- مُقدِمَة -

5.6K 272 241
                                    

Enjoy

*******************

لَم تكن عَقارب السَاعةِ لِتُشكل فَرقاً شاسِعاً في قَدر أحدهم و لَم تكن لتردع الشَر على هذه الأرض

نهاراً أم ليلاً لا فَرق بينهما سِوى وضوح الوجوه في الأزقةِ المَهجورة أما النفوس السيئة فمن السهل تزييفها حين تسطع الشمس

و عند المَغيب تَظهر  الحقيقة و تسقط الأقنعة الخادعة

فَجرَ يومِ السَبت المُوافق لِعام ١٩٩٧  في قرية جامشيون الفقيرة و التابعة لمَدينة بوسان 

شابٌ في العِشرينيات مِن عُمره ظَن  أن غِناء أحد مَقاطع  annie's song  هي الأنسب في هذا الوقت ، حيث لا أحد سِواه ، هو و تلك القِطة الشاردة بجانب مَكب النفايات

لَسعات رياح الفَجر الباردة كانت رَفِيقته  و رُبما شَبيهته كذلك

في يده المُحمرة كِيسٌ أسودَ اللون بلاستيكي صغير يتأرجح مع حركة يده و جسده

توقف عن الغناء حين وصل الى ذلك المكان المُهترئ نِسبياً حَيث يُقيم ..

غُرفةٌ صَغيرة للغاية في أخر الحَي الفقير و بالقرب من مَجاري المياه هو المكان الذي يَعتبره مَنزلاً

أخرج مِفتاحه قَديم الطِراز و فَتح قِفل بابه الحديدي

و فور دخوله خَلع سُترته و أفلت ما يُمسك في يده على الأرض

ثم أكمل غِناء أُغنيته المُفضلة و مَشى بهدوء نَحو دورة المياه حيث  صوت ذلك الأنين المَكتوم

ابتسامته توسعت حين ازداد الأنين بِسبب التقاء عينيه مع أعين ذلك الجَسد المُلقى على الأرضية الباردة و مُقيد الأطراف بِسِلكٍ أسود ثخين   

ذلك الصراخ العميق يُسمع على شَكل أنينٍ يُمتع أذان الشاب الذي تَقرفص أمام الجَسد المُقيدة

" لا ، هذا ليس اللحن الصَحيح عزيزتي "

همس بينما يمرر أنامِله بين خُصلات الفتاة المَغلوب على أمرها

فَهي لا تَذكر شَيئاً سِوى خروجها مِن مَكان عَملها في وقتٍ مُتأخرٍ من الليل و حين استيقظت و جدت نَفسها مُقيدة بأسلاكٍ قوية و قُماشَةٌ تم رَبطُها حول فَمها بإحكام مما منعها من الصراخ لِطلب النجدة

نَفت بِرأسها و دموعها انهمرت خوفاً و ذُعراً مِن هيئة خاطِفها ذو العينان المُختلة و الابتسامة المُرعبة

الضوء الأصفر المنخفض و الغير مُتزن من المِصباح المُتدلي خارج السَقف  قد زاد من تَوتر الأجواء

صُنبور المَاء يُقطر بهدوءٍ قاتِل و اندمج معه صوت قهقهات الشَاب العَميقة  ثم لَحن تلك الأغنية مُجدداً ... 

" أخبرني والدي دوماً ، مراراً و تكراراً أن أترك بَصمتي في هذا العَالم و أنا طِفلٌ مُطيع سأُنفذ هذا الأمر بالتأكيد"

وَسعت الضحية عيناها حين غَزى الألم جَسدها إثر  السكين التي غُرست في خاصرتها

لَم تتمكن من الصراخ تَعبيراً عم ألمها بل المزيد من الأنين  اليائس هو كُل ما يُسمع مِنها

الشاب ينظر الى عيني ضحيته مُباشرةً و بتركيزٍ تام  ،  بينما يديه بدأت  بالارتفاع شيئاً فشيء الى رَقبتها

" أجل أعلم "

هَمس ثم ارتفعت شفتيه بابتسامةٍ واسعة

" و  لكن لا بأس سوف أُرِيحُكِ جَيداً "

جَريمةٌ دوى صداها أرجاء كوريا بأكملها و لَم تتوقف عِند ضَحيةٍ واحدة بل تكرر الأمر عِدة مَرات

و الأمان لَم يَعم يوماً في قَرية جامشيون فالقاتل تَوقف عن جرائمه فجأة و الشُرطة أصابها المَلل و فِقدان الأمل من العثور عليه

حتى أصبحت بعد عِدة سنوات مُجرد قَضيةِ باردة

و تُدعَى بالقَضية البَاردة لأن  ضحاياها تَم نِسيانهم

يُسمونها القَضية الباردة لأن المُحقق أصابه اليأس

لكن لم تَكن نُقطة نهاية السَطرِ هي نهاية القضايا الباردة بل فاصِلة مَنقوطة تَعني أن لا نِهاية لها إلا بوضع الحَبل حَول رَقبة المُجرم ...

*****************

الرواية رح ابدأ انشر فيها بأخر شهر ٨ يعني بوقت خلص من الشغل بشكل نهائي و تبدأ اجازتي الطويلة و مشان ما اظلمها بالتحديث متل ما صار برواية نورما

❤️

قَضية بَاردة || YMМесто, где живут истории. Откройте их для себя