1 حب أم وجع معدة

554 20 11
                                    

وقفت جولي تنظر الى نفسها في المراة مبتسمة بشيء من الأسف .كان بول مهتما بهذه الليلة،هي تريد أن ترضية،ولمعت عيناها وهي تفكر متسائلة ترى لماذا تبدو لها هذه الليلة مفعمة بالأمل على هذاالحنو.
(أليس من الأفضل أن تلبسي ثوبأ للسهرة)

(ليس لدي ثوب للسهرة كما تعلمين ياأماه، في أي خال ليست السهرة سوى حفل راقص للعاملين ، ولم يعد أحد يرتدي لباس السهرة في مثل هذاالمناسبات) - بول يراك جميلة بغض النظرعما تلبسينه ضحكت جولي واحتضنت أمها وقبلتها، ثم نزلت الى الأسفل حيث وقف بول بانستراز ينتظرها في غرفة الجلوس بول ممشوق القامة رشيقا وسيماوقد أبرزت ملابسه السوداء جمال ملامحه وبياض بشرته .أما الدكتور كيندي والد جولي فقد استرخى مرتاحا على مقعد وثير. يناقش بول في احدى الحالات التي يعالجها.فهوطبيب يمارس الطب العام في كنسنغتون وكان بول يبد مهتما بالحديث ولكن عينيه برقتا لدخول جولي الى الغرفة. وهم الدكتور كندي بالوقوف قائلا: (جولي أنت جميلة بكل تأكيد، مارأيك يابول؟) هز بول رأسه وأجاب: - بل انها رائع : وتبادل والدا جولي نظرات مغزى وأمسكن جولي التي أحست بأهتمام والديها، بذراع بول وهمست : هيا بنا. ساعد بول جولي على الدخول الى سيارته والأوستن الصغيرة ثم جلي جوارها وقال: -سوف أكون أكثر المحسودين في هذة الليلة . ضحكت جولي وردت: - حقا؟أليس هذا تواضعا كبيرا ؟ نظراليها بول برهة بدون ان يفهم ثم قال: - انك تسخرين مني مرة ثانية أنت تعرفين ماأعنيه . علقت بدلال:
- يجب أن أكف عن معاكستك يابول.
شق بول طريقة وسط شوارع لندن الى ايرلزكورت ، وأحست جولي براحة غريبة انها سعيدة الحظ لاتزل في الاتزال في الحادية والعشرين من عمرها وفي طريقها الى قضاء السهرة بصحبة شاب وسيم ومن الواضح أنه يحبها، وفي حين أن شعورها لم يتبلور بعد، الانها واثقة من زواجهما في نهاية الأمر.
صحيح أن بول له وظيفة بسيطة في شرك للتليفزيون، وعمله الان يشمل مهاما مختلفة الا أنه سوف يكتسب مزيدا من الخبرة بمرور الوقت ويصل الى مركز مرموق فهو ماهر.وكان اهتمام بول البالغ بشغل وظيفة أفضل براتب أكبر يرجع بدون شك الى رغبته في الزواج والاستقرار. وبرغم الصعوبات المالية استطاعت جولي الالتحاق بمدرسة داخلية حيث شهدت الماسي الكثيرة التي عاشتها فتيات أكثرمنها مالا وجاها. كان اباؤهن مثلا لايحضرون أبدا أيام العطل فيبقين الوقت في صحبة المربيات بعيدا عن الأهل. في حين أن جولي كانت تفرح بالترحاب الذي تتلقاه من أبويها وبسعادتهما الواضحة بعودتها الى البيت.
وبعد أن تركت المدرسة قررت جولي العمل باحد المتاجرفي شارع أكسفورد وقابلت أثناء عملها سامنتاايدواردز التي أصبحت أقرب صديقة لها
سامنتا فمتزوجة من رسام اسمه بنديكت بارلو.
وبعد وقت قصير وصل بول جولي الى مقر شركة فينيكس في شارع وروبك، وقال بول موضحا:
-القد خصص الطابق بأكمله للحفل ،فالمكان فسيح للغاية .
كانتالموسيقى أول شيء لحظته جولي، فسارت خلف بول وسط جموع غفيرة الي قاعة الرقص التي أخذت تزدحم بالمدعوين،الذين كانوايتحدثون ويشربون ويضحكون، مما أضفىعلى المكان جوا من المرح.
دخلت جولي الى غرفة السيدات حيث أصلحت زينتها
كان بول ينتظرها في الردهة. لم يكن يقف وحده بل كان معه رجل وامرأته .قال بول وهو يقدمهما الى جولي :
-لاري يعمل هنا أيضا ، وقد تزوجا هو و جين منذ ثلاثة أسابيع .
