنسبة ليا أسعد مسبش حد في الكلية الا وعرفه انه اتقدم وقرى فاتحتي... ده حتى عم سمير صاحب المكتبة اللي بنصور فيها أسعد قالوا... اثبت ملكيته و مش ناقص الا الختم.
ضحكت هبة وهي تتذكر غيرة حمزة على هنادي وتملك اسعد تجاه هيا وهي تتسأل متى يحين عليها الدور و تجد من يعوضها عن انتظارها واصرارها على عدم الإرتباط بأي شخص لعدم رغبتها بدخول اي تجربة غير مضمونة... هي تنتظر الحب لكنها ببساطة لا تريد مجرد علاقة غير واضحة المعالم.... تريد علاقة حقيقية تكلل بالارتباط الرسمي... لهذا رفضت تقرب اي زميل لها خلال فترة الدراسة.
فزملاء الدراسة لن يفكروا بخطوة جدية قبل عدة سنوات من اجل بناء مستقبلهم.
عادت بتركيزها لصديقتيها ونظرت لهما بجدية مصطنعة وقالت : هتكملوا معايا الجواب ولا اخده واروح بما انكو بتقولو انه ليا.
أصوات احتجاج تعالت فقالت بحزم : بس خلاص... اسكتوا خلينا نكمل.
رفعت الخطاب و قرأت بلهجة تمثيلية كأنها تمثل دورها بأحد المسرحيات : منذ رأيتك في اليوم الاول لكِ بالقسم وقد شعرت بك مختلفة ومتميزة وعندما تعاملت معك تأكدت نظرتي لكِ... لهذا نمت مشاعري تجاهك...
قاطعتها هيا : سيدي يا سيدي...
حدجتها بنظرة محذرة و اكملت : ومنذ هذا اليوم وانا لا شغل لي الا التفكير في كيفية الوصول لكِ وانا اعلم صعوبة هذا بالوقت الحالي لهذا ادعو الله كل يوم ان ييسر ظروفي كي أكون جدير بكِ وبشخصيتك المميزة.
لا انوي اخبارك من انا لكن ودتت ان تعرفِ بوجودي لعل أجد بعض الشفقة بقلبك الكبير كي تنتظريني حتى تمكنني ظروفي.
عزيزتي الانسة هاء احبك جدا واعرف ان الوصول اليك يكاد يكون مستحيل.
توقع م.م.
انتهت من قراءة الخطاب و قامت بطيه بعناية شديدة ونظرت لهما فقالت هيا ببديهية : واضح انك المقصودة يا هبة.
رفضت : ممكن يبقى حد مش متابع اللي بيحصل او ميعرفش بوجود حمزة او اسعد.
قالت هنادي : واضح انه مراقب الانسة هاء فاكيد هيبقى عارف عنها كل حاجة.
وضعت هبة الخطاب بحقيبتها وبدأت بجمع اقلامها وهي تقول : يمكن يقصد حد غيرنا احنا التلاتة.
اجابت هيا بتهكم : دفعتنا مفيهاش غيرنا بحرف الهاء يا هندسة.
قالت بعد تفكير : ممممم يمكن اي دفعة تانية القاعة دي بيدخلها دفعة تالتة وتانية وفيهم بنات بالهاء كتير.
قالت هنادي بفضول : طيب تفتكروا مين الاستاذ ميم ميم ده كمان!!!
قالت هيا سريعا : محمد محمود او محمود محمد.
عارضت هبة : ولية مش مهندس محمد او مهندس محمود.
فكرت هنادي و قالت تحلل الموقف : لو مقصود ميم ميم اسمه و اسم والده يبقى سهل نعرف مين لكن لو مقصود ميم مهندس و ميم اسمه بس... يبقى مستحيل نوصله.
وضعت هيا يدها على خدها وقالت في حيرة : ودي هنعرفها ازاي بقى!!!
قالت هبة برفض : نعرفه او منعرفهوش هتفرق معانا في اية!!!
انتو محجوزين وأنا مش عايزة ارهن نفسي لشخص مجهول... انا ليا مبدأ و ان شاء الله هاصمد لحد ما احب اللي اتجوزه او اتجوز اللي أحبه.
ثم تذكرت شئ فقالت محتجة : تعرفوا اكتر حاحة غيظاني اية في الجواب ده!!!
نظرتا لها في انتظار ان تكمل فقالت بجدية شديدة : 5 سنين طالع عنينا وقربنا ننسى اننا بنات وبننسى نبص بالمراية بالايام وفي الاخر يقول الانسة هاء... مش هاين عليه يقول البشمهندسة هاء والله عيب علينا.
لتنطلق ضحكاتهن وكل منهن يفكر في الحبيب المجهول و هل سيأتي يوم يعرفن فيه من هو ومن هي المقصودة بالانسة هاء!!!
متابعة ممتعة..
يتبع...
