البارت الاول

304 75 497
                                    

يوم الجمعة..
وقت الصلاة..
قام و استعد الشيخ ياسين

أكمل بحث خطبته بينه و بين ربه، لا أعلم هل للملائكة دور بمساعدته...!

عادته بعد صلاة الجمعة
إلقاء خطبة على المصلين
و لا تهولوا كلمة مصلين؛ فالحاضرين أقل من عشرة.

لملم نفسه هم للخروج،
تفاجأ بنعلا واحدا، بحث فى كل مكان الثانى أين..؟!

لا يوجد بديل سوى نعول والدته و أخته
كان ضمن مدخراته؛ حذاء يرتديه بموسم الشتاء
خبأه على سطح المنزل
تعرض لأشعة الشمس أكثر مما تتعرض للشمس فتيات البحر.
لا ينفع لتفادى الأزمة.

الأم تبحث فوق قفص الدجاج، و الأخت تستطلع المكان؛ كانت تبحث مبتسمة لشتات أخيها كأنه فقد بهذه المعركة شخصا عزيزا عليه.

لا لوم..
الفقر، الظروف و النعل جميعا تكالبوا عليه.

بعد عناء وجدوه تحت حوض الماء.

هم للذهاب..
خطواته سريعة
مد يده لجيوبه يتفقد مصحفه، بعدها المسبحة.

يسير مرة، يهرول مرة..
قطع النقود المعدنية ذات القيمة المنخفضة تصدر داخل الجيوب ضجة

يهم فى المسير و إذا بصوت..
أيها الشيخ.. أيها الشيخ

إستدار للخلف بحثا عن مصدر الصوت؛ لا يوجد فى الشارع غير أبواب مقفلة.

أكمل مسيره و عاد الصوت
أيها الشيخ..
تمتم استغفر الله ثم التفت
وجد باب منزل فتح قليلا
لا يظهر منها سوى عينا واحدة كأنها عين البوم
أنا لا أشير للشؤم لكن لوسع العيون.

إقترب.. نعم يا أختى..؟
مدت من خلف الباب يد بيضاء.
لشدة البياض باستطاعة أي شخص التكلم مع عروقها.
تزين أصابعها ثلاثة خواتم كبار، و أسوار من ذهب خرخشتهم تصل لسابع جار

داخل قبضتها ورقة سلمتها له بعدما ألقت عليه السلام.

بينه و بين نفسه...!!
"يا ربى سترك، ارجو ألا يكون دين بذمة والدتى"

أخذ الورقة و هو يسير فتحها..
محتوى الرسالة كااان...
"السلام عليكم شيخنا الجليل..
أيها الطيب ..
انا تزوجت منذ ما يقارب الثمان سنوات، لم ارزق بطفل سبحان الله رغم زوجى و أنا سليمين.
يا شيخ لو تكرمت و دعوت لى عسى الله يرزقنا بفضل دعواتك الذرية.
أذكرنى عسى يكون لك جاها عند رب العالمين"

دسها بجيبه بعدما فرغ من قراءتها.
أكمل الهرولة.
دخل المسجد القى السلام
و توجه نحو القبلة
أمرهم بمساواة الصفوف

الله أكبر.. الله أكبر

أقام الصلاة بعدما سلم
صعد المنبر ليلقى خطبته

كان عنوان الخطبة..
"كيف نحافظ على الأوطان من المعاصى التى تدمر البلدان فى ظل التطور التكنولوجى"

طواف الملحدين Where stories live. Discover now