-حقا؟هائل .
وتبتسمت جين ذات الشعر الاحمروالوجه الجذاب قائلة: نعم ياجولي، ونحن نوصي جميع أصدقائنا بالزواج .
ونظرت الى بول واردافت:
-ألم تفكرفي الاقدام على هذه الخطوة؟.
ابتسم بول واجاب:
-مرات عديدة.
ثم نظرالى جين وتابع:
- وخاصةفي الأشهر القليلة الماضية
وجلس بول وجولي في صحبة الزوجين شاندلر حول مائدة قريبة من حلبة الرقص في مواجهة المنصة المخصصة للفرقة الموسيقية .
نظر بول حوله وقال:
- لقد نجحنا في اجتذاب عددكبير،أليس كذلك ؟
ضحك لاري لأن بول تكلم وكانه يمثل الشركة.
وتبادلت السيدتان الحديث عن الملابس واخر فيلم لروبرت ريدفورد واصطحب بول جولي لتتعرف على عدد من المنتجين وزوجاتهم ، واضطربت جولي بعض الشيء لتفاخر بول الواضح بها،ثم عاداالى لاري وجين كان الكثيرون يرقصون في ذلك الوقت، فطلب لاري من جولي  أن ترقص معه ،وافقته الى طلبه بينما حذا بول حذو لاري وطلبمن جين مراقصته، وأخذ بول ولاري يتبادلان الرفيقتين بانتظام مما جعل الليلة أكثر متعة .وكانت السيدتان تتبادلان الحديث بين الرقصات بينما كان الرجلان يتكلمان عن عمليهما
ومرالوقت وساد الحفل جو ودي، لاتفرقه بين الرئيس ومرؤوسه.
واصطحب لاري جين ليقدمها الى رئيسه المباشر بينما أحضر بول كأسين له ولجولي، وقال وهو يقدم لها سيكارة:
- هل تقضين وقتا ممتعا؟
ردت جولي وهي تتناول السيكارة:
-نعم .وأنت؟
-لا بأس
ابتسمت جولي وقالت:
-أين رئيسك، السيد باريسن، الذي طالما نقلت الي أقواله؟.
وابتسم بول وقال:
- هل تمزحين؟ ان السيد باريسن لايحضر مثل هذه الحفلات!لابد أن يعمل البعض بينما يلهو الاخرون، وهناك برامج تقدم الليلة.أليس كذلك؟.
-بالطبع،العمل في التليفزيون مثير، فيمكنك أن تلتقي في أية دقيقة بنجمك المفضل، انني أتمنى أن أعمل أنا أيضا في التليفزيون!.
وابتسم بول وقال:
-تقدمي بطلب ،فلن تواجهي أسوأ من رفضه.
- لست بهذا الحماس، فأن أحب عملي،ولن أستبدله الا بالتمريض أو العناية بالأطفال، انني أتمنى في بعض الأحيان العمل كمربية لأعتني بالأطفال الذين لا يهتم اباؤهم الا بأن يقدموا لهم
الطعام والشراب والملابس الجميلة.
- تزوجيني اذا حتى ننجب أطفالنا ونتولى رعايتهم !.
وندمت جولي لاثارتها الموضوع فقد بدا بول جادا في كلامه فقالت:
- أمهاني بعض الوقت يابول، انظرمن هذا ؟انه يشبه مانويل كورتيز انني مغرمة بموسيقاه،لم تخبرني أنه يقدم برنامجا لشركة فينيكس!.
وهب بول وقال بشي من الرهبة:
- انه يصطحب السيد باريسن ياالهي،انني لم أتوقع حضوره الى هنا.
- لماذا حضر اذا ؟
- ربماليشاهد الضيف المرموق كيف يقضي العاملون بالشركة أوقات فراغهم ، لقد نسيت أنك من المعجبات بمانويل كورتيز انه رجل جذاب. أليس كذلك ؟ .
- هوأيضا يعرف ذلك .
وهز بول كتفيه وقال :
- هيا نحضر مشروبا، فلن نحظى باهتمام السيد باريسن في هده الليلة .
وكنه كان مخطئا في هذا ،فقد مرا بالمدخل وهما في طريقهما الى المقصف فاذا بنايل باريسن ، الذي يبدو أنه احتسى الكثير من الشراب ، يصيح بمساعده قائلا:
- هل تقضي وقتا ممتعا يا بول؟.
