الفصل الرابع

945 58 3
                                    

الفصل الرابع

تململت بجلستها بعد عدة ساعات من العمل المتواصل... نظرت بساعتها فوجدت ان وقت الراحة لم يتبقى عليه الا خمس دقائق فقررت ان تذهب الى البوفيه كي تتناول شطائرها مع كوب من الشاي باللبن كما اعتادت.
اخذت حقيبتها و خرجت من مكتبها فكادت ان تصتطدم باحدهم... رفعت نظرها تعتذر : انا اسفة جدا مخدتش بالي.
وجدته بملامحه الهادئة و ابتسامته الجذابة يقول : ولا يهمك يا بشمهندسة هبة.
شهقت بسعادة وقالت : ممدوح... اية اللي جابك هنا!!!
ضحكات خافتة انطلقت من حنجرته فقال بمكر : بشمهندس ممدوح يا بشمهندسة... ازاي ترفعي الالقاب بالسهولة دي.
تلون وجهها بحرج وهي تتذكر مرة في آخر عامها الدراسي عندما اتى يسألها عن عدة اشياء بمادة تاريخ العمارة و ناداها باسمها مجرد من الالقاب فتركت كل شئ واعطته درسا بالاخلاق عن خطورة رفع الالقاب بينهما ولم ينجده من بين يديها سوى هيا التي اتت وحاولت تلطيف الأجواء.
رفعت يدها و وضعتها على وجهها بحرج وقالت : قلبك اسود اوي يا بشمهندس.
ابتسم وقال : لا والله يا بشمهندسة انا قلبي ابيض من اللبن اللي بتحطي في كوباية الشاي باللبن بتاعتك.
رفعت يديها وقالت مبتسمة : لسه فاكر الشاي باللبن!!!
قال : دي علامة مسجلة طالما انتِ موجودة يبقى كوباية الشاي باللبن موجودة
تسالت : مقلتليش جاي هنا ليه!!! هتشتغل هنا!!!
اومأ برأسه وقال : لسه هاقابل بشمهندس عمرو... و بعدها هاشوف الدنيا.
اومات وقالت بصدق : ربنا يوفقك يارب و تكون خطوة كويسة ليك!
انت اشتغلت فين قبل كدة.
انغلق وجهه وقال : ده اول شغل ليا لو ربنا يسرها وبشمهندس عمرو وافق.
تسالت بتعجب : ياه ليه 3 سنين مشتغلتش... اكيد كنت بتاخد كورسات ولا دخلت الجيش!!!
ابتسم ابتسامة لم تصل لعينيه وقال : انا مدخلتش امتحان اخر سنة واتخرجت 2019 مش 2018... عملت حادثة كبيرة و انا جاي من البلد اول امتحان... انتِ عارفة الطريق الزراعي وسواقين النقل اللي عليه... رفع ذراعيه واخفضهما مرة اخرى وقال : بس الحمد لله بعد كام عمليه وحبة علاج طبيعي رجعت امشي على رجلي تاني.
تأثرت بشدة من كلامه وقالت فخورة بصموده : الف حمدالله على سلامتك... انا اسفة جدا مكنتش اعرف اي حاجة تخص الحادثة والا كنت سألت.
اوما متفهما : انا متأكد انك متعرفيش... انتِ كنتِ بتيجي تخلصي و تمشي عمري ما شفتك بتكلمي حد غير بشمهندسة هيا وهنادي وبس... بالتالي مكنش ليكِ علاقة بأي حد تاني.
ابتسمت بحرج من ملاحظته للكثير من التفاصيل التي تخصها وقالت : طيب انا مش عايزة اعطلك عشان متتأخرش عن بشمهندس عمرو اكتر من كده.
اوما وهو ينظر بساعته وقال بأدب : اتفضلي قبل ما وقت البريك يخلص وانا هانتظر معادي في مكتب البشمهندس.
صوت من خلفه قال : طب ما تيجي كلنا نروح البوفيه لحد معادنا ما يجي.
اقترب برزانة وقال : ازيك يا هبة... اية بتشتغلي هنا ولا اية!!!
ابتسمت وقالت : بشمهندس مروان كمان... الدفعة كلها هتتجمع ولا اية!!!
ابتسم وقال : ده من حظي الحلو انك هنا بالمكتب... كده هامسك في الفرصة دي بأيدي و سناني.
نظرت حولها وقالت : طيب تعالوا نروح البوفية عشان شكلنا كدة مش لطيف.
بعد عدة دقائق جلست بعدم راحة لعدم تعودها على الجلوس مفردها مع أحد زملائها لكنها لم تستطيع الاعتذار لهما.
قال مروان : بقالنا زمان متقبلناش.
أومأت و قالت : من وقت مشروع التخرج... حتى النتيجة بتاعتي مش انا اللي جبتها.
وافقها و قال : و انا كمان نتيجتي اللي جبهالي دكتور حسام... كنت وقتها بتدرب عنده... بس قبل النتيجة بيومين والدي توفى وحياتي كلها اتشقلبت.
تفاجأت وقالت بحزن : انا لله وانا اليه راجعون البقاء لله يا بشمهندس... انا للاسف مكنتش متابعة اي اخبار حتى جروب الواتس طلعت بعد ما دخلت بيومين ملقتش فيه حاجة مفيدة.
قال بجدية و هو يتذكر هذه الفترة العصيبة من حياته التي قلبت كل موازيينه وغيرت كل خططه : و نعم بالله... وجوده كان صمام امان و لما توفى كل حاجة اتغيرت... بس الحمد لله الوضع دلوقتي تظبط كتير عن الأول.
لم تفهم مقصده فقالت بعدم فهم : ربنا يقويك و يقدرك يارب.
قال ممدوح و هو يرتشف من قهوته : ربنا يرحمه يا مروان و انت كنت قد المسؤليه و اخواتك ماشاء الله دلوقتي اللي اتخرجت و اللي اتجوزت... ربنا يبارك فيك و فيهم.
ابتسم بفخر و قال : منة الله ان شاء الله خطوبتها الشهر الجاي و منال بإذن الله هتولد اخر الاسبوع ده.
ربت على كتفه بمحبة توضح قوة علاقتهما وقال : الف مبروك و عقبالك قريب... خلاص اديت امانتك و ابدأ شوف نفسك بقى.
نظر لهبة و قال : اكيد ان شاء الله و قريب جدا... أتأكد بس من كام حاجة كده وبعدها هتسمع اخبار حلوة ان شاء الله
طأطأ ممدوح رأسه و هو يتشاغل بهاتفه بينما هي قالت : ربنا يعملك الخير ان شاء الله... عن اذنكوا لازم ارجع مكتبي.

عزيزتي الآنسة هاء(مكتملة)Where stories live. Discover now