الفصل الثالث عشر

944 54 0
                                    

الفصل الثالث عشر

صباح اليوم التالي
ساعات مرت عليها كأعوام طويلة... تشعر بانقباض صدرها وعجزها عن التنفس... برغم تأكدها من انه بخير لكنها لن تطمئن الا عندما تراه بأم عينيها.
أغمضت عينها بارهاق من ليلة طويلة لم يعرف النوم لها طريق.
وكيف تنام وحبيبها مصاب طريح الفراش!!!
وكيف تنام والمسافات بينهما كل يوم في ازدياد!!!
كيف تنام واسوء كوابيسها يحدث الان امام عينها!!!
تتذكر جيدا عندما علمت بعد نجاحه في الثانوية العامة بقراره بالتقديم للكلية الحربية برغم مجموعه الذي يؤهله لدخول كلية هندسة لكنه اصر وقال ان الحربية حلم حياته.
وقتها غضبت كما لم تغضب منه من قبل رغم عمرها الصغير لكنها كانت تدرك خطورة ماهو مقدم عليه ولكنه لم يتزحزح عن اختياره.
ناقشته... خاصمته... جادلته لكن كل محاولاتها بأت بالفشل الذريع.
رفضها كان خوفا عليه... على اصابته والاسوء استشهاده برغم تأكدها ان لكل منهم قدره ولن يغير كلامها القدر... تؤمن بالله و تتوكل عليه لكنها بالنهاية انسانة طبيعية من حقها ان تخاف و تقلق عليه.
نظرت حولها وهي تتنفس الصعداء... لا تعلم كيف استطاعت الانتظار كل هذه المدة بدون القدوم له ورؤيته والتأكد من انه بخير.
لولا تأكدها من عدم السماح لها بالدخول كانت جاءت الى هنا فور سماعها خبر اصابته بدقائق مهما كلفها الامر.
لكنها تعلم جديا استحالة السماح بدخولها الا بساعات الزيارة.
وهذا ما سهرت طوال الليل تفكر في كيفية التغلب عليه فهي لن تنتظر ساعات الزيارة التي ستبدأ بعد 4 ساعات بينما هي تتأكل من القلق.
ظلت تفكر في دائرة معارفها عن اي شخص له قريب او حبيب او صديق يعمل بهذه المستشفى و للاسف لم تتذكر غيره... مديرها السابق ياسين فلم تجد بد من مهاتفته بوقت متأخر من الليل و لكنها بكل بساطة لم تهتم الا برغبتها في الاطمئنان على كريم.
لهذا اجبرت نفسها على الاتصال به والذي خالف كل التوقعات بالاجابة عليها بهدوء و صبر ليس مش شيمه وبمجرد معرفته باصابة خطيبها تفهم قلقها و وعدها بمهاتفه ابن عمه والذي انتظرها عند باب المستشفى و سهل لها عملية الدخول وها هي الان تقف امام غرفته تجفف دموعها التي لم تتوقف منذ الامس.
فتحت الباب بهدوء وهي تتلفت حولها حتى لا يراها أحد.
وجدته نائم بينما جبينه متغضن لا تعلم من الالم ام من حلم مزعج... وجهه به بعض التقطبيات و الجروح و كتفه محاط بالشاش... اقتربت اكثر بهدوء شديد حتى لا توقظه... حتى تراه بملئ عينيها وتطمن عليه بنفسها... تنفست براحة وهي تطمئن انه بخير نسبيا باستثناء الاصابة الموجودة بكتفه.
تقف أمامه لا يفصلها عنه سوى عدة سنتميرات.
مدت يدها ترغب في ملامسه جروح وجهه والاطمئنان عليه لكنها تراجعت حتى لا تؤلمه او توقظه.
ابتسمت براحة و هي تشعر بالهدوء والسكينة لاول مرة منذ عدة ساعات.
جلست بالمقعد الملاصق للفراش و مدت يدها و وضعتها على يده و قالت بصوت باكي هامس : كده يا كريم... كده توجع قلبي عليك... افرض حصلك حاجة... انا يحصلي اية... اموت بعدك ولا انك متكنش معايا.
شهقت بفزع وهو قبض على يدها ويقول : بعد الشر عليكي... اوعي تقولي الكلام ده تاني.
نظرت له ثم انفجرت بالبكاء بينما هو يحاول ان يعتدل ثم جذبها له و حاول ان يحتويها بدون ان يجهد كتفه المصاب بينما هي تقول من بين بكائها : خفت اوي يا كريم... خفت مقدرش أشوفك تاني.
ربت على شعرها و قال بصدق : اول واحدة فكرت فيها لما فتحت عنيا هو انتِ.
قالت وهي ترفع نظراتها له وتمرر يدها على جروح وجهه : انا بحبك اوي اوي يا كريم... اوعى تعمل كده تاني.
ابتسم وقال : مش هاقدر اوعدك يا فرح لاني مش عارف ممكن ده يحصل تاني او لا... المهم تبقى عارفة ومتأكدة انه مش بمزاجي.
قالت بغضب وهي تبتعد عنه : انت كده بتطمني يعني!!! انا طول الليل بعيط ومش عارفة اجي اتطمن عليك... عملت المستحيل عشان اقدر ادخل دلوقتي.
تذكر وسألها : صحيح دخلتي ازاي بالوقت ده!!!
عادت لطبيعتها المشاغبة و عدلت من وضع شعرها و قالت : علاقاتي يا استاذ... انت فاكرني قليلة في البلد ولا اية!!!
ضحك بخفوت وقال : لا طبعا انا عارف ان مفيش حاجة تقف قصادك يا بطة حياتي
ابتسمت بحب وتمسكت بيده وقالت : انا يحبك اوي يا كريم.
قال بصدق : وأنا بعشقك يا روح كريم... واول ما اشوف خالي هاعمله مجنون عشان اكتب كتابي عليكي.
قالت بيأس : ياريت الامور ببساطة كده.
قال بوعد : ثقي في ربنا وان شاء الله هيحلها من عنده.
تنهدت وقالت : يارب يا كيمو يجمعنا على خير... انا اكلي قل النص بسبب التفكير في موضوعنا
شهق بطريقة كوميدية وقال : لا يا فرح كله الا الكيرفي... بصي متقلقيش الفترة الجاية اكيد عمتك هتزغطني زي البط البلدي وانا مش هاحط لقمة في بقي الا وانتي بتاكلي معايا واهو نفتح نفس بعض ونطمن على الكيرفي.
ضحكت بسعادة وهي تحمد الله انه بخير و تدعوه ان يحقق لهما امنيتهما بالزواج في اقرب وقت ممكن.

عزيزتي الآنسة هاء(مكتملة)Where stories live. Discover now