عزيزتي الآنسة هاء(مكتملة)

الخاتمة

الخاتمة

تنظر لنفسها بسعادة في المرأة بعد ان قامت خبيرة التحميل بتثبت طرحتها ووضع اللمسات الاخيرة من زينتها التي شددت ان تكون خفيفة... بسيطة... رقيقة.
سمعت صوت هنادي وهي تقول : بسم الله ما شاء الله... زي القمر يا هبة.
نظرت لها بقلق وقالت : مش اوفر يعني!!! حاسة المكياج تقيل شوية.
حركت هيا شفتيها في حركة غريبة عليها وهي تجلس بارهاق : هو اللي انتي حطاه ده يتقال عليه مكياج أصلا... ده انا في مناقشة الماجستير كنت حاطة اكتر من كده... اتقي الله.
ضحكت هنادي وهي تنظر بالمرأه و تضع ملمع شفاه و قالت : اللي انتي وهي وانا حطينه ده ملوش علاقة بالمكياج... المهم انك قمر في كل الاحوال يا هوبة.
ثم غمزت لهيا وقالت : واخبار البشمهندس اية!!!
ضحكت هيا بانطلاق وقالت : البشمهندس هيفرقع وبيقولي اول واحد اخطب واخر واحد أتجوز قولتله لاااااا هبة لسه خطوبة ومفيش جواز قبل سنة يعني إحنا رقم اتنين يا حبيبي.
اعترضت هنادي وقالت : مين ده اللي اول واحد خاطب... جدي حجزني لحمزة وانا لسه بالبامبرز يعني مفيش حد استنى زينا.
ارتفعت ضحكاتهن وسألت هبة : فين فرح مجتش معاكي ليه!!!
ابتسمت وقالت : فرح طول ما كريم اجازة لا يمكن تنزل من غيره... بتقولي إزاي اضيع اللحظات دي و اسيبه.
قالت هيا بتعاطف حقيقي : والله ليها حق يا هنادي يعني يادوب بتشوفه اسبوع في الشهر لازم تستغل كل دقيقة وهو معاها.
ايدتها هنادي وقالت : بصراحة انا مقدرش اتحمل الوضع ده... بشوف فرح بطلة مش بس انه بيبعد الفترة دي لكن القلق والتوتر مع كل عملية بيطلعها او كل خبر عن اشتباك او هجوم بنشوفه في الاخبار ونبقى مش عارفين ده يخص كريم ولا كتيبة تانية غيره.
انا مقدرش على تعب الاعصاب ده بجد.
قالت هبة وهي تعدل من فستانها : ربنا يبعد عنه كل شر يارب... ثم نظرت في ساعة هاتفها وقالت : هو ممدوح اتاخر ولا أنا بيتهيئلي!!!
قالت هيا وهي ترسل بضاعة كلمات لاسعد على الهاتف : لا يا حبيبتي تهيؤات... اول عروسة تجهز قبل معادها.
شرحت هبة : انتو عارفين أنا مش بحب التأخير وعشان كده خليت الميكب ارتست تيجي البيت عشان تكون مركزة معايا و نخلص بدري... وكمان ممدوح مأكد عليا منتاخرش عشان اهله جايين من سفر وعايزين يرجعوا بدري.
سألت هنادي : مامته عاملة اية دلوقتي!!!
تذكرت ان بعد قراءة الفاتحة باسبوع مرضت والدته وتبين ان هناك حصوة بالكلى و ادت عملية تفتيت الحصوة بالليزر وهذا ما ادى لتأجيل الخطبة شهر ونصف حتى تستعيد عافيتها... خلال هذه المدة انهت هيا مناقشة الماجستير و سيتم زواجها بعد اسبوعين... تزوجت هنادي وفرح بعد عدة اسابيع كما تم الاتفاق مع والدهما... اما هي فاستغلت هذه المدة بالتعرف عن قرب لشخصية ممدوح.
ممدوح الذي تعرفت عليه من خلال خطاباته الرومانسية الحالمة لتفاجئ به برغم افعاله التي تؤكد حبه لها انما له جانب عملي يذكرها بهيا... لكنها تفهمت احساسه بالمسؤولية و سعيه لبناء حياة جديدة معاها مما يتطلب ان يهتم بعمله و مستقبله و الاهم التحضير لتريبات الخطبة والزواج كل هذا جعله في غاية الانشغال واصبحت هي من تهتم بمراسلته و الحديث معه يوميا كما تفعل مع الانسات هاء.
لكنها و باستشارة صديقاتها اكدوا ان ما يفعله طبيعي لانه رجل يفهم معنى المسؤليه و متفهم طبيعة الحياة الجديدة المقبل عليها لذا يجب ان تحتويه و تكون عون له لا عليه.
انتبهت لصديقتها و تنهدت قائلة : الحمد لله احسن كتير و بقت حريصة في اكلها بطلت الملح الزيادة و المخللات و بتشرب مية كتير عشان تحافظ على الكلى.
خبطات هادئة تبعها صوت والدتها التي دخلت مبتسمة : بسم الله ما شاء الله... الله أكبر... ثم اقتربت واحتوتها بحب و هي تقرأ عليها المعوذتين وعينيها تدمع لرؤية صغيرتها اصبحت عروسة فاتنة امامها.
ابتعدت قليلة وقالت : يالا يا حبيبتي أجهزي ممدوح ومروان برة و كلنا جاهزين عشان نتحرك.