الثاني.

296 27 4
                                    

ليلًا، تسلل من غرفته قاصدًا المطبخ، قرر مسبقًا الذهاب خلسةً والجميع نيام، كان من الصعب عليه حقًا تخطي الحرس دون أن يلحظوه.

بعد أن نجح بالدلوف دون أخطاء رفع قلنسوته ليبتسمَ بفخر قبل أن يدس قطعًا من الخبز داخل رداءه.

سخر في نفسه، بينما ينام جميع أهل المملكة ببطونٍ ممتلئة يقبع آخرون بلا لقمة.

والده ليس قاسيًا لكنه متبلد التفكير كما يقول هو، لطالما حاول مواجهته بأفكاره لكنه في المُقابل يتلقى التهديد بتغييره كوريثٍ للعرش.

لم يكن أخاه بأفضل من أبيه، ذات الفكر يسري في عروق هذهِ العائلة، لهذا لن يخاطر بتسليمه هذه المهمة اطلاقًا.

تنهد في سرهِ كثيرًا، يدعوا بأن يمر الأمر على خير ما يرام، بالتأكيد هو سيغير الكثيرَ مستقبلًا.

-----

المهمةُ أصبحت أصعب، حارسا الزنزانة لم يرف لهما جفن حتى، من المستحيل أن يدخل دون كشف هويته.

بالتأكيد لن يخاطر بذلك، سيعلم والده وهو ليس مستعدًا للمعمعةِ التي ستحدث اثر ذلك.

أمسكَ حجرًا قبل أن يُلقيه على أحدهما وكأن صاحبه من رماه مستغلًا كونه ينظر في الجانب الآخر.

«أيها اللعين»، شتم الحارس وما كان بوسعه سوا كبت ضحكته، وسط نظرات الحارس الآخر الذي لا يعي ما يحدث.

استمر بتكرار الأمر على كليهما الى أن سئما وبدأ الشجار وكان هذا مبتغاه اذ تسلل من جانبهما دون أن يلاحظا.

ابتسم بوسع للمفاتيح المعلقة قبل أن ينتشلها متجهًا للدخول.

بدأ بوضع الخبز أمامهم، لم يكن اي منهم يصدق واستمروا بتبادل النظرات فيما بينهم لكنه لم ينطق.

سار حتى وصل لأخر زنزانة ووضع أمامهما الخبز كما حال الباقين لكن الفتى رفع رأسه بكرهٍ شديد نحوه.

«لا نريد شيئًا منكم، أنتم مجردُ حثالة»، همس بحقد لكن الفتاة بجانبه وخزته بهدوء، «توقف تيهيون»، همست ولم ترفع عينيها حتى.

أمسكت بالخبز وسرعان ما قسمته وبدأت بأكله بهدوء دون اكتراث، «لكن سيدتي»، تذمر الا أنها نظرت له بذات الإبتسامة ليتنهد هو الأخر ويأكل بوجنتين عابستين.

«سيدتك؟»، همس بومقيو لكن كان تيهيون قادرًا على سمعه لهذا سخر بوضوح، «أتمثل الغباء يا حمامة السلام؟ ويكأنك لا تعلم أنها الأميرة سورا».

ساعة الغسق.Where stories live. Discover now