7_ماهو الحب؟

52 3 0
                                    

ومر اليومان التاليان بصعوبة , وشعرت جولي أنها فقدت القدرة على الحس , وعجزت عن أستيعاب ما حدث , لم تتصور أن مانويل يمكن أن يكون بهذه القسوة.
تركها في نهاية شارع فولكنر بعد ظهر يوم السبت , وودعها بدونأكتراث , فأتجهت ألى المنزل بشكل آلي , وظلت على هذه الحال حتى مساء يوم الأحد , ثم قررت ألا تستسلم للأكتئاب , وكان سبيلها الوحيد هو أن توافق على السفر مع سامنتا ألى الولايات المتحدة , لم تكن قد شفيت تماما من مرضها كما أنها فقدت شهيتها , أما حالة الأكتئاب فقد أصبحت شيئا طبيعيا حتى أعتقدت أنها لن تعود ثانية ألى حالتها الأولى.
وذهبت ألى شقة أسرة بارلو لتبلغهم قرارها , فوجدت سامنتا تستعد للسفر.
وصاحت سامنتا:
" يا حبيبتي! أنني مسرورة جدا , فسوف تستفيدين من الرحلة , ومن يعلم من تقابلين هناك , فقد يعجب بك أستاذ بالجامعة , من يدري !".
وأبتسمت جولي وقالت:
" هذا يبدو بعيد الأحتمال في الوقت الحاضر , ولكنني أعتقد سأستفيد بعض الشيء من تغيير الجو".
" بالطبع يا عزيزتي , بن.....بن.....جولي سوف تسافر معنا".
وأعرب بن عن رضاه بقرار جولي ثم غادر المنزل , وأعدت سامنتا القهوة وقالت بعد أن جلستا وفي يديهما سيكارتين :
" فيم تفكرين ؟ ما الذي دفعك ألى أتخاذ القرار؟ هل رأيت مانويل ؟".
وتنهدت جولي وقالت:
" نعم".
وأخذت نفسا عميقا من السيكارة وأضافت:
" قال لي بوضوح أنني لا أعني شيئا له!".
" جولي!".
" كان صادقا على الأقل , والآن أنتهى الأمر بيننا........".
وأومأت سامنتا برأسها وقالت:
" ربما كان ذلك أفضل , فلو أنك خضعت له لندمت بمرارة , بول يناسبك أكثر , ويمكنك أن تتزوجيه بعد العودة من الرحلة , وسوف تنسين الأميركي اللاتيني الجذاب".
وأبتسمت جولي قليلا , ولاحظت سامنتا أن الأبتسامة لا تنبعث من قلبها وواصلت كلامها قائلة:
"والآن , لنتحدث عن توني , فعليّ أن أشرح لك كل تفاصيل الرضاعة وغيرها , والواقع أن غذاءه لا يقتصر الآن على السوائل , وكذلك يجب أن أعطيك أرشادات كثيرة".
وأبتسمت جولي وقالت:
" من المرجح أنني لن أحسن آداء مهامي , فأنني لم أقم من قبل برعاية أطفال....".
وقالت سامنتا بشيء من الأستخفاف:
" المسألة بسيطة , فبن نفسه أكتسب الخبرة اللازمة الآن , وهو يجد متعة كبيرة في أطعام توني , وأضطر أحيانا للضغط عليه حتى يهتم بعمله عندما يكون توني مستيقظا".
وقالت سامنتا :
" على فكرة , هل أخبرتك عن المكان الذي نقيم فيه في كاليفورنيا ؟".
وهزّت جولي رأسها فواصلت سامنتا كلامها:
" سنذهب في الواقع ألى سان فرانسيسكو , ولكن الجامعة والمنزل يقعان على الساحل في أتجاه مونتري , هل سمعت عن منتري؟".
" بالطبع".
" حسنا , الطلبة يقيمون في مونتري , كما أن المنزل الذي خصص لنا يبدو جميلا , أعتقده من طراز منازل المزارع , وهو من طابق واحد وبقربه شاطىء خاص , هل تتصورين يا جولي أننا سوف نستطيع السباحة يوميا؟".
وربّتت على معدتها وقالت:
" سوف يساعدني ذلك على أستعادة قوامي , أنجاب الأطفال لطيف , غير أنه يؤثر على القامة بدون شك".
وقالت جولي بصوت مكتوم:
" أن جسمك جميل , ولكنني أوافقك على أنه من الممتع أن نستطيع السباحة وفي حياة دافئة أيضا".
وقالت سامنتا :
" سنعود ببشرة سمراء داكنة بلون التوت".

الغيمة أصلهاء ماء  ♡ رواية عبير♡حيث تعيش القصص. اكتشف الآن