18

3.4K 60 4
                                    

=127=
.
=بعد أسبوع،المغرب، مزرعة آل سيّف =
.
مزرعة كبيرة وتصميمها فخم جدا، عريق ومُعاصر في الوقت نفسه كانت كبيرة جدا ومكونة من ثلاث مباني  تتوسط صدر المزرعة واحد رئيسي وإثنين فرعيات،

رفعت كادي أنظارها لليالي المُستلقية بقربها :حاكيتي جُمان؟ بتجي؟، هزت ليالي رأسها بنعاس شديد امس كنت أكلمها طول الليل وقالت بتجي، وما ادري ليش تأخرت بس تلاقينهم في الطريق!، ردت كادي بحماس :بنات لحظة إدراك سيّاف نادر ما يجي المزرعة لما نكون كلنا موجودين تذكرون جدي يقول إنه يحب يجيها لحاله أو مع زياد! تحسون بيجي عشان جمان؟،
عضت ليالي شفتها تهز رأسها بتأكيد:اخخ تكفين يضرب الحُب بس !،
ضحكت كينار :ليالي أعتقيهم لوجه الله! مره طايحة عندهم الأخت!
شتت أنظارها وهي تسألهم بخفة :وي وين لمى؟،
رفعت كادي كتوفها :خليتها تحت آخر شيء، تلقينها عند جدتي نوره،
_
كانت تتمشى  بالقرب من البركة  اللي كان فيها بط وإوزات وطيور مختلفة، وجلست بالقرب منها بهدوء وهي تمرر يدها على الموية وتحركهم، تشعر بضغط شديد هالأيام وخوف فظيع يأثر عليها بصورة سلبية أكثر من وضعها اللي هي فيه، هي ما تدري من إيش خايفة بالضبط! رغم كلام جُمان المستمر معها إلا إن في داخلها خوف منه ومن نفسها ومن هالموضوع بكبره!، وتنهدت بتعب تزم شفايفها من تجمعت الدموع في عينها، الايام هذي صعبة عليها وكثير! تكره المدرسة بشكل غير معقول وتكره تطلع من البيت أو تكون وسط تجمع، لأنها دائما تكون خايفة دائما تتلقى المضايقات، لدرجة إنها صارت تصدق إنها فعلاً نفس ما يقولون! مريضة ومجنونة، وملبوسة! ،
كان متوجه نحو البركة وإعتاد إنه كل ما يجي يطعم طيورها بنفسه، لأنه يحبهم ويحب الموية والبحر واي شي له علاقة فيهم، وإنتبه لوجودها رغم إنها كانت بجلالها لكنه عرفها، تقدم بالقرب منها بهدوء عشان لا يفزعها وبدأ يرش الأكل لهم،
إلتفت عليه بذعر وإنتفض كُل ما فيها يخليها توقف من شافته هو نفسه!،
كان منه ثانيتين يركز فيها أنظاره لملامحها
وعقد حواجبه من إحمرار محاجرها، كانت بتركض، بتهرب، بتمشي ما تبي توقف جمبه ولا في وجه وتحركت من جمبه بذات التوتر والذعر إلا إن يده اللي إستقرت على معصمها وقفتها :لمى!
‏هزت رأسها بالنفي بدون ما تطالعه :إترك!،
ترك كيس أكل الطيور وهو يلفها عليه وينطق بهدوء :وش فيك؟،
وعقد حواجبه أكثر من شاف إنها تتهرب بأنظارها عنه و وتره هالشيء جدا :لمى طالعيني! ،
رفعت نظرها له وتدافعت دموعها لعينها، تركت عيونه تتوسع بذهول :بنت! وش فيك؟ وش صاير؟
نطقت بحشرجة فظيعة :ليه أنا؟
=128=
.
أخذ ثواني يستوعب فيها سؤالها، وذُهل أكثر من فهم مقصدها:شلون ليه إنتِ ؟
بكت بتوتر فظيع وهي تحرك يدينها وتهز رأسها : ليه انا! ليه انا زيّاد؟، ليه تبي ترتبط في وحدة مكتئبة ومجنونة وملبوسة وكل سيء فيها، ليه؟ ما افهم! ليه تجيني كل مره كذا! ليه تحاكيني وتطلع بوجهي بكل مكان ، ليه تسوي اللي تسويه؟  وليه تناظرني كذا الحين ما افهم ما افهم! ،
إنصدم من إنهيارها اللي كان بدون أي مقدمات، والكلمات اللي تهذي فيها! يقرب منها وشبه يعدم المسافة بينهم :لمى! لمى! طالعيني! ،
رفعت أنظارها له وهي تتنهد من البكاء وكل ما فيها يرجف! نطق بهدوء وهو يركز أنظاره على حدقاتها اللي تتحرك بدون وعي يحركهم في نفس حركتها :وش اللي ما تفهمينه؟ أني أبيك؟ أنا أبيك لمى! أبيك إنتِ! ،مافيك شيء إنتِ ولاينقصك شيء لا انتي مجنونة ولا ملبوسة ولا مكتئبة! وأقص لسان اللي يقول لك حرف! إنتِ لمى بنت عبد العزيز أطهر بمن على هالدنيا! تفهمين؟،
وأردف بحرقة يعض شفته من إستمرت دموعها بالنزول :لا تهلكيني بدموعك وأنا ما اقدر أمسحها!، لا ترجفين وانا ما اقدر
امسك يدك!، لا تحطين قيود ترد خطوتي عنك ما ترد عيني!،

في وصفها أبيّات القصائِد طامحة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن