2 عملية اختطاف

465 15 10
                                    

عادات جولي الى عملها في متجر فورد هامز في صباح يوم الاثنين كالمعتاد، والتفت زميلاتها حوله وهي تصف لهن الحفل الراقص بشركة فينيكس للتلفزيون، وأدهشهن أن مانويل كوتيز قد حضر الحفل فسألت دونا جولي عما اذا كانت قد تعرفت عليه فقالت جولي :
- انني رقت معه ياعزيزتي، وهو لطيف جدا .
- وفيم تحدثتما؟ وهل غازلك؟ .
- ياالهي ! لقد كانت دولورس أريفيرا تنظره في الطابق الأسفل ؛واضطر بول للنزول اليهاليهدىء من روعها. كانت ثائرة غير أن بول يقول ان كوتيز يعتمد ذلك حتي يزيد من شوقها اليه!.
ولم تلاحظ جولي ودونا ومارلين وقد انهمكن في الحديث الرجل الذي كان واقفا وسط قسم مستحضرات التجميل، واحمر وجه جولي وهي ترمقه بدهشة وصاحت :
( سيد كورتيز!)
كانت عينا كورتيز جامدتين كالصخر وهو ينظر اليها، وشعرت بساقيها تتهاويان وهي تستطرد قائلة :
(لماذا...لماذا جئت الى هنا؟).
وهز كتفه وقال :
- هذا أمر يخصني، غير أنني أكون شاكرا لو امتنعت عن الحديث عن أموري الخاصة مع
... صديقاتك، والان، أريد أن تساعديني على اختيار زجاجة عطر .
- بالطبع ؛مانوع العطر الذي تريده ؟ هل هو عطرخفيف للصباح أم ثقيل للمساء؟.
- عطر يتسم أساسا بالأ نوثة... كيف لي أن أوضح؟...أريد عطر له رائحة زكية!.
وقدمت له جولي مجموعة من العطور ينطبق عليها وصفه، وبدا واضحا انه خبير في عطور النساء، وتساءلت كم عدد النساء اللواتي اشترى لهن العطور؟ وختار زجاجة كبيرة من عطر اسمه الحياة المرغوبة. وبينما كانت جولي منهمكه في لف العلبة خاطبها قائلا :
- مارأيك في تناول العشاء معي؟.
نظرت اليه برهة بدون أن تفهم دهشتها ولكنها قالت بهدوء :
- والسيدة أريفيرا؟.
- هذا أمر يخصني أنا، هل توفيقن؟.
ناولته اللفة وأخذ منه الشيك قائلة :
- انك تمزح ياسيد كورتيز، في أية حال انني مرتبطة هذة الليلة .
-الغي ارتباطك! .
- لم أتعود الغاء مواعيدي مع بول، اسفة ياسيد كورتيز، فلن يمكنني الخروج معك .
وقال بصوت منخفض غاضب :
- كلا انني لا أقبل ذلك! .
- لماذا؟هل هذا شيء غير عادي؟ هل تفعل كل من تعرفهن من النساء المستحيل لقبول دعوتك؟.
-شيء من هذا القبيل!.
وشاهدت جولي ابنة فيثرستون وهي تقترب منهما، كانت قد اعتقدت من حديثهما الطويل أن الرجل صديق جولي جاء يبادلها الحديث
فقالت بهدوء :
- انسة كيندي، هل انتهيت من خدمة السيد؟ .
والتفت مانويل غاضبا الى انسة فيثرستون التي تعرفت عليه وصاحت :
- سيد كورتيز! ياله من فرصة سعيدة! .
وتحرك مانويل بشيء من الارتباك، لقد اعتاد تعرف الناس عليه، ولكنه شعر الأن بالغضب لمقاطعتها حديثه فأومأ برأسه وودعهما وانصرف مسرعا.
وقالت دونا وهي تتنهد:
(كيف ترفضين الخروج معه من أجل بول ؟)
وقالت مارلين :
( بول لابأس به يا جولي، ولكنه ليس بالراجل الجذاب )
وقالت جولي مدافعة .
- انني لا اريده جذابا .
وردت مارلين :
- تذكري أن الزواج يكون لمدى الحياة، والرجال من أمثال بول لا يتغيرون .
بول شخص وقور، وهو يعجبني، ولكنك تخطئين اذا تزوجته .
وعلقت دونا :
- ان مانويل كورتيز لا يبدو جادا في اهتمامه بها، كما أن جولي ليست من النوع الذي يقيم علاقة غرامية .
وصاحت جولي :
- بالطبع لا
وأنهى هذا المحادثة.
وبعد ظهر ذلك اليوم توقعت جولي ظهور مانويل من جديد فهو ليس ممن يخذلون بهذه السهولة وقد كانت صادقة عندما قالت له انها مرتبطة بموعد سابق فسوف تحضر مع بول حفل عيد ميلاد وكن فكرة السهرة لم تعد تجتذبها.
وتركت المبنى عندما أغلقت ابواب المتجر في الساعة الخامسة والنصف مع غيرها من العاملين كانت غارقة في أفكارها فلم تلاحظ السيارة الفارهة السبور الواقفة قريبا من المنحنى وفجاة سعمت صوتا خلفها .
- سوف أصطحبك الى منزلك .
والتفتت جولي الى الوراء فرأت مانويل كورتيز، كانت دهشتها بلقائه الان أكثر من دهشتها عند رؤيته في الصباح، فاتسعت عيناها الزرقاوان باهدابها الداكنة فبدت جميلة وجذابة.
"لاداعي لهذا، انني أركب الباص عادة".
"وأنا لا أفعل هذا عادة...ادخلي والا اعتقد المارة أنني أعاكسك".
ودخلت جولي السيارة الفاخرة من طراز فراري وجلس مانويل الى جوارها وفي فمه سيكارة، ثم أدار المحرك وانطلقت السيارة.
كانت الشوارع مزدحمة في هذه الساعة مما اضطر مانويل الى التركيز على القيادة، وأخذت جولي تنظر اليه بفضول، وتساءلت عما جعلها ترضخ لأمره وتصعد الى سيارته، فهي لا تعرف شيئا عنه، في أية حال انها تستطيع مواجهة أي موقف طارئ، ومانويل.ليس سوى رجل كغيره من الرجال رغم شعبيته وذيوع صيته، وقالت بعد بضع دقائق:
"لا أعرف اذا كنت تعرف مكان مسكني، فهو في كنغستون وهذا الطريق لا يؤدي الى هناك".
"أعرف".
"ماذا تعني بقولك أعرف، قلت أنك سوف تصطحبني الى منزلي!"
"سوف أفعل ذلك لكن في وقت لاحق".
وتنهدت جولي ثم اتكأت الى الوراء في مقعدها. ماالذي يمكن أن يحدث لها سوى أن أبويها كانا يتوقعان وصولها الى المنزل الان وقد يقلقهما تأخيرها".
قالت بشيء من العصبية:
"ان والدي يتوقعان عودتي الي المنزل مباشرة".
ونظر اليها مانويل كورتيز ثم أوقف السيارة على جانب الطريق وقال: وهو يهز كتفيه بدون اكتراث.
"حسنا ياانسة كندي، اذهبي الى منزلك". ونظرت اليه جولي بغضب وقالت:
"انني لا أفهمك ".
وقاعطها ببرود:
"أوافقك على هذا الرأي".
"لا أعتزم ركوب الباص الان، فعليك أن تدير هذا الوحش وتصطحبني الى منزلي"

الغيمة أصلهاء ماء  ♡ رواية عبير♡Where stories live. Discover now