| 4 | وَعد

43 4 4
                                    

أمشي والرمالُ العسجديّةُ تُدغدغُ باطنَ قدميَّ، ونسيمُ الهواءِ يضربُ وجنتي بِخفّة بينما يُراقِصُ شعري المُتطاير خلفي بِلطفٍ

Hoppsan! Denna bild följer inte våra riktliner för innehåll. Försök att ta bort den eller ladda upp en annan bild för att fortsätta.

أمشي والرمالُ العسجديّةُ تُدغدغُ باطنَ قدميَّ، ونسيمُ الهواءِ يضربُ وجنتي بِخفّة بينما يُراقِصُ شعري المُتطاير خلفي بِلطفٍ.

اتأمّلُ المنظرَ البديعَ الذي أمامي؛ مياهٌ زرقاء صافية تمتدُّ إلى تلكَ النقطة ما وراء اللانهايةِ البعيدةِ، بحيث تبدو كأنّها تلتقي مع السّماء في نقطةٍ سرمديّةٍ.

سماءٌ مُدرّجةٌ بألوانِ الأحمر والبرتقاليّ هي ما كنتُ أرى، تنعكسُ صورتُها على سطحِ البحرِ مُكوّنةً بذلك لوحةً خلابةً من صنع الخالق.
الأجواءُ كانت هادئة، إلّا أنّ رأسي لم يكُن كذلك، لقد كانَ مُشتّتًا ومُزدحمًا بالكثيرِ من الأمور.

لوكاس مُصابٌ بمرضٍ في قلبهِ، الصّمامات لديهِ ضعيفة، ولا تؤدّي عملها بالشكلِ المطلوبِ، لذا يكونُ متعبًا بشكلٍ دائمٍ تقريبًا.
لكنّ لوكاس قوي، حيوي ومُتفائل، لذا لا تبدو على سُحنتهِ إماراتُ التعب.

لوكاس اتّخذَ قرارهُ قبلَ شهرٍ، دونَ استشارةِ أحد، قرّر الخُضوع لعمليةِ استبدالِ الصّمامات، مُتقبّلًا الأعراض الجانبيةَ لها، والتي تتلخّصُ بغيبوبةٍ غيرُ معروفةِ الأمد، بسبب ضُعفِ جسدهِ.
ما زلتُ أذكُرُ اليومَ الذي يسبقُ عمليّته...

Flashback:
- "إنّها أشهى معكرونةٍ أتناولُها في حياتي!" قال لوكاس بَفمٍ مُمتلئٍ وهوَ يمضغُ الطعامَ بِتلذّذٍ.
- "بالطبعِ هي كذلك! إنّها من إعدادي بعدَ كلّ شيء"
ضحكنا معا ونحنُ نتلذّذُ بطعمِ المعكرونةِ بالجبنةِ اللذيذةِ.

- "لوكي، ماذا حلَّ بالروايةِ التي أعرتُكَ إياها؟"
- "آه، لقد أنهيتُها البارحة، إنّها مُذهلةٌ بالفعل، وهذا مُتوقع، روايات أجاثا كريستي لا تنفكُّ تُدهشني وتُلجمُني بِحبكاتِها القوية، ألَديكِ واحدةٌ أخرى؟"
- "بالفعل أنتَ مُحق، ولا، لا أملكُ المزيد، ما رأيكَ بالذهاب للمكتبة معا؟"
عندها، تلكّأ قليلا، وبدا عليهِ التوتر، ثمّ استطردَ قائلا:
- "ب-بالطبع فراشتي، سنذهبُ عندما يُسمحُ لي بالخروج!"

ثمّ جلسنا لساعةٍ أخرى نتكلمُ بِمواضيع عشوائية، حتى فاجأني بقولهِ "فراشتي، أنا أحبكِ".
عُقِدَ لساني، أعني، لمَ يقولها الآن، بِعشوائية، مع تلكَ الإبتسامةِ الرقيقةِ والعيونِ...الحزينة؟
- "لوكي..." قلتُها بصوتٍ خافتٍ خجلٍ "وأنا أحبكَ أيضا!، ما بكَ تقولُها فجأةً هكذا؟"
- "فقط... أردتُ قولها"
ثمّ انتهى بهِ الأمرُ نائمًا ورأسهُ في حضني، عدّلتُ طريقةَ استلقائهِ وعدتُ للمنزل.

في اليومِ التالي، استيقظتُ على رنينِ الهاتفِ.
لقد تلقّيتُ أسوأَ خبرٍ في حياتي، لوكاس سيدخلُ غرفةَ العمليات. كنتُ مصعوقة، حتى أنني ذهبتُ للمشفى بِملابسِ نومي، المهم هو رؤية لوكاس أوّلا.

"لوكاس!" صرختُ عندما رأيتُ الممرضينَ يقودونَ سريرهُ لغرفةِ العمليات، فالتفتَ مجزوعًا.
- "أظننتَ بأنني لن أعلم!"
- "لم أُرِد إقلاقكِ"
- "كفى هراءً!"
- "عِديني أن تبقِ إلى جانبي، فراشتي"
- "أنا أعدكَ" رددتُ بحزمٍ.
وسقطتْ دمعةٌ يتيمةٌ وأنا أرى روحي تُقادُ بعيدا عني.
End Of Flashback.

كانت عُيوني هائمةً في البحرِ، حتى قاطعَ لحظات الصمت هذه صوت رنين هاتفي، سحقا من يتص- الطبيبُ ألبرت؟!

☆☆☆☆☆

"لم أستطِع أن أنامَ من شدّ الإزعاج...
كُلّما أغمضتُ عيني، بدأوا يطرُقونَ في المِسمارِ ويعلّقونَ صورةً لوجهكَ"

آراؤكم حتى الان؟ هل تتوقعون بأنّ الطبيب ألبرت سَيزِفُّ خبرًا سارًّا أم سيئا؟

فَراشَتِي | 𝓂𝓎 𝒷𝓊𝓉𝓉ℯ𝓇𝒻𝓁𝓎Där berättelser lever. Upptäck nu