13

3.7K 62 7
                                    

=82=
.
=قطر=
طرقت عمتها الباب وهي تخبرها إن مُحامي جدها ينتظرها في مجلسهم، هزت رأسها وهي تتثاقل في حركتها تلبس عبايتها وتلف طرحتها على وجهها، مسحت على ملامحها الشاحبة والهالات اللي تشكلت تحت عينها تعبر عن داخلها، مرت اسبوعين وهي على نفس حالها ما تغير فيها شيء، كل شيء شاحب في عينها هاذي ثاني سنة لها في الجامعة ورغم إنه كان حُلمها تدرس تمريض وكل أعمامها عارضو لكنه الوحيد اللي كان واقف معها و يشجعها، حتى ورشة الإعلام اللي تحبها ولها شغف فيها هو اللي قال لها تسجل وكانت كل يوم تجي وتحكي له يومها وايش تعلمت بكل حماس و يضحك لها، بضحكة تجزم إنها لليوم ما عرفت أعذب منها ،
لكن كُل هذا صار رمادي في عينها صار كُل شيء كئيب وماله أي معنى،همست بضعف :ياربّ،
وتحركت تُدخل للمجلس و تجلس بقُرب عمتها اللي شدت على يدها ،
بدأ بالسلام وهو يطالع الورق اللي في يدينه بدون ما يفتحه :
يا طويلة العُمر، جدك الله يرحمه ترك عندي وصيتين، وحدة طلب تنفتح في حضور كُل أعمامكِ والثانية! في وجود شخص ثاني لكن بعد ما تنفتح الوصية الأولى!،
ماكانت تهتهم لأي شي يقوله ولا ركزت في اي حرف، نظراتها كانت للفراغ، هي تسمع وش يقول لكن ما تستوعب حرف،
وأردف وهو يكمل :أرسلت لأعمامك اللي هنا واللي برا إن بعد أسبوع يكونون موجودين كلهم!، كان هالمُحامي صاحب جدها من زمن طويل ويشتغل معه و يعرف بحبه لترف وإنها عيونه الاثنين ونطق بنبرة حانية :شدي حيلك يأبوك! أعمامك و هالدنيا تحتاج منك شدة بأس!، دُنيانا ما ترحم الضعيف!..
وإستأذن وهو يطلع من المجلس يتركها تصارع دموعها اللي تشعر إن جفونها جفت من كثر ما بكت!
____

