11

59 24 0
                                    

«لمَ تركتني نائماً لكل هذا الوقت! أردتُ توديع ديفيد».

صرخ الطّفل يضرب بقدمه فوق الأرضية.

الربيع في عينيه والذي ورثه عن والده تلائم مع منامته عشبية اللّون ذات القطعة الواحدة.

«وهل كنتَ لتودّعه فقط؟».

للحظة أغلق الأب آلة الحلاقة يتوجّه بسؤاله للطّفل العَبوس الواقف أمام باب الحمام.

«لربما كنتُ لأستطيع اقناعه بالبقاء.. ولكنّك غير عادل!».

مرّة أخرى احتجّ الصّغير لا يزال يرتدي عبوسه الظّريف.

لم يكن من الأب إلا أن تجاهله يعيد تشغيل الجهاز الصّاخب بيده، يمرر شفرته فوق ذقنه الحليق جزئياً يصمّ أذنيه عن تذمرات ابنه.

تأفأف الطّفل ليغلق الباب يثرثر بشأن الإزعاج.

من ثَمّ هو توجه نحو المطبخ يصنع لذاته شطيرة يتناولها بنهم، بينما يبدأ مكالمة مرئية مع توأمه الذي قبلها وأخذ يثرثر من فوره يقلب الكاميرا في كل الاتجاهات.

عدة أشخاص بالغين غرباء تحلّقوا حول شقيقه، بعضهم ينصب الخيام، آخرون يقفزون في الأرجاء؛ اعتقد نيل أنّهم يمارسون رياضة من نوع ما.

ولكنّه لم يلمح والدته في أي مكان فاستفسر محتاراً، ليخبره الصبي بحماسة تأكل ملامحه أن والدتهما تولَّت مع زوجها مَهمّة تمهيد الطّريق.

سينتظر هنا رفقة الجميع عند الخيام، وابتداء من صباح الغد سيهمّون بالتسلّق.

«هل تقصد أنّك ستبقى بمفردك حتى الصّباح؟».

قطع نيل حماسة توأمه بسؤاله يتسبب في جفول الصّبي من النبرة اللاذعة المفاجئة.

«لستُ بمفردي. الجميع هنا هم أصدقاء ماما.
سأمضي الليلة مع زميلتها في العمل، رينا. هل تذكرتها؟».

«لا يهم. لا تغلق هاتفك. وإن طرأ أمر ما، فقط كلّم بابا. حسناً؟».

أومأ ديفيد بشدة مبتسماً بتوتر.

وعاد ليخبر الآخر عن محيطه غير المألوف بالنسبة إليهما، يمنحه شرحاً مختصراً عن كل ما تقع عينه عليه.

يجعل من نيل يتساءل بداخله للمرة الألف عن كيف يعرف توأمه الأحمق بكل هذه المعلومات الغريبة!

هو متأكد أن ديفيد لم يرَ جبلاً مسبقاً، وليس شقيقه مَن يُعمل دماغه في البحث والتقصّي.

إذاً من أيّ سماء أتى بهذه الكمية الضّخمة من المعلومات والتي لم يكفّ عن سردها حتى الآن، فقط كمُردّد آليّ ما؟.

-

انتصف النهار وخرج الاثنان في 'مهمة خاصة بالأب والطفل' كما يحب نيل أن يدعوها.

Avelos babies: High twinsWhere stories live. Discover now