وابتسم بول مجاملا وقال:
- جدا يا سيد باريسن ،هل تنضم الينا ؟.
- للأسف لا .
والتفت الى الرجل الذي يرافقه وقال:
- انك تعرف السيد كورتيز، أليس كذلك ؟.
- نعم أعرفه،مساء الخير، هل انتهيت من 
العرض الان ؟.
وهز مانويل كورتيز رأسه بالايجاب وهو يرمق جولي بعينيه. وأحست جولي بذلك فردت نظرته ببرود ، كانت قد اعتادت نظرات الرجال الجريئة، ولكن كان الوضع يختلف بالنسبة الى مانويل كورتيز،فهو رجل جذاب ممشوق القامة أسمر الوجه له عنيان في لون عيني النمر.وشعره الأسود وينسدل على كتفيه ليبرز لونه الأسمر، كما أن فمه مثير،أحست جولي بشعور خانق عندما التقت عيناه بعينيها فاسدليت جفنيها 
على سبيل الدفاع.
وأدركت جولي أن بول لايزال يتحدث الى
نايل باريسن، غير أنه مالبث أن جذبها الى
الأمام ليقدمها الى باريسن ثم الى مانويل كورتيز.
قال مانويل كورتيز بلهجة أسبانية بصوت خافت مبحوح، بينما شعرت جولي باحساس غريب
في معدتها :
- أهلا وسهلا .
وامتدت يد باردة وقوية تمسك بيدها فقالت وهي تبحث عن اي كلام تقوله:
- هناك موضوع يثير فضولي،هل أنت من أصل مكسيكي أم كوبي؟
-انني مكسيكي المولد ولكنني أعيش في كاليفورنيا.
وأومات جولي برأسها وأحست أنها قد تصرفت بغباء،كمت أن اسطزانته تلقى اقبالا كبيرا في كل من الولايات المتحدة وانكلترا. فهو يعزف على كل الالات الموسيقية ويغني على أنغام الغيتار أغان حزينة من النوع الهندي.وكانت جولي لاتعرف عنه الاهذا.لان أجره المرتفع كان يحول دون كثرة ظهوره على شاشة التليفزيون البريطاني.وكنها شاهدته كضيف في برامج أميريكية مختلفة عرضت في انكلترا،كما اشترت بعض اسطواناته ،وقدرت سنه بما يقارب الخامسةوالثلاثين
وسأل بول نايل باريسن عما اذا كان يرغب في كأس من الشراب ،ولكنه هز رأسه بالنفي،وانضم اليهما كبار العاملين في شركة وارتفع صوت باريسن وهو يعتذر عن البقاء. فاتجه بول وجزلي الى المقصف
وقال بول:
-شيء سقيم أن يحرمنا هذا الغزو البشري من فرصة الحديث المنفرد
وابتسمت جولي وهي تنظر بشيء من الحسرة الى المجموعة، فقد انقبض صدر فجاة، اذ كان الحديث مع نايل باريس مثيرا كمان أن مانويل كورتيز شخصية مرموقة وقالت:
- الجميع يريدون التحدث الى مانويل كورتيز
فتلك فرصة لاتتاح في كل يوم
وابتسمت لبول وقالت:
- لاتبتئس هكذا ياحبيبي. قلت انك لست رجلا هاما جدا....هل تتكذكر؟.
-لم أقل ذلك أبدا.
- صدقت،لاري هو الذي قال أنه لاشيء.
-حسنا أرى أن عملي أكثرأهمية من ذلك ياجولي.
-لاتكن أحمق يابول ،هابنا نرقص.
وأجاب بحدة:
-انني  لا أرغب في الرقص الان اذ اشعر بالجوع.
هزت جولي كتفيها في حركة يائسة ،فقد أثارت غضب بول لسبب لاتعرفهةوضغطت على نفسها لتأكل شيئا ثم وقفت تحتسي كأسا من الشراب واذا بباريسن يتجه الى بول ويقول:
-هل لك أن تخبر سائق سيد كورتيز أنه سوف يتأخر قليلا.
وتساءلت جولي عما يحول دون قيام باريس نفسه بهذه المهمة ولكن بول لم ير شيئا غير عادي في هذا الطلب وقالت جولي لباريسن:
-تبدو قلقا،هل حدث شيء؟.
- لم يحدث شيء لقد أقنع الموظفون السيد كورتيز بالبقاء،هل ترغبين في مشروب.
-نعم ،أرجو أن تحضرلي كأسا .

الغيمة أصلهاء ماء  ♡ رواية عبير♡Where stories live. Discover now