"46"

175 17 1
                                    

_عينك من مرت أخوك يا حمزة من ميِته يا ولدي وأنت اكده..!!

حصيلة الذكريات الحزينة اللي بتربطك بشخص معين، شخص غالي جدًا على قلبك كان كل حاجة بالنسبة لحياتك وقلبك وفجأة اتبخر، اتبخر قبل ما يبقى ملكك، شخص مشى ومسبش وراه غير شويه ذكريات قادرة تأثر عليك بالسلب، بعد كل المرات اللي وعدت نفسك فيها إنك تتجاوز الخسارة اللي حصلت في حق قلبك، بس ذكري جميلة واحدة بس قادرة إنها تهزم ثباتك وتحاولك لشخص غير نفسك، عدم قدرتك على إنك تسأل وتطمن عليه بتزرع جواك إحساس بالعجز،  العجز اللي مبيأذيش حد غيرك.

قام وقف بعصبية ودق بعصايته الأرض وقال بصوت جهوري ونبرة شخص بيتحكم في نفسه بالعافية:
_ايه الحديت الماسخ اللي عتقوليه ده ياما.!
قامت وقفت وقربت من مكان وقوفه وحط ايديها على كتفه وقالت بإقرار:
_رهف دلوق مرت أخوك يا حمزة، يعني حتى النظرة بقت محرمة منيك ليها يا ولدي.

لف بعينيه القصر كله وزفر بضيق وعصبية وطاقة سلبية كبيرة، كبيرة أوي لدرجة إنها قادرة إنها تدمر أي حد يجي قدامه دلوقتي، رفع ايديها باسها وهو بيبتسم إبتسامة غصب عنه وهو بيقول بصوت بيحاول إنه يخرج طبيعي على قدر الإمكان:
_أني خابر زين قوي إن رهف مرت أخوي ياما، نيمي الهواجس اللي في رأسك دي عاد.
_والماضي معيحومش حوليك ياولدي.!؟
ابتسم بمرار وهو بيقول بحقيقة مصطنعة وهو بيقرب برأسه منها:
_من اليوم اللي اتقفل فيه باب على ولدك وبت رحيم وأني دافن قلبي ياما، أظن مفيش حاجة أكتر من اكده أثبتلك بيها حُسن نيتي إني عايش من غير قلب والبلد كليتها شاهدة على قسوة حمزة اللي اتولدت على يدك..يدك أنتِ محدش غيرك يام حاتم، ولو ممصدقنيش أقدر ألم خلجاتي وهمل البيت دلوق.

_أني ياولدي أني ولدت القسوة جواك، أني السبب في كل ده دلوق..!!
رمى عصايته في الأرض بقوة وخبط بإيديه على الترابيزة اللي قدامه جامد وقال بصوت أقرب لفحيح الأفاعي:
_مفكراش إياك يوم ما جيت قولتلك ياما أني رايد أتجوز وأنتِ قولتلي بابتسامة قد اكده إني خابرة زين مين هي اللي وقعت حمزة ولدي..!! وبعدها بتلات ليالي، تلات ليالي بس لا أكتر ولا أقل، أسمعك بتقولي إنكوا هتقروا فتحت حاتم أخوي وبت رحيم الليلة..!!
بص في عينيها جامد وقال بإقرار سؤال عارف إجابته:
_بصي في عينيا وقولي وحياة رب العالمين إنك مكنتيش تعرفي إن هي دي اللي ولدك حمزة رايدها، قولي وأني هصدقك مهما كان ردك، قولي ياما أنك مكنتش تعرفي إن هي اللي أني رايدها..!؟ قووولي

_كنت خابرة إنها هي يا ولدي.
قالتها بإنكسار وهي باصه في الأرض، في حين إن حمزة عينه اتحولت لشرار كأن الجحيم فيهم، ثواني، ثواني ليس إلا واتحولت ملامحه العصبية والمخيفة لضحكات بدأت صغيرة لحد ما كبرت وكبرت ومبقاش قادر يسيطر على نفسه وقف على صوت حاتم وهو داخل بيقول:
_حمزة أخوي عيضحك يا نهار أبيض يولاد، خير يأخوي ضحكنا معاك

خبــايـا الحــب Donde viven las historias. Descúbrelo ahora