البارت الثالث

160 57 223
                                    

الدنيا متعة ينجذب لها كل قلب ضعيف مهما طالت اللحى ، كلما زاد ضعف النفس تهاوت مظاهر التدين و أصبحت مجرد زينة أو تذكار

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

الدنيا متعة ينجذب لها كل قلب ضعيف مهما طالت اللحى ، كلما زاد ضعف النفس تهاوت مظاهر التدين و أصبحت مجرد زينة أو تذكار...كالخاتم فى يد زوج كثرت علاقاته كلما عاد إلى بيته وضع الحلقة.

شيخ ياسين...
أخرج الأموال المخبأة؛ شم رزم الدولارات واحدة تلو الأخرى لينعش أنفاسه.

يطالع العجوز الأصلع بتلك الأوراق الخضراء و العجوز يبادله النظر؛ يود صنع علاقة طيبة بينهما لكن نظرات العجوز تخبره من سمح لك لتلمسنى يا صاحب العمامة!.
عاد و خبأ الرزم.

قبل صلاة المغرب..
لا زال لديه وقت لأخذ جولة.
سار فى شوارع الحي القديم؛ تلك الوجوه الكادحة تقابله بإبتسامة
و سلام حار و أحضان.

فقراء الله يصدقون جميع الإشاعات، لعل إحداها تصيب و يتغير الحال.

جلس فى المقهى.
تكاد يداه لا تنزل لفخذه من رد السلام.
تعجب..!!
ما بال الناس اليوم؟!

لا تتعجب شيخنا نحن من يرفعك لسابع سماء.

أحضر الصبي الشاي، وضعه على الطاولة بسرعة
فانكب نصفه..

إنتبه يا ولدى سأدفع لك نصف الثمن..

من دون كلام عاد الصبي أخذه و زاد الشاي عليه.

أخرج الشيخ ياسين نقود للدفع؛ و إذا بالأصوات تتعالى حوله من كل جانب
"شايك على حسابى شيخنا"
رحمكم الله..

و توجه إلى المسجد.
تفاجأ بعدد الحضور، ولكثرة العدد منهم من افترش سجادته خارج باب المسجد

شق الجمع قاصدا قرب المنبر؛ كأنما جنازة ملك من ملوك أمتنا السفهاء تشق وسط المعزيين المتملقين.

المصلين يمسحون على أكتاف الشيخ يتباركون..

أكمل الصلاة ثم دعا للحاضرين.
أصواتهم تملؤها الحيوية
تكاد توقع المسجد..
"آمييييييين"

فكره مشغول، محتار البال
من غرابة المشهد.

فجأة و دون إنذار رجل من العامة (و أقصد بالعامة مثلى من يكدح ليجلب الفلس و يضعه على الفلس)

أمسك بيده و قبلها..
جفل ياسين و سحب يده
هو غير معتاد على هذا.

الرجل بنبرة يغلبها الأسى
كما يغلب على شكله
من بنطاله الذى خيط من الجوانب أكثر من مرة بسبب نقص الوزن، القميص الذى تدرجت ألوانه من الأسود إلى البنفسجي بفعل الغسيل المتكرر.

طواف الملحدين Where stories live. Discover now