| 2 | أغنيتُنا المُفضّلة

83 4 0
                                    

أذكُرُ مرةً في أحد أيامِ نوفمبر الباردة، وبينما كنتُ أتناولُ طعامي في فسحة الغداء في المدرسة، أرسلَ لي فارسي الأسود مقطعَ فيديو وهوَ يعزفُ على القيثارةِ ويُغنّي أغنيتنا المُفضّلة؛

"أتمنى بأن تقومَ النجوم بإضاءة الطريق
لأنهُ بِنظري يبدو بعيدًا جدًا
وعندما يذهبُ الضوء
سوفَ أقومُ بإمساككِ قريبًا جدًا
دائمًا وأبدًا يا حُلوتي الصغيرة"

كنتُ اتأمّلهُ مُبتسمةً بفخر؛ فها هوَ يرتدي الكِنزةَ الزرقاءَ الفضفاضةَ التي أهديتهُ إياها، فهوَ يكرهُ إرتداءَ ملابس المشفى.

أُعيدُ تشغيلَ مقطع الفيديو مِرارًا، مُستمتعةً بِصوتهِ العذبِ الذي يُشفي روحي، ويُغذّي كياني، وبصوتِ القيثارة التي يُحرّك أصابعهُ النحيلة على أوتارها بتناغم.

اتأمّل خصلات شعرهِ حالِكة السّواد ناعمةَ الملمس، تتحركُ بِرقّةٍ مع هزّهِ لِرأسهِ بإندماج.
وابتسامتهُ الهادئة التي تُشعرك بأنّ كلّ شيءٍ بخير.

أرسلتُ لهُ عابِثة:
- عجبًا لوكي! إنّ صوتكَ لا يحتاجُ الموسيقى، الموسيقى تحتاجُ صوتك! ლ(o◡oლ)
- أعلم يا جميلتي أعلم، سأعزفُ لكِ شيئًا مميزا عندما تأتين في المرة المُقبلة، تأكدي أن تُحضري معكِ بعض الحلوى!
- أنا متشوقةٌ لهذا، وبالطبع سأُحضرُ الحلوى، انها كالهواءُ الذي تتنفّسه...

أفقتُ من ذكرياتي على إحساسي بشيءٍ رطبٍ على يدي، فلاحظتُ بأنني كنتُ أبكي. قمتُ بفركِ عينيّ بِخشونة.
آهٍ يا فارسي الأسود، متى ستستيقظُ وتُريحُ هذا الفؤاد المعذّب؟

☆☆☆☆☆

"الموسيقى هي الطريقةُ الوحيدةُ لِعِناقِ ما لا تستطيعُ ذراعَينا عناقهُ"

فَراشَتِي | 𝓂𝓎 𝒷𝓊𝓉𝓉ℯ𝓇𝒻𝓁𝓎Where stories live. Discover now