الفصل الرابع والثلاثون:بيضاء

1.4K 197 84
                                    

زَهرٌ حَزينٌ ابيضٌ

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.


زَهرٌ حَزينٌ ابيضٌ .. يُفني حَياةَ الحبِ بياضا ..

●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○

سبتمبر ..
ذلك الشهر الذَي يحمل الكثير من البؤس لسبب ما ..
ما بين الخريف والشتاء ..
يحمل معه اعاصيرًا من الخِلاف ..
تَساقُطًا لأوراقِ الفرح ..
تَناثُرًا لِلذكريات ..
تَشعُرُ فيه بشوقٍ لشيءٍ ..
بالحنينِ لماضٍ ..
بالوهنِ والأرقِ ..

أخذت شهيقًا ساحِقًا ..
سعلت مِرارًا بمنديلٍ ..
حاولت إخفاض صوت سُعالِها ..
مَسحت شفتيها ..
ناظرت منديها الأبيض ..
إكتستهُ بقعٌ من الدِماء ..

السِل ..
ذلك المرض كان لا مهرب منه ..
يتآكل الإنسان إلى أن يقضي عليه ..
وهي أُصيبت بالسل وإصابتها قوية ..
إبتدأ الأمر بسعال والم في الرئتين ..
ظنت الأمرطبيعي ..
حتى بدأت تنزف مع سُعالها ..
تَشعر بانها على وشك التلاشي ..
تَحتارُ كيف تُخبرهم ..

شَعرت بالضعف الشديد ..
جهلت هل هو مرضها ام تَبعثرها ..
نهايةً لَملمت شِتاتها وإقتربت من الهاوية ..
طلبت من الطبيب أن يخبر زوجها بكل صدقٍ ..
فهي لا تستطيع ان تقترب منه بعد الآن ..
اَيُ رذاذِ عُطاسٍ او سُعال سيُعديه ..

أقفلت الباب وأجهشت بالبكاء أرضًا ..
لا تَخافُ الموت بِقدر الشوقِ ..
تعلم بانها ستموت نهايةً ..
لكن الشَوقَ صعبٌ ..
كذلك إبنتها ..
كَيفَ ستبقى بمفردها ..
بكت وبكت طويلًا ..

جائها ألمٌ كطعناةٍ في الصَدرِ أجفلتها ..
-ربِ الهمني الصبر ..
همست تُحاول إستعادة أنفاسها ..

سَمِعت طَرقًا شديدًا تَعرِفُ مَصدرهُ ..
مسحت دموعها ووقفت خلف الباب قائِلةً "لن تدخل .. لا يمكنك .."

أعاد طرق الباب بقوة وصرخ
_أفتحِ الباب .. فلورنسا! .. هذا لا يُصدق .. كيف؟! 

-إهدئ .. خذ نفسًا عميقًا .. أظن الطبيب قد أخبرك .. وتعلم بانه ليس هناك علاج .. صراخك وثورانكَ لن يغير شيء .. لذلك دعنا نُناقش الامر بهدوء ..

-أرجوكِ .. أفتحي الباب .. عانقيني .. أخبريني أنكِ بخير .. أخبريني بان هذا كذب .. لا يمكن أن يكون هذا حقيقة .. كيف للمرض ان ياخذكِ من بين يدي ! كَيف ستجرؤين على تركنا!
أردف بصوتٍ واهنٍ .. والدمعُ على وجنتيهِ قد نزلا ..

سهم ورَقصَةWhere stories live. Discover now