ومر اليومان التاليان بصعوبة , وشعرت جولي أنها فقدت القدرة على الحس , وعجزت عن أستيعاب ما حدث , لم تتصور أن مانويل يمكن أن يكون بهذه القسوة.
تركها في نهاية شارع فولكنر بعد ظهر يوم السبت , وودعها بدونأكتراث , فأتجهت ألى المنزل بشكل آلي , وظلت على هذه الحال حتى مساء يوم الأحد , ثم قررت ألا تستسلم للأكتئاب , وكان سبيلها الوحيد هو أن توافق على السفر مع سامنتا ألى الولايات المتحدة , لم تكن قد شفيت تماما من مرضها كما أنها فقدت شهيتها , أما حالة الأكتئاب فقد أصبحت شيئا طبيعيا حتى أعتقدت أنها لن تعود ثانية ألى حالتها الأولى.
وذهبت ألى شقة أسرة بارلو لتبلغهم قرارها , فوجدت سامنتا تستعد للسفر.
وصاحت سامنتا:
" يا حبيبتي! أنني مسرورة جدا , فسوف تستفيدين من الرحلة , ومن يعلم من تقابلين هناك , فقد يعجب بك أستاذ بالجامعة , من يدري !".
وأبتسمت جولي وقالت:
" هذا يبدو بعيد الأحتمال في الوقت الحاضر , ولكنني أعتقد سأستفيد بعض الشيء من تغيير الجو".
" بالطبع يا عزيزتي , بن.....بن.....جولي سوف تسافر معنا".
وأعرب بن عن رضاه بقرار جولي ثم غادر المنزل , وأعدت سامنتا القهوة وقالت بعد أن جلستا وفي يديهما سيكارتين :
" فيم تفكرين ؟ ما الذي دفعك ألى أتخاذ القرار؟ هل رأيت مانويل ؟".
وتنهدت جولي وقالت:
" نعم".
وأخذت نفسا عميقا من السيكارة وأضافت:
" قال لي بوضوح أنني لا أعني شيئا له!".
" جولي!".
" كان صادقا على الأقل , والآن أنتهى الأمر بيننا........".
وأومأت سامنتا برأسها وقالت:
" ربما كان ذلك أفضل , فلو أنك خضعت له لندمت بمرارة , بول يناسبك أكثر , ويمكنك أن تتزوجيه بعد العودة من الرحلة , وسوف تنسين الأميركي اللاتيني الجذاب".
وأبتسمت جولي قليلا , ولاحظت سامنتا أن الأبتسامة لا تنبعث من قلبها وواصلت كلامها قائلة:
"والآن , لنتحدث عن توني , فعليّ أن أشرح لك كل تفاصيل الرضاعة وغيرها , والواقع أن غذاءه لا يقتصر الآن على السوائل , وكذلك يجب أن أعطيك أرشادات كثيرة".
وأبتسمت جولي وقالت:
" من المرجح أنني لن أحسن آداء مهامي , فأنني لم أقم من قبل برعاية أطفال....".
وقالت سامنتا بشيء من الأستخفاف:
" المسألة بسيطة , فبن نفسه أكتسب الخبرة اللازمة الآن , وهو يجد متعة كبيرة في أطعام توني , وأضطر أحيانا للضغط عليه حتى يهتم بعمله عندما يكون توني مستيقظا".
وقالت سامنتا :
" على فكرة , هل أخبرتك عن المكان الذي نقيم فيه في كاليفورنيا ؟".
وهزّت جولي رأسها فواصلت سامنتا كلامها:
" سنذهب في الواقع ألى سان فرانسيسكو , ولكن الجامعة والمنزل يقعان على الساحل في أتجاه مونتري , هل سمعت عن منتري؟".
" بالطبع".
" حسنا , الطلبة يقيمون في مونتري , كما أن المنزل الذي خصص لنا يبدو جميلا , أعتقده من طراز منازل المزارع , وهو من طابق واحد وبقربه شاطىء خاص , هل تتصورين يا جولي أننا سوف نستطيع السباحة يوميا؟".
وربّتت على معدتها وقالت:
" سوف يساعدني ذلك على أستعادة قوامي , أنجاب الأطفال لطيف , غير أنه يؤثر على القامة بدون شك".
وقالت جولي بصوت مكتوم:
" أن جسمك جميل , ولكنني أوافقك على أنه من الممتع أن نستطيع السباحة وفي حياة دافئة أيضا".
وقالت سامنتا :
" سنعود ببشرة سمراء داكنة بلون التوت".
أنت تقرأ
الغيمة أصلهاء ماء ♡ رواية عبير♡
Romanceالحياة فصول اربعه ربيع,صيف,خريف,شتاء والحب اجتماع هذه الفصول فى زمن واحد,وقلب العاشق طقسه متقلب,صاف الى غانم قليلا مع احتمال هبوط مستمر فى درجات الحرارة.. هكذا كانت حرارة العلاقة بين جولى والمغنى المشهور مانويل كورتيز. احيانا سماؤها ملبدة بالغيوم...