17

581 36 665
                                    


الفصل السابع عشر_مرٌ شديد الحلاوة/2

_______________________________________

لا يوجد شيء واحد قد بقي لك لتقوله.
أنا أعتذر، لقد فات الأوان.

* * *

كان رايان يسند رأسه بضعف الى نافذة الحافلة، و يذرف كمية يائسة ومرهقة من الدموع، الى يمينه كان صياح هانتر و شيرود في أوجه، فكلاهما يحاول أن يحسب المعدل النهائي لرايان جراء انخفاض علامته هذه، ليثبتا له بأنها ما كانت لتشكل فرق عظيم، لكنهما بالكاد يذكران كيف يفعلانها حتى، و كل منهما له رأي مختلف عن الآخر.

" عليك أن تضم مجموع العلوم الثلاث."

" العلوم أربع."

" لا، اجمع الثلاث فقط."

منحه هانتر نظرة ممتعضة، و جمع الأربعة.

" بيدروسا أيها الوغد سنحصل على رقم خطأ للمرة الألف."

" الم يقترب منزلك أساساً؟ اذهب لدارك يا ولد!"

و حصلا على معدل خاطئ كما كل مرة. اطلق شيرود زفرة عالية و انزلق على الكرسي، فما بات جالساً ولا مستلقياً.

" لنجرب حسابه بدون العلوم."

" هل ثمة معدل بلا مواد علوم حتى!"

" لا أعلم! أنا أحاول! "

دلك هانتر المسافة بين عينيه:
" اكتب فقط ما اخبرتك، رباه. "

هز رأسه و راح يخربش في آخر زاوية فارغة تبقت في الورقة.

" اللعنة... القلم ما عاد يستجيب، انتهى هذه المرة بسرعة. "

اخذه هانتر و نفضه عدة مرات، نفخ فيه، اخرجه من اسطوانته، دحرجه، اخرج الحبر من لفافته، و برضاً من الوالدين عاد للكتابة.

" أنت غير اقتصادي أبداً شيرود، أبداً."

" هانتر! رباه!"

الى يمينهما كان وودهيد الأصغر، و قد بدأت علامات الاكتئاب تنقش قسماتها في وجهه، تزحف غمامة الوحشة و تغطي سماءه، كان الذنب يحرقه، و الحنين ينهشه، لكن جدية الموقف تكمم كل من فمه و رغباته في العودة بالكامل، إنه يفقد الشيء الوحيد الذي جعل من الاستمرار أمراً يسيراً و ممكناً... لقد بدا الأمر سهلاً في بدايته، ظن أنه الفرد المستقل الذي لا يمكن للتخلي عن الأشياء وراء ظهره أن يقوم بكسره، لكن الشدة بدأت الآن تتجلى على حقيقتها، إنه يحس بالفراغ يلتهم جوفه، صدره و قلبه قد تحولا الى فجوة داكنة و عملاقة من الصمت و الوحدة.

" أنت تبدو منزعجاً للغاية اليوم."

" أوه شيرود! هل أنت معتاد على رؤيتي أرقص الباليه كل مساء في طريق عودتنا؟!"

أربعة في الهاويةWhere stories live. Discover now