10

3.5K 61 5
                                    

=57=
.
ردت جُمان بهدوء :قومي صلي ركعتين وأدعي الله يرزقك، ‏فضيلة أنك تحطين الأشياء في مكانها الصحيح ،و تعطِين كل ذي حقٍ حقّه ، و كل جانبٍ اللي يستحقّه ، وما تميلين بكفّة القياس كلما مالت الريح و لا ترجحين مطلب نَفس على منطق حقٍّ و صِدق ، أدعي إنك تكونين على قَدر الكلمة التي تصدر منك ،وتدرِكين أن لكل خطوة أثَر ، ولكل فِعل ردّة فِعل قولي يارب أصلحني ، وبارك لي في عمري و طهر وقتي من الفراغ و العبث و أرزقني البصيرة و الحكمة و اليقظة و الإتزان و القوة ، و أرفعني برضاك عني يارب واجبرني، ادعي يا كادي! ما خاب من قال يارب! الدُعاء سلاحك الوحيد لأنه إما مدخر أو مدفوع عنك به أذى، أو مُستجاب! ، وتعلمي تشوفين الضيء وسط الظلام!، ردت بسخرية وهي تهز رأسها بالنفي :ضيء؟ حياتي فيها ضيء؟
ردت بهدوء :كلنا ننتعرض للمرض ،المشاكل ، فقدان عزيز ، الفراق، الخسارة، و كل أنواع المشاكل الثانية صغيرها و كبيرها ..
ما عندنا تحكم بالمشاكل ذي و ما نقدر نختار بكيفنا درجة شدّة البلاء ، لكن الشي اللي نقدر عليه هو ردّة فعلنا - سواء كانت تصرُف أو تفكير - تجاه كل موقف و مشكلة ممكن نمر فيها و بناءً علىٰ ردود فعلك بتكون حياتك إما حياة مريحه أو حياة صعبه و مُعقّده !
علىٰ سبيل المثال يا كادي لو فقدتي عزيز عليك ، و كانت ردّة فعلك إنّك اعترضتِ علىٰ قضاء الله ، مافي مُبرر بيقول إنك ما بتتحاسبين علىٰ ردّة فعلك ذي لأن البلاء كان صعب عليك مثلًا! و نفس المثال في حال كانت ردّة فعلك هي الرضا بقضاء الله و قدره ، و إنّك تحمدين الله علىٰ حُسن بلائه ، وقتها بتكسبين حسنات و اطمئنان علىٰ ردّة فعلك ، وهذا يأخدنا للعقل الباطن اللي يخزن المواقف و التجارب القديمه الي نمر فيها و على أساسها بتكون ردّة فعلك لأي موقف جديد بدون ما تحتاجين لتفكير عميق ..وهنا لو شفتي المشاكل و الابتلاءات اللي تمرين فيها على إنها فرصه تدرِّبين فيها نفسك كيف تتصرف صح ، و تفهمين نفسك ، و تكونين إنسانة قوية زي ما الله يبغاك ، و فرصة عشان تقربين لله، هنا حياتك بتكون مريحه، بس لو شفتي كل شي علي إنه لعنه و سخط و غضب من ربي و لعبتي دايما دور الضحيه و ان الله اختارك إنت من وسط كل الناس عشان يصعِّب عليك حياتك ، هنا المشكله بتكون تجربه قاسيه و مؤلمه ، و بتضعفين و ما بتتعلمين غير انك تكونين ضحيه دايما ..في النهايه حطي في بالك ان الحياه بحلوها و مُرها ، بصعوبتها و تجاربها ، بفرحها و مُتعها ، هي حياه وحده للكُل، الفرق الوحيد هو نظرتنا لكل شي و ردّة فعلنا ، و علىٰ أساسها يتحدد كيف نعيش..
=58=
.
خرج من المُستشفى بعد ما راجع مع دكتور أمه كُل فحوصاتها وعلمه إن صحتها ماشية في تحسن، شعر براحة كبيرة تعتري داخله وهو في دنيته كُلها يهمونه إثنين أُمه وسيّاف وما غيرهم أحد لكن مؤخراً صار في طيف لشخص ثالث يزعج باله من كثر ما يطري عليه!، ويخاطب نفسه في كل مره وهو يقول :طيفٍ عزيز وراعي الطيف غالي!، وتوسعت انظاره وهو يرفع نظارته الشمسية لرأسه، ونشف الدم في عروقه من لمحها...

في وصفها أبيّات القصائِد طامحة Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