=بيت أبو تركي=
.
نزلت من الدرج وهي تدور أُمها بعيونها وإبتسمت من شافتها جالسة تقرأ في كتاب ، توجهت وهي تجلس جمبها وتقبل خدها :يمه،
ردت مزن وهي تقفل كتابها وتبتسم:سمي يمه؟،
ردت جُمان بتسأول وهي تزم شفايفها :يمه جدتي ما بتجي من الكويت؟ احس طولت سفرتها ، ما أحب جذي وحشتني!
هزت رأسها بالنفي مُزن :ما تقدر تفارق أرضها، تشوفينها كل فترة هناك؟ قلبها متعلق فيها، بس بتجي هاليومين ، درت عن الملكة وبتحضر ، وضحكت بخفوت: بس شكلنا بنأخذ لنا مردغة إحنا الأثنين، تقول ليه ما نعلمها من أول ما تدري عن شيء،
ضحكت جُمان بذات الخفوت :وي يا ويلنا تحسب نحن مخبيين؟
هزت مُزن رأسها :قالت مستحيل يكون فجأة خطبها، ويوم إن بنتك توافق بالهسرعة، أكيد تحبه ليه ما تحكي لي؟
ضحكت جمان :جدتي راسمة أفلام ومصدقتها !
هزت مُزن رأسها بذات الضحكة، وردت جُمان : وي قرصتها تعور أخذيها عني يمه، ضحكت مُزن :أنا شكو؟ انتِ العروس
=83=
.
عضت جُمان شفايفها وسرت فيها رعشة سريعة من وقع الكلمة عليها و حست مُزن فيها وهي تلمها لحضنها وتبتسم :إنتِ العروس وأحلى عروس يأمي، تقدرين تكملين وتقدرين تكونين سعيدة في هالحياة اللي تدخلينها ،
تنهدت جُمان :أحس بأنه ما صار فيني قدرة أبدأ بشيء أساساً عشان أقول ما أقدر أكمله يا يمه،
مسحت على رأسها مُزن : لا تفكرين كثير، لا تفكرين كيف بتكون حياتك، كيف بتتفاهمون، ايش بيصير؟ ، ما بيصير شيء من اللي تفكرين فيه لأنها ببساطة تجربة جديدة وشيء ما تعرفين عنه ، هذي حياة كاملة وعمر كامل يا أمي ماهي فترة وتنتهي والبدايات دايماً صعبة،صعبة حييل؛ لما تبدون تحتكون ببعض وتكونون في نفس البيت تبدأ تظهر لكم المشاكل وتبدأ تظهر إختلافاتكم، و الفروقات من البيئة وطريقة التربية والحياة اللي كل واحد كان يعيشها، لكن طريقة تعاملكم معها هي اللي تحدد تستمرون أو لا؟ تنجحون أو لا؟، تحتاج منكم صبر وإحترام ورحمة، مو أي شي بيكون موضع نقاش ولا فيه رابح وخاسر! ومين يغلب الثاني، الزواج مركب يا تنجحون سوا يا تخسرون سوا! لما واحد يبطل يجدف الثاني يكمل عنه عشان هالمركب ما يغرق، البيوت ما تنبني بالحُب لأن الحُب وحده مو كفاية، البيوت تنبني بالرحمة والإحترام،‏ تصير علاقتكم تقوم على مبدأ يمد لك كفّه لو إن كفّه يعاني .. وتمدين له روحك لو إن روحك حزينة، و إبتسمت بخفة :أعرف أطباعكم ما تتناسب أبداً وما أقولك ما أخاف أنا أُم وأخاف وأقلق لكنها سُنة هالحياة أنا أبوك ما كنت أعرف عنه شيء وكنت أنا طول عمري بالكويت وهو بالسعودية بس شوفي كيف؟ الحياة تمر وكل واحد يأثر على الثاني ويحب إختلافات الثاني، وسيّاف ممكن ما يكون مثالي، ولا خارق للعادة أو فائق اللطف والروعة، لكن اللي أعرفه إنه حقيقي وبس، حقيقي بشكل ما بيسمح لدهشتك فيه تفقد بريقها!،
ما ردت لكنها كانت مُستمعة لكل كلمة والأكيد إنها بتفكر فيها، وأردفت تبتسم :أحب حُب أبوي لك ماكو مثله لو إيش، ما يجي بعدكم أحد!
ضحكت مُزن بخفة : وانا بيجي يوم أقولك أحب حُب سياف لج ماكو مثله لو ايش، ما ردت على أمها لكنها صرخت برعب من حست باللي يشيلها وينزلها بأخر الكرسي :لو سمحتي وخري عن امي! لو سمحتي ! وإنسدح يحط رأسه في حجرها وهو يتنهد:يمه زوجيني يمه! ،ضحكت مزن وهي تضرب كتفه :أزوجك لما تعقل ما أنكب بنات العرب!، وسع عيونه بذهول من ضحكة جُمان عليه :افا يا يمه افا، قايل إني مضطهد في هالبيت قايل!،
ردت جُمان بضحك:سبحان الله ما فيك قبول أبد،
هز رأسه بالنفي :أنا داري إني حلو وطيب وفرفوش ومافي مني اثنين بس ما احب امدح نفسي لاني متواضع،وانتم تغارون مني
=84=
.
=روسيا=

في وصفها أبيّات القصائِد طامحة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن