الفصل الثالث

1.1K 58 1
                                    

الفصل الثالث

بعد عدة أيام

تجلس بعدم راحة وهي تتذكر المشادة التي حدثت قبل نزولهما من المكتب بين رفضها للذهاب معه بسيارته و بين اصراره الشديد انه لن يتركها تذهب بسيارة اجرة.
و بين رفضها و محاولاته المستميتة لاقناعها اتصلت بوالدتها كي تخبرها فلم تعترض بل رحبت بالفكرة لخوفها من الطريق الذي يعتبر هادئ و بعيد عن العمران وايضا لان الفيلا موجودة بمجمع سكني جديد لم يتم تسليم اغلب وحداته وهذا معناه ان المجمع السكني نفسه غير مأهول بالسكان.
اما هو فكان سعيد لوجودها معه... قريبة منه و لا يوجد ثالث بينهما... فكر كثيرا في ان يجبرها على الابتعاد... لكنه منجذب لها كما تنجذب الفراشة للنار و يريد معرفة سر انجذابه لعله بعدها يستطيع الابتعاد.
ببساطة قرر ان يترك الامور كما مقدر لها و لن يرهق عقله او قلبه و يحيى مغامرة جديدة و يترك النهاية للايام.
فتح هاتفه و اختار قائمة اغاني يستمع لها خلال الطريق بعدما اوصل الهاتف بمذياع السيارة. بينما هي اخرجت هاتفها محاولة الهاء نفسها لقربه الشديد منها و توترها الذي لا تسطيع اخفاءه.
نظر بطرف عينيه ووجدها مبتسمة و تراسل احد على الواتساب يرسل لها عدة صور متتالية ليدقق بحرص و عينيه موزعة بين شاشة هاتفها و الطريق ليجد صوة شاب قد يصغره بعدة اعوام او اثنين.
فسال باندفاع : صاحبك ده!!!
قطبت حاجبيها و قالت وهي تنظر له وتغلق الهاتف : نعم!!!
تنحنح يسب نفسه و يحاول ايجاد سبب لسؤاله فقال : اصلي لمحت كام صورة حسيت اني شفته قبل كده فبسأل صاحبك يعني و لا تعرفيه منين!!!
قالت بانغلاق : مليش اصحاب ولاد ممكن زمايل عمل او زمايل دراسة مش اكتر... احنا في مصر يا بشمهندس مش في امريكا عشان ابقى مصاحبة.
ضحك بشدة و هو يبطئ من سرعة السيارة حتى انتهى من نوية الضحك التي قابلتها بضيق وملامح منزعجة ... رفع يده وقال معتذرا : متزعليش مني حقك عليا بس حاليا نادر لما تلاقي بنت عمرها ما صاحبت.
قالت بدفاع : لا طبعا مش عشان عرفت كام بنت وطلعوا كده يبقى تعمم... بالعكس زي ما فيه بنات افكارهم اجنبي فيه بنات متمسكة بدينا و عادتنا الشرقية.
عوج فمه غير مقتنع بكلامها رغم تصديقه انها قد تكون مما تقول لكنه يعتبرها عملة نادرة بل شديدة الندرة.
لكنه تذكر انه لم يحصل على اجابة شافية فقال : طالما مش صاحبك يبقى مين ليكِ!!! تنحنحت ونظرت للنافذة متهربة من تركيزه بكل ما يخصها وقالت باسهاب لا تعرف سببه... لكنها مهتمة ان يعرف انها مختلفة عن كل ما يعرفه من فتيات : اخويا الكبير... متجوز وشغله في شرم الشيخ وعشان مش بينزل القاهرة كتير بنتواصل بالواتساب والصور.
تنفس الصعداء و عاد بتركيزه للطريق و سماع الاغاني محاولا التفكير بموضوع يتكلم بها فيه لكي يدخل أعماقها ويعرفها اكثر واكثر.
بعد عدة ثواني أضاء هاتفه وتعالى رنينه و ظهر اسم عبارة عن رموز غريبة لتلاحظ اضطرابه واغلاقه الهاتف على المتصل ثم فصل الهاتف عن السيارة.
ثم تركيزه بالقيادة كأن شئ لم يكن لكن لاحظت ضيقه الذي كلل ملامحه ثم امساكه الهاتف مرة اخرى وارسال رسالة لأحدهم على تطبيق الواتساب.
ثم التفت لها وقال ببساطة : احنا قربنا... انا هاكون مع العميل و انتِ تركيزك كله مع مراته و تفهمي كل طلباتها و تخلي في تواصل بينكو عشان اي تعديل او اختيار الوان تتواصلي معاها على طول مش عن طريقي انا و جوزها.
أومأت و قالت : حاضر ان شاء الله كله هيبقى تمام.

عزيزتي الآنسة هاء(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن