| 1 | كَيانٌ متعبٌ

159 8 6
                                    

بياض، بياضٌ في كلّ مكان، ممرّضون يَرتدونَ الأبيض، المكاتبُ والجدرانُ بيضاء، كلّ شيءٍ أبيض وضّاح.
يقولونَ بأنّ اللون الأبيضَ مُريحٌ للنفسية و يُهدّئ المرضى، إلّا أنني أظنّ بأنّ هذا محضُ هراء، أنه متعبٌ للنفسية.

أكملتُ سيري في الرّدهة، ورائحةُ المعقّمات اللاذعةُ تلسعُ أنفي.
وصلتُ الغرفةَ المنشودةَ، وأوّلُ ما استقبلني كان صوتُ جهاز قياسِ ضرباتِ القلب، وهذا طمأنني، صوتُ هذا الجهاز يُثلجُ صدري، فبواسطتهِ أعلمُ بأنّهُ ما زال هنا، معي.

منظرهُ هكذا يؤلمني، صوتُ تنفّسهِ الضعيف، شفاههُ المُتشقّقة، شعرهُ المتناثر، جفناهُ المُسدلان اللذان حَرماني من رؤيةِ ذهبيّتيهِ.
كلّ هذا، يؤلم قلبي، فؤادي مُتعب، فؤادي محطم، أشعرُ بالضياع وملجأُ كياني راقدٌ هنا أمامي بلا حولٍ ولا قوة.

كم اشتقتُ لسماع صوتهِ يُحدّثني، أو لسماع صوت ضحكاتهِ الرقيقةِ التي تخترقُ أذني كأنها سيمفونيةٌ نادرةٌ تأبى البقاءَ عائمةً في الفضاءِ فتختارُ احتلال أذنيك، بكلّ سرور.

تسلّلت أصابعي لتعانقَ يده، باردةٌ هي.
كانت يدهُ نحيفةً شاحبةً تماما كوجههِ الذي خُطف منهُ رونقهُ وبريقهُ. شددتُ على يدهِ دونَ إرادةٍ مني بينما أبكي، كيف آل الوضعُ إلى هذا!
ما زلتُ أذكرُ عندما كنّا نذهبُ في نزهةٍ لحديقة الأزهار، أو عندما ذهبنا مرةً إلى مدينة الملاهي ومتحف اللوحات.
أحيانا، عندما أصلُ إلى أقصى مراحلِ حزني، أنظر إلى صورنا معا.
أنا اشتاق إليك، عزيزي لوكي، أفِق بسرعة.

☆☆☆☆☆

مرحبًا يا رفاق!
إنّ هذه هي أوّل قصةٍ أقومُ بنشرها هنا، لقد كان السيناريو عالِقًا في ذِهني منذ زمن، فقررتُ كتابتهُ بِحُبّ ونشره.
أتمنى أن ألقى الدعم الكافي والتشجيع، بما أنها اول تجربةٍ لي ككاتبة.
فوت صغير قد يُسعدني ويُشرق يومي، أتمنى لكم يوما لطيفا♡

فَراشَتِي | 𝓂𝓎 𝒷𝓊𝓉𝓉ℯ𝓇𝒻𝓁𝓎Where stories live. Discover now