| 3 | أزهارُ توليب

60 4 2
                                    

"لقد أتيت!" دلفتُ إلى غرفتهِ في المشفى، كانت هادئةً ومظلمة، وصوتُ جهاز قياس ضرباتِ القلب هوَ الصوتُ الوحيدُ الصّادرُ منها.
تنهّدتُ وتقدّمتُ بإتجاه المِنضدة، واضعةً أزهار التّوليب الزرقاء بداخلِ المزهريّة بعدما أزلتُ ورودَ الأقحوانِ التي جفّت.

"لقد جلبتُ لكَ ورودًا جديدةً يا لوكي! وقد حرصتُ على أن يكون لونها أزرق كما تُحب، والآن، نحتاجُ أشعّة الشمس هنا! المكانُ كئيب"
تقدمتُ بإتجاهِ النافذةِ وقمتُ بفتحِ الستائر، فتسلّلت أشعة الشمس المُلتهبةِ واحتلّت ثنايا الغرفة برونقٍ دافئٍ.

"لقد جلبتُ معي طعام العشاء، سوف أتناولهُ عندكَ الليلة" تمتمتُ وأنا اتأمّلُ وجههِ الشّاحب.
"أنا أُحرزُ تقدّمًا جيدًا في دروسي، لقد حصلتُ على العلامةِ الكاملةِ في الرياضيّات، وهذا بفضلك! أتذكُرُ عندما درّستَني قبل شهر؟ أنتَ معلّمٌ مذهلٌ بالفعل! أفضل من معلّمي حتى" أنهيتُ كلامي بقهقهة.

"بالمناسبة، لقد اقتربت عُطلة الصيف، ألَم تَطُل قيلولتكَ قليلا؟ لقد مرّ شهرٌ بالفعل! أنا اشتاق لك! أنا بِحاجتكَ لوكي!" أخرجتُ زفيرًا عميقًا وتناولتُ قضمةً من طعامي.

"أتذكُرُ عندما أخذنا تصريحًا من المشفى حتى تخرجَ معي؟ آهٍ كم كانَ ذلك اليومُ جميلا! لقد ذهبنا للتسوق في المركزِ التجاريّ الكبير، وابتعنا العديدَ من الملابسِ المُماثِلة، كما جعلتُكَ تختارُ لي أحمرَ الشّفاهِ الذي تَراهُ مُناسبًا لي.
وماذا ايضًا... نعم ثمّ ذهبنا لتناول السّوشي، ما زلتُ أذكُرُ ردةَ فعلكَ بعدما جرّبتَ الصلصةَ الحارة!" ضحكتُ ثمّ استطردتُ قائلة: "وفي نهاية اليوم جلسنا في المنتزه الكبير نُراقبُ غروبَ الشمس، حيثُ الأشعةُ البرتقاليةُ المُذهّبةُ تمتدُّ في خطوطٍ رفيعةٍ، تُحاول بإستماتةٍ نشرَ دفئها لنا قبلَ رحيلها، لقد التقطنا صورًا كثيرةً معا آنذاك"

أمسكتُ بيدهِ الباردة "إنّ هذا اليومَ محفورٌ بِكلّ تفاصيلهِ في أعماقي، لقد كانَ يومًا مميّزًا ولطيفًا، لذا... أرجوكَ أفِق بسرعة! لنصنعَ ذكريات جديدة أخرى، لتكونَ مميزةً كباقي أيّامنا معا!"
سالَت دمعةٌ يتيمةٌ بعدما تركتُ يده، فقد انتهى موعدُ الزيارة.
"سأزوركَ لاحقًا لوكي"

☆☆☆☆☆


"فَكَأنّني موجٌ يُلاطمُ نفسهُ
البحرُ صدري، والفؤادُ غريقُ"

فَراشَتِي | 𝓂𝓎 𝒷𝓊𝓉𝓉ℯ𝓇𝒻𝓁𝓎Where stories live. Discover now