في الحركة بركة

19 3 0
                                    

رسالةً تلو أخرى وصلتنِي، لم أكن متفرغةً لكي أرى الرسائل ولا المرسل، ولا على أي برنامجٍ كانت! وصوت طنين الهاتف كاد يثقب طبلة أذني.

تأففتُ بانزعاج فور سماعي لصوت رنين هاتفي، قعدتُ على السرير لألتقطه وأرى اسم «ملكة التخاذل» حدقتُ فيه باستغراب لأجيب مباشرةً دون التركيز أنّها كانت مكالمةَ فيديو.

انبثق صوت آيرى الهادئ مباشرةً فور ردّي: «مرحبًا جود، أرسلت لكِ الكثير من الرسائل لكنكِ لم تردى على، لذا فضلت أن أحدثك فيديو، هل كل شيء بخير؟».

حسنًا وأنا كنتُ أقول من المزعج الذي قاطع لحظات هدوئي! ولكن أثارني الفضول لمعرفةِ ماذا تريد آيرى مني لذا أجبتها مسرعةً: «أهلًا آيرى! كنتُ مشغولةً بممارسةٍ بعض التمارين الرياضية، هل هنالك شيءٌ مهم؟».

ضحكت آيرى بخفوت قبل أن ترمش ببراءةٍ عدة مرات: «فتاتنا رياضية إذًا! كانت هناك ساعات تحفيز تنظركِ لتنهي أعمالك، لهذا أحببت إزعاجكِ حتى تشاركي».

أتعلمون ما قد يكون أسوأ من طنين الهاتف الذي كاد يصم أذني؟ بالطبع ساعات الكسل! ولم أتوانى بالرد بسرعة مع رسم ملامح نافرة على وجهي: «أرجوك لا تخبريني عن ساعات الكسل تلك! أودّ الانتهاء من تماريني أولًا دون تخاذل».

ترددت ضحكةٌ ساخرةٌ من فاه آيرى، قبل أن أراها ترفع سبابتها بتحذير: «لا تقولي أن الرياضة أهم وأمتع من ساعات التحفيز خاصتي!»

كلماتها تلك؟ جعلتني أشعر كأن جائزة ساعات التحفيز خاصتها ألماس! لكن فعليًّا نتائجها معي مجرد سوار صدئ: «بالله عليك، كلما سمعتُ كلمةَ تحفيزٍ منك جاءتني نوبةٌ لأتمدد على السرير وأراقب السطح فقط، على الأقل ممارسة الرياضة تبعثُ النشاط بدل ذلك الخمول».

ذُهلت آيرى تمامًا! فقد توسعت عيناها بشدة، سأخبركم سرًا عيناها أشبه بعيني البوم عندما فتحتها باتساع، ثم ردّت علي ممطةً شفتيها باستياء: «أنتِ الوحيدة فقط من يشعر بالكسل من ساعات التحفيز! أتساءل لم لا تشعرين بالكسل من أداء الرياضة؟».

ابتسمت باتساع متجاهلةً جملتها الأولى، فالثانية أهم بالفعل: «حسنًا في الحقيقة كنتُ أتكاسل في أدائها، لكن الآن أصبحت كالمتنفس لتفريغ مشاعري الزائدة».

-«هل الرياضة حقًا تنفس عن المشاعر؟»

سارعتُ بإجابتها عن سؤالها فأحد أقوى أسباب ممارستي للرياضة هو هذا: «أجل، فالرياضة تساعد جدًّا في التخلص من المشاعر السلبية والعاطفية، خصوصًا للشباب فبدلًا من تعاطي المخدرات أو التدخين لتناسي عاطفةٍ مزعجة، فالرياضة تعمل هنا كالمخدر الموضعي، تجعل الشخص يتناسى تلك المشاعر.»

صفقت آيرى بكلتا يديها بحماس، قبل أن تقول مقهقهةً: «رائع على أن أمارس الرياضة بعد كل حديث معكِ حتى أتخلص من غضب اتهامي بالتخاذل. لكن هل الشخص الذي يكون في حالة نفسية جيدة لا يجب أن يمارس الرياضة؟»

أخذ وعطاء.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن